حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الصّلاة في ثوب واحد وصفة لبسه

عن سهل بن سعد قال: كان رجال يُصلُّون مع النَّبِيّ ﷺ عاقِدي أُزْرِهم على أعناقهم
كهيئة الصبيان. وقال للنساء: «لا ترفعنَّ رُءوسَكنَّ حتَّى يستوي الرجال جلوسًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٦٢) حَدَّثَنَا مسدد، قال: حَدَّثَنَا يحيى (هو ابن سعيد القطان)، عن سفيان، قال: حَدَّثَنِي أبو حازم، عن سهل بن سعد فذكره واللَّفظ له، والظاهر أن فاعل قال للنساء هو النَّبِيّ ﷺ.

عن سهل بن سعد قال: كان رجال يُصلُّون مع النَّبِيّ ﷺ عاقِدي أُزْرِهم على أعناقهم
كهيئة الصبيان. وقال للنساء: «لا ترفعنَّ رُءوسَكنَّ حتَّى يستوي الرجال جلوسًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن سهل بن سعد قال: كان رجال يُصلُّون مع النَّبِيّ ﷺ عاقِدي أُزْرِهم على أعناقهم كهيئة الصبيان. وقال للنساء: «لا ترفعنَّ رُءوسَكنَّ حتَّى يستوي الرجال جلوسًا».
مصدر الحديث: رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● عاقِدي أُزْرِهم: الأزر (بضم الألف والزاي) هو الإزار، وهو ثوب يلف على نصف الجسم الأسفل. وعاقديه يعني رابطة أو مثبتة على أعناقهم، أي أنهم كانوا يرفعون أطراف إزارهم ويجعلونها على أعناقهم أو أكتافهم خوفًا من انكشاف العورة.
● كهيئة الصبيان: يشبهون في ذلك هيئة الصبيان الصغار الذين يربطون ثيابهم على أعناقهم لضيقها أو خوفًا من اتساعها.
● لا ترفعنَّ رُءوسَكنَّ: النهي عن رفع الرؤوس من السجود.
● حتى يستوي الرجال جلوسًا: أي حتى يجلس الرجال جلسة مستقرة بعد الرفع من السجود.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يتضمن حكمين:
أولاً: وصف حال بعض الصحابة رضي الله عنهم في الصلاة مع النبي ﷺ، حيث كانوا يربطون أطراف إزارهم (وهو اللباس الذي يستر النصف الأسفل من الجسم) على أعناقهم أو أكتافهم. وسبب ذلك هو ضيق الإزار أو خشية انحلاله وانكشاف العورة أثناء الصلاة، فكانوا يتخذون هذه الطريقة لضمان ستر عوراتهم. وشبههم النبي ﷺ بالصبيان لأنهم يفعلون ذلك عادةً لضيق ثيابهم أو لعجزهم عن إتقان اللباس.
ثانيًا: توجيه النبي ﷺ للنساء بعدم رفع رؤوسهن من السجود حتى يستوي الرجال جلسةً. وهذا يدل على أمرين:
- الحرص على عدم الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في هيئة الصلاة.
- سد ذريعة الفتنة، حيث إن رفع المرأة رأسها مبكرًا قد يجعلها تنظر إلى الرجال أو ينظرون إليها في حالة انحناء أو سجود.


3. الدروس المستفادة:


1- الحرص على ستر العورة في الصلاة: وهذا من شروط صحة الصلاة، وكان الصحابة يحرصون على ذلك حتى بأساليب قد تبدو غير معتادة.
2- التيسير في العبادة: حيث لم ينكر النبي ﷺ على الصحابة فعلهم هذا، بل أقره مما يدل على جواز اتخاذ الوسائل المشروعة لضمان صحة الصلاة.
3- الاحتياط في الفتنة: أمر النبي ﷺ النساء بعدم رفع رؤوسهن مبكرًا حتى لا يحصل اختلاط أو نظر محرم.
4- مراعاة الأدب بين الجنسين: حتى في أماكن العبادة، يجب الحفاظ على الآداب والحدود بين الرجال والنساء.
5- التفريق بين الرجال والنساء في بعض الأحكام: حيث خصص النبي ﷺ حكمًا للنساء يختلف عن الرجال في هيئة الصلاة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة على متابعة النبي ﷺ في الصلاة وحرصهم على إتقانها.
- يستفاد منه أن المرأة يمكن أن تتحرى في صلاتها أوقات رفع الرأس بناءً على جلسة الرجال وليس على حركتها الخاصة.
- بعض الفقهاء استدل بهذا الحديث على استحباب تأخير النساء رفع رؤوسهن من السجود حتى يستوي الرجال جلوسًا.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٦٢) حَدَّثَنَا مسدد، قال: حَدَّثَنَا يحيى (هو ابن سعيد القطان)، عن سفيان، قال: حَدَّثَنِي أبو حازم، عن سهل بن سعد فذكره واللَّفظ له، والظاهر أن فاعل قال للنساء هو النَّبِيّ ﷺ.
ولكن رواه مسلم في الصّلاة (٤٤١) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا وكيع، عن سفيان به وفيه: فقال قائل: «يا معشر النساء! لا ترفعنَّ رؤوسكن حتَّى يرفع الرجال، فقيل: القائل هو بلال قال ذلك بحكم النَّبِيّ ﷺ. وكان ذلك لئلا تقع أبصارهنَّ على عورات الرجال لضيق أُزُرهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 782 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

  • 📜 حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب