حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب

عن أبي أيوب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما من عبد يعبد اللَّه لا يُشرك به شيئًا، ويقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويجتنب الكبائر إلّا دخل الجنّة، فسألوه: ما الكبائر؟ فقال: «الإشراك باللَّه، والفِرار من الزّحف، وقتل النّفس».

حسن: رواه ابن منده في الإيمان (٤٧٨) عن أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا فُضيل بن سليمان، ثنا موسى بن عقبة، سمع عبيد اللَّه بن سليمان الأغرّ، عن أبيه، عن أبي أيوب، فذكره.

عن أبي أيوب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما من عبد يعبد اللَّه لا يُشرك به شيئًا، ويقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويجتنب الكبائر إلّا دخل الجنّة، فسألوه: ما الكبائر؟ فقال: «الإشراك باللَّه، والفِرار من الزّحف، وقتل النّفس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبشر المؤمنين بالجنة ويحدد معالم الطريق إليها. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني.

ثانيًا. شرح المفردات:


● يعبد الله لا يشرك به شيئًا: أي يوحد الله في عبادته، ويخلص الدين له وحده لا شريك له.
● ويقيم الصلاة: يؤديها على الوجه المطلوب بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها.
● ويؤتي الزكاة: يخرجها طيبة بها نفسه، لمستحقيها في وقتها.
● ويجتنب الكبائر: يبتعد عن الذنوب العظيمة التي فيها وعيد شديد.
● الفرار من الزحف: الهروب من ساحة القتال عند لقاء العدو، وهو من كبائر الذنوب.
● قتل النفس: قتل الإنسان لغيره بغير حق.

ثالثًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أي عبدٍ مؤمن يجمع بين هذه الأركان الأربعة العظيمة فإن الجنة هي مآله ومصيره بفضل الله ورحمته. وهذه الأركان هي:
1- أصل الدين وأساسه: وهو التوحيد الخالص لله تعالى واجتناب الشرك.
2- أهم أركان الإسلام العملية: إقامة الصلاة، وهي عمود الدين.
3- الركن المالي الاجتماعي: إيتاء الزكاة، التي تطهر النفس والمال.
4- اجتناب المهلكات: وهو الابتعاد عن الكبائر التي تهلك صاحبها.
ثم بين صلى الله عليه وسلم أمثلة للكبائر، وهي:
● الإشراك بالله: لأنه أعظم الذنوب على الإطلاق، وهو لا يغفر إذا مات صاحبه عليه.
● الفرار من الزحف: لأنه جبن يؤدي إلى هزيمة الأمة وتضعيفها، ويتسبب في سفك دماء المسلمين.
● قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: لأنه إفساد في الأرض وإهلاك للنفس البشرية التي كرمها الله.

رابعًا. الدروس المستفادة والفوايد:


1- البشارة العظيمة: الحديث من أعظم البشائر للمؤمن، فهو يربط بين العمل الصالح والجزاء الحسن (الجنة)، مما يبعث على الأمل والرجاء.
2- تكامل الأعمال: لا يكفي مجرد التوحيد، بل لا بد من اقترانه بالعمل الصالح (الصلاة، الزكاة) واجتناب المحرمات (الكبائر).
3- الموازنة بين فعل الواجبات وترك المحرمات: فكما أن فعل الصلاة والزكاة واجب، فإن ترك الكبائر واجب كذلك.
4- بيان خطورة الكبائر: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للكبائر لتحذير الأمة منها، وأعلاها وأكبرها الإشراك بالله.
5- التحذير من الجبن والفرار من المعركة: لأن في ذلك تفريطًا في نصرة الدين وإعزاز الإسلام.
6- التأكيد على حرمة الدماء: فقتل النفس بغير حق من أعظم الجرائم وأشدها عقابًا.

خامسًا. ملاحظة مهمة:


المراد بالحديث أن من التزم بهذه الأمور فإنه يدخل الجنة بفضل الله ومغفرته، وقد يعذّب على بعض الصغائر إذا لم يتب منها، ولكن لا يخلد في النار. أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة، أو أن يعفو الله عنها بفضله ورحمته.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل التوحيد، المقيمين للصلاة، المؤتين للزكاة، المجتنبين للكبائر، وأن يدخلنا جنات النعيم برحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن منده في الإيمان (٤٧٨) عن أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا فُضيل بن سليمان، ثنا موسى بن عقبة، سمع عبيد اللَّه بن سليمان الأغرّ، عن أبيه، عن أبي أيوب، فذكره.
قال الأعظمي: وإسناده حسن؛ لأنّ فضيل بن سليمان مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
وقال ابن منده: «هذا إسناد صحيح ولم يخرّجوه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

  • 📜 حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب