إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

عن سهل بن أبي حَثْمة قال: قال رسولُ الله ﷺ: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها، لا يقطعُ الشيطانُ عليه صلاته».

صحيح: رواه أبو داود (٦٩٥)، والنسائي (٧٤٨) كلاهما من طريق سفيان، عن صفوان بن سُلَيم، عن نافع بن جبير، عن سهل بن أبي حثْمة فذكر مثله ولفظهما سواء، إلا أن أبا داود قال: يبلغ به النبي ﷺ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن سهل بن أبي حَثْمة قال: قال رسولُ الله ﷺ: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها، لا يقطعُ الشيطانُ عليه صلاته».
(رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

● إلى سترة: السترة هي كل ما يصله المصلي أمامه ليستتر به أثناء صلاته، كالجدار، أو العمود، أو العصا المغروزة في الأرض، أو الكرسي، وغير ذلك.
● فليدْنُ منها: أي فليقترب منها وليجعل بينه وبينها مسافة قريبة.
● يقطعُ الشيطانُ عليه صلاته: أي يتسبب الشيطان في إفساد صلاته أو التشويش عليه فيها بالمرور بين يديه أو بإلقاء الوساوس.

2. شرح الحديث:

يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المصلي إذا اتخذ سترة أمامه (وهي سنة مؤكدة) أن يقترب منها ولا يبتعد عنها. والحكمة من هذا الأمر النبوي هي حرمان الشيطان من الفرصة لقطع صلاة العبد أو إفسادها عليه.
والمعنى الإجمالي: الاقتراب من السترة يمنع الشيطان من المرور بين يدي المصلي، لأن المسافة الضيقة بين المصلي والسترة لا تتيح مجالاً للمرور. وبذلك تبقى الصلاة محفوظة من هذا النوع من الإفساد، ويحصل المصلي على الخشوع والطمأنينة.
وقد وردت أحاديث أخرى تبين مقدار القرب المطلوب، منها ما رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى إلى سترة جعل بينه وبينها ممر شاة. أي مسافة تكفي لمرور شاة، وهي حوالي ثلاثة أذرع (ما يعادل مترًا ونصف المتر تقريبًا). وهذا هو القدر المناسب الذي يحقق المقصود من السترة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحكمة من التشريع: هذا الحديث يظهر لنا أن أحكام الشريعة الإسلامية ليست عبادات مجردة، بل فيها حكم عظيمة ومصالح للعباد في دينهم ودنياهم. فاقتراب المصلي من سترته له حكمة ظاهرة وهي حرمان الشيطان من إفساد الصلاة.
2- محاربة الشيطان: الشيطان عدو للإنسان، وهو حريص على إفساد عبادته، ومن وسائله المرور بين يدي المصلي. فشرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحاجز (السترة) والاقتراب منها لسد ذريعة الشيطان.
3- السعي للخشوع: من أعظم مقاصد الصلاة الخشوع والانقطاع لله تعالى. واتخاذ السترة والاقتراب منها وسيلة عملية لتحقيق هذا الخشوع، بحفظ الصلاة من المقاطعات الخارجية.
4- الاهتمام بهيئة الصلاة: ينبغي للمسلم أن يهتم بكمال صلاته وهيئتها، بما في ذلك اتخاذ السترة والاقتراب منها، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وحفاظاً على صلاته.
5- التوسط والاعتدال: تحديد المسافة بـ "ممر شاة" يدل على التوسط والاعتدال في تنفيذ الأوامر، فلا إفراط ولا تفريط.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم السترة: اتخاذ السترة سنة مؤكدة للرجال والنساء في الصلاة المفروضة والنافلة، سواء كان المصلي إمامًا أو منفردًا. أما المأموم فسترة الإمام سترة له.
● أقل ما يتحقق به معنى السترة: يكون بأي شيء مرتفع ولو قليلاً، كعصا مغروزة، أو حقيبة، أو خط مرسوم على الأرض (على قول بعض العلماء)، والأفضل أن يكون بارتفاع شبر فما فوق.
● حكم مرور الإنسان بين يدي المصلي: إذا كان المصلي قد اتخذ سترة، فإنه يحرم على任何人 المرور بينه وبينها. وقد جاء الوعيد الشديد لمن يفعل ذلك.
● ما يفعله المصلي إذا مر أحد بين يديه: يمنعه بأي way مناسبة، كالإشارة أو الكلام (إذا لزم الأمر) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» (رواه البخاري ومسلم).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٩٥)، والنسائي (٧٤٨) كلاهما من طريق سفيان، عن صفوان بن سُلَيم، عن نافع بن جبير، عن سهل بن أبي حثْمة فذكر مثله ولفظهما سواء، إلا أن أبا داود قال: يبلغ به النبي ﷺ.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن خزيمة (٨٠٣) وابن حبان (٢٣٧٣)، والحاكم (١/ ٢٥١)، وقال: صحيح على شرط الشيخين»، وأَعلَّه أبو داود فقال: رواه واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو عن محمد بن سهل، عن النبي ﷺ، قال بعضهم: عن نافع بن جبير، عن سهل بن سعد، واختلف في إسناده». انتهى.
وأسند البيهقي في روايات هؤلاء، ومنها ما تركها أبو داود وهي رواية داود بن قيس، عن نافع بن جبير مرسلًا ثم قال: قد أقام إسناده سفيان بن عيينة وهو حافظ حجة».
وبهذا نفى العلة التي أبداها أبو داود، وصحَّ الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 774 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

📜 حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية