حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه

عن عُبادة بن الصّامت -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللَّه ﷺ قال -وحوله عصابة من أصحابه-: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفَّى منكم فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره اللَّه فهو إلى اللَّه، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (١٨)، ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من حديث الزهريّ، عن أبي إدريس عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، أنّ عبادة بن الصّامت قال (فذكر الحديث)، واللّفظ للبخاريّ.

عن عُبادة بن الصّامت -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللَّه ﷺ قال -وحوله عصابة من أصحابه-: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفَّى منكم فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره اللَّه فهو إلى اللَّه، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن عُبادة بن الصّامت -وكان شهد بدرًا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللَّه ﷺ قال -وحوله عصابة من أصحابه-: «بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفَّى منكم فأجره على اللَّه، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره اللَّه فهو إلى اللَّه، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه».
رواه: البخاري ومسلم.


1. شرح المفردات:


● عصابة من أصحابه: جماعة منهم.
● بايعوني: أعطوني العهد والمواثيق على الالتزام بهذه الأمور.
● لا تشركوا بالله شيئًا: لا تعبدوا مع الله إلهًا آخر.
● بهتان تفترونه: كذبٌ تختلقونه.
● بين أيديكم وأرجلكم: كناية عن القرب والبعد، أي بين الظاهر والباطن، أو فيما يختص بكل شؤونكم.
● ولا تعصوا في معروف: لا تمتنعوا عن فعل الخير والمعروف الذي تعرفونه وتعلمون حسنه.
● من وفى: من التزم بهذه البيعة وحافظ عليها.
● فعوقب في الدنيا: إذا نالته العقوبة الشرعية (كالحد مثلاً).
● كفارة له: تكفر عن ذنبه.
● ستره الله: لم يفضحه ولم يعاقبه بعقوبة شرعية في الدنيا.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه -وهو من السابقين الأولين والمبايعين في بيعة العقبة- أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من جماعة من أصحابه أن يبايعوه على التزام مجموعة من الوصايا العظيمة، وهي أساسيات في الدين والأخلاق.
فطالبهم بعدم الشرك، وحرم عليهم الكبائر من الذنوب كالسرقة والزنا وقتل الأولاد (وهو من فعل الجاهلية)، والكذب والافتراء. ثم أمرهم بالإذعان والخضوع لفعل المعروف الذي لا غبار عليه.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء في ثلاث حالات:
1- المنفي: من التزم بهذه البيعة، فله الأجر العظيم عند الله.
2- المعاقب في الدنيا: من ارتكب ذنبًا ثم أقيم عليه الحد الشرعي، فهذه العقوبة تكفر ذنبه وتطهره.
3- المستور: من أذنب ثم لم يفضحه الله في الدنيا ولم يقم عليه الحد، فأمره مفوض إلى الله يوم القيامة، إن شاء غفر له بفضله، وإن شاء عاقبه بعدله.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- عظمة بيعة الإسلام: كانت البيعة في الإسلام على التزام شرائع الله واجتناب محارمه، فهي عقد بين العبد وربه.
2- تحريم الكبائر: الحديث جمع جملة من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها، وجعل اجتنابها أساسًا للبيعة، مما يدل على خطورتها.
3- النهي عن قتل الأولاد: وهذا يشمل الوأد في الجاهلية (دفن البنات أحياء) وكذلك يشمل الإجهاض بدون سبب شرعي في زماننا.
4- النهي عن البهتان والافتراء: وهو من أخطر الذنوب، لأنه اعتداء على أعراض الناس وإفساد لعلاقات المجتمع.
5- الأمر بطاعة ولي الأمر في المعروف: الأمر بعدم العصيان في "معروف" يقيد الطاعة بأن تكون في الأمر المباح أو المشروع، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
6- عدل الله ورحمته: الحديث يجمع بين رحمة الله وعدله. فالعقوبة في الدنيا كفارة ورحمة، وإخفاء الذنب فرصة للتوبة، ثم تفويض الأمر إلى الله يوم القيامة يظهر كمال عدله ورحمته.
7- فضل الستر من الله: ستر الله على العبد في الدنيا نعمة عظيمة، تدعوه إلى التوبة والاستغفار وعدم الإصرار على الذنب.
8- أن الحدود الشرعية كفارات: إقامة الحد على العبد في الدنيا تكفر ذنبه وتطهره، فلا يعاقب عليه again في الآخرة. وهذا من حكمة التشريع الإسلامي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● عبادة بن الصامت رضي الله عنه: من كبار الصحابة، بدري وعقبي ونقيب، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام عبادة بن الصامت».
● الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم: حيث جمع بين أصول الإيمان (عدم الشرك) وأصول الأخلاق والاجتماع (تحريم الكبائر) وأحكام العقوبات والجزاء.
● الحديث يدل على أن الذنوب قسمان: ما بين العبد وربه (كالإشراك) وما له حد في الدنيا (كالزنا والسرقة). فما له حد في الدنيا فالعقوبة تكفره، وما لا حد فيه فأمره إلى الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يوفون بعهد الله، ويستحبون الستر ويتوبون من الذنوب، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (١٨)، ومسلم في الحدود (١٧٠٩) كلاهما من حديث الزهريّ، عن أبي إدريس عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، أنّ عبادة بن الصّامت قال (فذكر الحديث)، واللّفظ للبخاريّ.
وروياه -البخاريّ (٣٨٩٣) - من وجه آخر عن الصّنابحيّ، عن عبادة بن الصّامت وفيه: «ولا ننتهب، ولا نعصي، فالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئًا كان قضاءُ ذلك إلى اللَّه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 205 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

  • 📜 حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب