حديث: الصلاة في الثوب الواحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الصّلاة في ثوب واحد وصفة لبسه

عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قَدِمْنا على نبي الله ﷺ فجاء رجل فقال: يا نبي الله! ما ترى في الصّلاة في الثوب الواحد؟ قال: فأطلق رسول الله ﷺ إزاره، طارق به رداءَه فاشتمل بهما، ثمّ قام فصلي بنا نبي الله ﷺ. فلمّا أن قضى الصّلاة قال: «أو كلكم يجد ثوبين؟».

حسن: أخرجه أبو داود (٦٢٩) عن مسدد، حَدَّثَنَا ملازم بن عمرو الحنفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه فذكر الحديث.

عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قَدِمْنا على نبي الله ﷺ فجاء رجل فقال: يا نبي الله! ما ترى في الصّلاة في الثوب الواحد؟ قال: فأطلق رسول الله ﷺ إزاره، طارق به رداءَه فاشتمل بهما، ثمّ قام فصلي بنا نبي الله ﷺ. فلمّا أن قضى الصّلاة قال: «أو كلكم يجد ثوبين؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تبين يسر الإسلام وسماحته، وتعلمنا بأفعاله ﷺ لا بأقواله فقط. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بلفظه كاملاً:


عن قيس بن طَلْقٍ، عن أبيه قال: قَدِمْنَا عَلَى نَبِيِّ اللهِ ﷺ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! مَا تَرَى فِي الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ: فَأَطْلَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِزَارَهُ، طَارِقَ بِهِ رِدَاءَهُ فَاشْتَمَلَ بِهِمَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا نَبِيُّ اللهِ ﷺ. فَلَمَّا أَنْ قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: «أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟».


1. شرح المفردات:


● قَدِمْنَا: أتينا ووصلنا إلى النبي ﷺ.
● الإِزَار: هو الثوب الذي يلبس على النصف الأسفل من الجسم (كالإزار أو المئزر).
● طَارِقَ بِهِ رِدَاءَهُ: أرسل إزاره ووضعه أو ألقاه على ردائه. والطارق: الذي يضرب بشيء أو يلقيه.
● فَاشْتَمَلَ بِهِمَا: التفت وتغطى بالثوبين معاً، فجعل أحدهما رداءً على كتفيه والآخر إزاراً.
● أَوَكُلُّكُمْ: الهمزة للاستفهام الإنكاري، أي: وهل كل واحد منكم يملك ثوبين؟!


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي طلق بن علي الحنفي رضي الله عنه أنهم قدموا في وفد على رسول الله ﷺ، فسأله رجل عن حكم الصلاة بثوب واحد فقط، هل تجوز أم لا؟
فلم يجب النبي ﷺ بالقول ابتداءً، بل أجاب بالفعل ليكون أوضح وأبلغ في التعليم. فقام ﷺ بما يلي:
- أطلق إزاره (أي حلّه من وسطه وأرسله).
- ثم ألقى هذا الإزار على ردائه الذي كان عليه.
- ثم اشتمل بهما معاً، فصار يغطي أعلى جسمه وأسفله بثوبين منفصلين.
- ثم صلى بهم وهو على هذه الهيئة.
وبعد أن انتهى من الصلاة، علَّق على فعله هذا بقوله: «أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟». وهذا استفهام إنكاري، يعني أن ليس كل الناس يملكون ثوبين، فلو أوجبنا لبس ثوبين لشَقَّ ذلك على الناس، فالحمد لله على اليسر والسماحة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز الصلاة في ثوب واحد: وهو الأصل، إذا ستر العورة. والعورة في الرجل من السرة إلى الركبة. فإذا تحقق هذا الشرط، جازت الصلاة في ثوب واحد كالإزار فقط أو القميص فقط.
2- فضل الستر الكامل والزي الحسن في الصلاة:رغم أن الجواز موجود، لكن الأكمل والأفضل للمصلي أن يلبس ثوبين ليستتر بشكل أفضل وأحسن، كما فعل النبي ﷺ ليعلمهم الهيئة الكاملة.
3- التيسير ورفع الحرج عن الأمة: قوله ﷺ: «أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟» هو تأكيد على أن الدين يسر، وأن الشريعة came to make things easy, not difficult. فهي تراعي أحوال الناس وفسحة أحوالهم.
4- أسلوب النبي ﷺ في التعليم: استعمل النبي ﷺ أسلوباً رائعاً في التعليم، حيث أجاب بالسؤال بالفعل أولاً ليريهم الهيئة العملية، ثم علق عليه بالقول ليوضح الحكم والعلة. وهذا من أبلغ أساليب التعليم.
5- التواضع النبوي: تصرف النبي ﷺ بهذه البساطة ليعلم أصحابه، فلم يستنكف أن يخلع إزاره أمامهم ويعلمهم، يظهر great humility.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أن الستر في الصلاة على قسمين:
● الستر الواجب: وهو ستر العورة (من السرة إلى الركبة للرجل)، وهذا أقل ما يجب.
● الستر المستحب: وهو ستر ما زاد على ذلك من الجسم، وهو من كمال الهيئة وأدب الصلاة.
- لو صلى الإنسان في ثوب واحد (كإزار فقط) وخرجت بعض عورته أثناء الصلاة دون قصد، فصلاته صحيحة ما لم يطل الوقت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (٦٢٩) عن مسدد، حَدَّثَنَا ملازم بن عمرو الحنفيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل قيس بن طلق بن عليّ الحنفي فإنه «صدوق».
وأخرجه أيضًا ابن حبان (٢٢٩٧) من طريق ملازم بن عمرو به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 784 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصلاة في الثوب الواحد

  • 📜 حديث: الصلاة في الثوب الواحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الصلاة في الثوب الواحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الصلاة في الثوب الواحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الصلاة في الثوب الواحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب