حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات«قالوا: يا رسول اللَّه وما هنّ؟ قال: «الشّرك باللَّه، والسِّحر، وقتل النّفس التي حرّم اللَّه إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولي يوم الزّحف، وقذف المحصَنات المؤمنات الغافلات».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدنيّ، عن أبي الغيب، عن أبي هريرة.

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات«قالوا: يا رسول اللَّه وما هنّ؟ قال: «الشّرك باللَّه، والسِّحر، وقتل النّفس التي حرّم اللَّه إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولي يوم الزّحف، وقذف المحصَنات المؤمنات الغافلات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرتَ من الأحاديث العظيمة التي تحذر من الكبائر المهلكات، وقد أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح المفردات:


● الموبقات: من الإِيباقِ، وهي الهلاك والدمار، وسُميت بذلك لأنها تُوبق صاحبها، أي تُهلكه في الدنيا والآخرة.
● قذف المحصنات: أي اتهام العفيفات بالزنا أو نَسْب الفاحشة إليهن.
● المحصنات المؤمنات الغافلات: العفيفات الملتزمات بالإيمان، الغافلات عن الفواحش والريب، لا يخطر ببالهن شيء من ذلك.
● التولي يوم الزحف: الهروب من ساحة القتال عند التقاء الجيشين.

المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من سبع كبائر عظيمة من شأنها أن تهلك صاحبها وتُدخله النار إن لم يتب منها، وهي ذنوب لها خطورتها الخاصة وعظيم ضررها على الفرد والمجتمع.

شرح الكبائر السبع بالتفصيل:


1- الشرك بالله: وهو أعظم الكبائر على الإطلاق، وهو أن يجعل العبد لله ندًا في العبادة أو الربوبية أو الأسماء والصفات. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
2- السحر: وهو عزائم ورقى وعُقد تؤثر في القلوب والأبدان، وهو من أعمال الشيطان وكفره، قال تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}.
3- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: وهو الاعتداء على النفس البريئة بغير حق، والقتل من أعظم الجرائم، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}.
4- أكل الربا: وهو الزيادة في القرض أو البيع المشروط، وهو محاربة لله ورسوله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
5- أكل مال اليتيم: وهو التصرف في مال اليتيم بغير حق، بالغبن أو السرقة أو الاستغلال، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}.
6- التولي يوم الزحف: وهو الهرب من ساحة الجهاد عند لقاء العدو، وهو من كبائر الذنوب التي تزلزل الإيمان، قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}.
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: وهو اتهام العفيفات بالزنا أو الفاحشة من دون بينة، وهو من الفواحش العظيمة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.

الدروس المستفادة من الحديث:


- تحذير الإسلام من الكبائر وعظم خطرها على الفرد والمجتمع.
- بيان أهمية حفظ الضرورات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض.
- الحث على التوبة النصوح من هذه الذنوب قبل فوات الأوان.
- تربية المسلم على مراقبة الله تعالى وخشيته في السر والعلن.
- بيان عدل الإسلام في تشريعه، حيث حرم الظلم بجميع أشكاله.

معلومات إضافية:


- هذه السبع الموبقات ليست هي كل الكبائر، بل هناك غيرها، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذه بالذكر لعظم خطرها.
- الكبائر كل معصية فيها حد في الدنيا، أو توعد عليها بلعنة أو غضب أو نار.
- من رحمة الله تعالى أن جعل التوبة تجب ما قبلها، فمن تاب من أي كبيرة تاب الله عليه.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الموبقات والموبقات، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدنيّ، عن أبي الغيب، عن أبي هريرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

  • 📜 حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب