حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب

وعن عبد اللَّه قال: لما نزلتْ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [سورة الأنعام: ٨٢] شقّ ذلك على أصحاب رسول اللَّه ﷺ وقالوا: أيّنا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «ليس هو كما تظنون، إنّما هو كما قال لقمان لابنه: ﴿يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [سورة لقمان: ١٣]».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٠)، ومسلم في الإيمان (١٢٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه.

وعن عبد اللَّه قال: لما نزلتْ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [سورة الأنعام: ٨٢] شقّ ذلك على أصحاب رسول اللَّه ﷺ وقالوا: أيّنا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «ليس هو كما تظنون، إنّما هو كما قال لقمان لابنه: ﴿يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [سورة لقمان: ١٣]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفق الخطوات المطلوبة وبالله التوفيق.

الحديث:


عن عبد اللَّه قال: لما نزلتْ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [سورة الأنعام: ٨٢] شقّ ذلك على أصحاب رسول اللَّه ﷺ وقالوا: أيّنا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «ليس هو كما تظنون، إنّما هو كما قال لقمان لابنه: ﴿يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [سورة لقمان: ١٣]».


1. شرح المفردات:


● نزلت: أُنزلت من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام.
● لما: حينما، أو عندما.
● شقّ ذلك: ثقل عليهم وصرّحهم وأحزنهم.
● يَلْبِسُوا: يخلطوا، من "اللبس" وهو الخلط والاشتباه.
● بظلم: بمعصية أو إثم، والمراد هنا الشرك.
● أيّنا لا يظلم نفسه؟: أي: من منا لا يقترف ذنبًا أو معصية؟ لأن الظلم يشمل كل معصية.
● ليس هو كما تظنون: أي ليس المراد بالظلم في الآية ما فهمتموه من الظلم العام.
● إنما هو: بل المراد.
● لظلم عظيم: لظلم كبير لا نظير له.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الآية الكريمة من سورة الأنعام (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) قد نزلت ففهم الصحابة رضوان الله عليهم أن الظلم المقصود فيها يشمل كل معصية، فحزنوا وتساءلوا: من منا لم يظلم نفسه بمعصية؟ فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالظلم هنا ليس الذنوب والمعاصي بشكل عام، بل هو الشرك بالله تعالى، مستشهدًا بقول لقمان الحكيم لابنه في القرآن: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
فالحديث يوضح أن الآية لا تعني أن المؤمن يجب أن يكون معصومًا من الذنوب، بل المقصود أنهم لم يخلطوا إيمانهم بالشرك، لأن الشرك هو الظلم الأعظم الذي يحبط العمل ويخرج من الملة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حساسية الصحابة وإيمانهم العميق: حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم الدين بدقة وخوفهم من الوقوع في الذنب، مما يدل على صدق إيمانهم وورعهم.
2- تفاضل الذنوب: الذنوب ليست متساوية في الجرم، فالشرك أعظمها، وهو الظلم العظيم الذي لا يغفر إذا مات صاحبه عليه.
3- بيان النبي صلى الله عليه وسلم للأمة: دور النبي صلى الله عليه وسلم في توضيح ما أشكل على المسلمين، وتبيين المراد من النصوص الشرعية.
4- الشرك هو أعظم الظلم: لأنه وضع العبادة في غير موضعها، والله هو المستحق للعبادة وحده.
5- طمأنينة القلب: أن المؤمن قد يقع في الذنب ولكن لا يخلط إيمانه بالشرك، فالتوبة تجب ما قبلها، ولا ييأس من رحمة الله.
6- الاستشهاد بالقرآن بالقرآن: حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الآية بآية أخرى، وهذا من أساليب التفسير الصحيحة.
7- الاعتماد على العلم والرجوع لأهل العلم: عند عدم الفهم أو الإشكال، يجب الرجوع إلى العلماء أو النصوص الشرحية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الآية التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم من سورة لقمان تؤكد أن الشرك هو الظلم العظيم، وهو أعظم من الظلم الذي يكون بين العبد ونفسه أو بينه وبين الناس.
- الظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، والشرك هو وضع العبادة في غير مستحقها.
- الصحابة رضي الله عنهم فهموا الظلم بالمعنى العام، وهو كل معصية، فخافوا على أنفسهم، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم التخصيص.
- هذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث بين أن المراد بالظلم هنا هو الشرك، مما يسهل على المسلم ويطمئنه أنه إذا وقع في ذنب دون الشرك فإن باب التوبة مفتوح.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بشرائع الإسلام، وأن يجنبنا الشرك والظلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٠)، ومسلم في الإيمان (١٢٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه. . . فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
وسُمّي الشّرك ظلمًا؛ لأنّ أصل الظّلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، ومن أشرك فقد جعل للَّه ندًّا، وهو من أعظم الظّلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 199 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

  • 📜 حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الصحابة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب