حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: سألت النّبيّ ﷺ: أيُّ الذّنب أعظمُ عند اللَّه؟ قال: «أن تجعل اللَّه نِدًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثم أيٌّ؟ قال: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعَم معك» قلت: ثم أيٌّ؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٧)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه، فذكره، ولفظهما سواء.

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: سألت النّبيّ ﷺ: أيُّ الذّنب أعظمُ عند اللَّه؟ قال: «أن تجعل اللَّه نِدًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثم أيٌّ؟ قال: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعَم معك» قلت: ثم أيٌّ؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم التي تضمنت تحذيراً من كبائر الذنوب.

أولاً. شرح المفردات:


● أعظم: الأكبر والأشد إثماً.
● نِدًّا: الشبيه والمثيل والمساوي، أي أن تجعل لله شريكاً في العبادة أو الربوبية.
● يَطْعَم معك: أي يأكل من طعامك وينفق عليك، فتكره ذلك فتقتله خشية المشاركة في الرزق.
● حليلة جارك: زوجة جارك، والحليلة هي الزوجة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن أكبر الذنوب وأعظمها إثماً عند الله تعالى. فيجيب النبي صلى الله عليه وسلم بأن أعظمها على الإطلاق هو الشرك بالله، وهو أن تجعل له شريكاً مع أنه هو الخالق وحده. ثم يذكر الذنب الذي يليه في العِظَم، وهو قتل الولد خشية الفقر والإملاق. ثم يذكر الذنب الثالث في العِظَم، وهو الزنا بزوجة الجار، لما في ذلك من جريمة مزدوجة تجمع بين انتهاك حرمة الزواج وحرمة الجوار.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عِظَم جرم الشرك بالله: فهو أعظم الذنوب على الإطلاق، لأنه ظلم عظيم وتجريد للخالق من حقوقه الفردية في العبادة، وهو لا يغفر إذا مات صاحبه عليه.
2- شدة تحريم قتل الأولاد: وهو من الذنوب التي كانت شائعة في الجاهلية بدافع الفقر أو خشية العار، فجاء الإسلام ليكرم الإنسان ويحرم الاعتداء على نفسه، خاصة من أقرب الناس إليه.
3- خطورة الزنا وعظم جرمه: خاصة إذا كان مع زوجة الجار، لما فيه من انتهاك لحقوق متعددة: حق الله، وحق المرأة، وحق الزوج، وحق الجار الذي أوصى الإسلام به غاية الوصاية.
4- ترتيب الذنوب حسب عظمها: فالكبائر ليست متساوية، بل منها ما هو أعظم من الآخر، وأعظمها على الإطلاق هو الشرك.
5- حرص الصحابة على معرفة الشر ليجتنبوه: فسؤال ابن مسعود يدل على رغبته في معرفة أعظم الذنوب ليتقيها ويحذر منها.
6- التحذير من دواعي الذنوب: كالخوف من الفقر الذي قد يدفع لقتل الولد، أو الشهوة التي قد تدفع للزنا.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث يدل على أن الشرك هو أكبر الكبائر، ويليه القتل، ثم الزنا، وهذا الترتيب في العِظَم وليس في حقيقة أن كل ذنب يليه أصغر منه مباشرة، بل قد تكون هناك ذنوب أخرى عظيمة بينها.
- قوله: (وهو خلقك) تذكير بالنعمة العظيمة، فكيف تنكر نعمة الخالق وتجعل له نداً؟!
● الزنا بحليلة الجار من أشد أنواع الزنا قبحاً، لما فيه من غدر وخيانة للجوار الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ).
- هذه الذنوب من الموبقات (المهلكات) التي وردت في أحاديث أخرى، مثل الحديث المشهور: (اجتنبوا السبع الموبقات...).
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الذنوب والخطايا، وأن يعيذنا من الشرك والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٧)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه، فذكره، ولفظهما سواء.
ورواه الشّيخان أيضًا: البخاريّ (٤٧٦١، ٦٠٠١، ٦٨٦١، ٧٥٣٢)، ومسلم كلاهما من طرق عن جرير، به، وزاد في آخر الحديث: «فأنزل اللَّه عز وجل تصديقها: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

  • 📜 حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب