صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

عن سلمة بن الأكوع قال: قلت يا رسول الله! إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازْرُرْه ولو بشوكة».

حسن: رواه أبو داود (٦٣٢)، والنسائي (٧٦١) كلاهما من طريق موسى بن إبراهيم، عن سلمة بن الأكوع فذكر مثله.

عن سلمة بن الأكوع قال: قلت يا رسول الله! إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازْرُرْه ولو بشوكة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وهو حديث صحيح.

شرح الحديث:

الراوي:
هو الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وكان من الصحابة الأبطال، ومشهوراً بالصيد والقوة.
سبب الحديث:
سأل سلمة بن الأكوع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يمارس الصيد، وغالباً ما يكون في البراري والأماكن الواسعة، وقد يحتاج إلى الصلاة وهو مرتدٍ ثوباً واحداً (القميص)، فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم عن جواز الصلاة في القميص الواحد.
شرح المفردات:
● أصيد: أي أمارس الصيد.
● القميص: هو الثوب الذي يغطي أعلى الجسم، وهو ما نسميه اليوم "القميص" أو "الثوب".
● ازْرُرْه: أي أَزِرْه أو اشدده على جسمك، والمقصود شدّ فتحة القميص حتى لا ينكشف شيء من البدن.
● شوكة: أي شيء حاد صلب كالشوكة أو الإبرة أو الدبوس.
شرح الحديث:
أجاب النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن الأكوع بأنه يجوز له الصلاة في القميص الواحد، بشرط أن يشدّه على جسده حتى لا يتفتح أثناء الصلاة فيكشف شيئاً من العورة. بل أوصاه بأن يزره ولو بشوكة، أي ولو لم يجد إلا شيئاً صغيراً مثل شوكة أو دبوس ليشد به ثوبه.
الدروس المستفادة:
1- جواز الصلاة في ثوب واحد إذا ستر العورة، وهذا من تيسير الإسلام ورفعه للحرج.
2- الحرص على ستر العورة في الصلاة، ولو بأبسط الوسائل.
3- التوجيه النبوي بالاستعداد للصلاة وهيئتها حتى لو كان المرء في حال بساطة أو ظروف خاصة كالصيد.
4- مراعاة الأدب مع الله تعالى في الصلاة بالاهتمام بالهيئة الحسنة.
5- بيان سماحة الإسلام ومراعاته لأحوال الناس المختلفة.
فوائد إضافية:
- العورة في الصلاة يجب سترها، والرجل عورته من السرة إلى الركبة.
- إذا لم يجد المسلم ما يشد به ثوبه، فيجب عليه أن يصنع ما يستطيع لتحقيق الستر، ولو بيده.
- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عن أمور دينهم، وعلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمهم وتيسير الأمر عليهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٣٢)، والنسائي (٧٦١) كلاهما من طريق موسى بن إبراهيم، عن سلمة بن الأكوع فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل موسى بن إبراهيم، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزوميّ، اشتبه على بعض النقاد هذا بموسى بن محمد بن إبراهيم الذي قال فيه أبو داود ضعيف، وكره أحمد
الرواية عنه. وأمّا موسى بن إبراهيم المخزومي هذا فلم ينقل عن أحد تضعيفه بل قال فيه ابن المديني: «وَسَط» ووثَّقه ابن حبان وأخرج حديثه هو وشيخه ابن خزيمة في صحيحيهما: ابن خزيمة (٧٧٧، ٧٧٨)، وابن حبان (٢٢٩٤)، وقال الحاكم (١/ ٢٥٠): «هذا حديث مديني صحيح، فإن موسى هذا هو: ابن إبراهيم بن عبد الله المخزومي».
وقال ابن خزيمة: موسى بن إبراهيم هذا هو: ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة. وأنا أظنه: ابن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة، أبوه إبراهيم هو الذي ذكره شرحبيل بن سعد أنه دخل وإبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة على جابر بن عبد الله في حديث طويل ذكره». انتهى.
وحسَّنه أيضًا النوويّ في المجموعه (٣/ ١٧٥)، والخلاصة (١/ ٣٢٨).
وقد صرَّح موسى بن إبراهيم بسماعه من سلمة بن الأكوع عند الحاكم في المستدرك (١/ ٢٥٠).
وما رواه الطحاويّ (١/ ٣٨٠) من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع لا يُعِلُّ ما صحَّ، فإن فيه خطأ في موضعين: أحدهما قوله: موسى بن محمد بن إبراهيم، فهو مما اشتبه على بعض الرواة، والثاني: قوله عن أبيه، وقد ثبت سماع موسى بن إبراهيم، كما قلت، عن سلمة بن الأكوع بدون واسطة.
قوله: «وازرره«وفي رواية: «وزرَّه«أي ربّط جيبه لئلا تظهر عورتُك.
وأمّا ما رُوي عن ابن عمر أنَّه كان يصلِّي محلول إزاره وقال: رأيت رسول الله ﷺ يفعله» فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن خزيمة (٧٧٩)، والحاكم (١/ ٢٥٠) وعنه البيهقيّ (٢/ ٢٤٠) من طريق الوليد بن مسلم، ثنا زهير بن محمد التميميّ، ثنا زيد بن اسلم، قال: رأيت ابن عمر يصلِّي محلول إزاره فسألته عن ذلك فقال: فذكره.
قال البيهقيّ: تفرّد به زهير بن محمد. وبلغني عن أبي عيسى الترمذيّ أنه قال: سألت محمدًا يعني البخاريّ عن حديث زهير هذا. فقال: «أنا أتقي هذا الشّيخ كأن حديثه موضوع. وليس هذا عندي زهير بن محمد. وكان أحمد بن حنبل يضعّف هذا الشّيخ، ويقول: هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه».
قال الأعظمي: زهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراسانيّ، سكن الشام ثمّ الحجاز. رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها. وكان الوليد بن مسلم الراوي عنه من الشاميين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 785 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

📜 حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية