حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (١٨)، ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من حديث الزهريّ، عن أبي إدريس عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، أنّ عبادة بن الصّامت قال (فذكر الحديث)، واللّفظ للبخاريّ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن عُبادة بن الصّامت -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللَّه ﷺ قال -وحوله عصابة من أصحابه-: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفَّى منكم فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره اللَّه فهو إلى اللَّه، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه».
رواه: البخاري ومسلم.
1. شرح المفردات:
● عصابة من أصحابه: جماعة منهم.
● بايعوني: أعطوني العهد والمواثيق على الالتزام بهذه الأمور.
● لا تشركوا بالله شيئًا: لا تعبدوا مع الله إلهًا آخر.
● بهتان تفترونه: كذبٌ تختلقونه.
● بين أيديكم وأرجلكم: كناية عن القرب والبعد، أي بين الظاهر والباطن، أو فيما يختص بكل شؤونكم.
● ولا تعصوا في معروف: لا تمتنعوا عن فعل الخير والمعروف الذي تعرفونه وتعلمون حسنه.
● من وفى: من التزم بهذه البيعة وحافظ عليها.
● فعوقب في الدنيا: إذا نالته العقوبة الشرعية (كالحد مثلاً).
● كفارة له: تكفر عن ذنبه.
● ستره الله: لم يفضحه ولم يعاقبه بعقوبة شرعية في الدنيا.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه -وهو من السابقين الأولين والمبايعين في بيعة العقبة- أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من جماعة من أصحابه أن يبايعوه على التزام مجموعة من الوصايا العظيمة، وهي أساسيات في الدين والأخلاق.
فطالبهم بعدم الشرك، وحرم عليهم الكبائر من الذنوب كالسرقة والزنا وقتل الأولاد (وهو من فعل الجاهلية)، والكذب والافتراء. ثم أمرهم بالإذعان والخضوع لفعل المعروف الذي لا غبار عليه.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء في ثلاث حالات:
1- المنفي: من التزم بهذه البيعة، فله الأجر العظيم عند الله.
2- المعاقب في الدنيا: من ارتكب ذنبًا ثم أقيم عليه الحد الشرعي، فهذه العقوبة تكفر ذنبه وتطهره.
3- المستور: من أذنب ثم لم يفضحه الله في الدنيا ولم يقم عليه الحد، فأمره مفوض إلى الله يوم القيامة، إن شاء غفر له بفضله، وإن شاء عاقبه بعدله.
3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- عظمة بيعة الإسلام: كانت البيعة في الإسلام على التزام شرائع الله واجتناب محارمه، فهي عقد بين العبد وربه.
2- تحريم الكبائر: الحديث جمع جملة من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها، وجعل اجتنابها أساسًا للبيعة، مما يدل على خطورتها.
3- النهي عن قتل الأولاد: وهذا يشمل الوأد في الجاهلية (دفن البنات أحياء) وكذلك يشمل الإجهاض بدون سبب شرعي في زماننا.
4- النهي عن البهتان والافتراء: وهو من أخطر الذنوب، لأنه اعتداء على أعراض الناس وإفساد لعلاقات المجتمع.
5- الأمر بطاعة ولي الأمر في المعروف: الأمر بعدم العصيان في "معروف" يقيد الطاعة بأن تكون في الأمر المباح أو المشروع، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
6- عدل الله ورحمته: الحديث يجمع بين رحمة الله وعدله. فالعقوبة في الدنيا كفارة ورحمة، وإخفاء الذنب فرصة للتوبة، ثم تفويض الأمر إلى الله يوم القيامة يظهر كمال عدله ورحمته.
7- فضل الستر من الله: ستر الله على العبد في الدنيا نعمة عظيمة، تدعوه إلى التوبة والاستغفار وعدم الإصرار على الذنب.
8- أن الحدود الشرعية كفارات: إقامة الحد على العبد في الدنيا تكفر ذنبه وتطهره، فلا يعاقب عليه again في الآخرة. وهذا من حكمة التشريع الإسلامي.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● عبادة بن الصامت رضي الله عنه: من كبار الصحابة، بدري وعقبي ونقيب، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام عبادة بن الصامت».
● الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم: حيث جمع بين أصول الإيمان (عدم الشرك) وأصول الأخلاق والاجتماع (تحريم الكبائر) وأحكام العقوبات والجزاء.
● الحديث يدل على أن الذنوب قسمان: ما بين العبد وربه (كالإشراك) وما له حد في الدنيا (كالزنا والسرقة). فما له حد في الدنيا فالعقوبة تكفره، وما لا حد فيه فأمره إلى الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يوفون بعهد الله، ويستحبون الستر ويتوبون من الذنوب، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وروياه -البخاريّ (٣٨٩٣) - من وجه آخر عن الصّنابحيّ، عن عبادة بن الصّامت وفيه: «ولا ننتهب، ولا نعصي، فالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئًا كان قضاءُ ذلك إلى اللَّه».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 205 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 180 أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
- 181 أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة
- 182 أخذ الله الميثاق على بني آدم ألست بربكم قالوا بلى
- 183 من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه...
- 184 لن يبرح النّاسُ يتساءلون هذا الله خالق كل شيء فمن...
- 185 إنّ أحدكم يأتيه الشّيطانُ فيقول: من خلق الله فليقل آمنت...
- 186 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس
- 187 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 188 إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به
- 189 سئل النبي ﷺ عن الوسوسة فقال تلك محض الإيمان
- 190 من يجد في نفسه شيئًا لأن يكون حممة أحب إليه...
- 191 لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات
- 192 ولست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي شق كان لله...
- 193 بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا...
- 194 من قال لا إله إلا الله حرم ماله ودمه وحسابه...
- 195 مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص...
- 196 أي العمل أفضل: إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد ثم حج...
- 197 أفضل العمل إيمان بالله وجهاد في سبيله
- 198 أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك
- 199 لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك...
- 200 أكبر الكبائر: الإشراك باللَّه وعقوق الوالدين وقول الزور
- 201 اجتنبوا السبع الموبقات: التّولي يوم الزّحف
- 202 ما الكبائر؟ الإشراك بالله ثم عقوق الوالدين ثم اليمين الغموس
- 203 الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور
- 204 الكبائر: الفرار من الزحف وقتل النّفس
- 205 لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
- 206 بيعة النبي ﷺ النساء بالكلام
- 207 بايعتُ رسول اللَّه ﷺ على شهادة أن لا إله إلّا...
- 208 بايعنا رسول الله فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا
- 209 صلاة العيد قبل الخطبة في عهد النبي والخلفاء الراشدين
- 210 ألا تبايعون رسول الله على أن لا تسألوا الناس شيئًا
- 211 الكبر هو سفَه الحق وغمط الناس
- 212 من حفظ أسماء الله الحسنى دخل الجنة
- 213 ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك
- 214 الرحم: من وصلها وصلته ومن قطعها بتته
- 215 من يصل الرحم أصله، ومن يقطعها أقطعه
- 216 مَنْ أَحَبَّ سُورَةَ الإِخْلاصِ أَحَبَّهُ اللَّهُ
- 217 من أحب سورة الإخلاص أدخله الله الجنة
- 218 أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت
- 219 أي حي أي قيوم
- 220 ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا...
- 221 دعاء الاستخارة: اللهم إني أستخيرك بعلمك
- 222 اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت...
- 223 جف القلم على علم الله
- 224 أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
- 225 ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله...
- 226 إنِّي أنا الرَّزّاق ذو القوّةِ المتين
- 227 الملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
- 228 أنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء
- 229 ولا يصعد إلى الله إلا الطيب
معلومات عن حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
📜 حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








