حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الوتر بثلاث عشرة وبسبع

عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع.

حسن: رواه الترمذي (٤٥٧)، والنسائي (١٧٠٩) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن يحيى بن الجزار، عن أمِّ سلمة فذكرته.

عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بسبع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُوتِرُ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَلَمَّا كَبِرَ وَضَعُفَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ".
(رواه مسلم في صحيحه)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● يُوتِرُ: صلاة الوتر، وهي الصلاة التي تُختم بها صلاة الليل، وعدد ركعاتها فردي (واحدة أو ثلاث أو خمس... إلخ).
● بِثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً: أي يصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم بعد كل ركعتين، ثم يوتر بواحدة في النهاية.
● كَبِرَ وَضَعُفَ: تقدّم في السن وأصابته الشيخوخة، فقلّ نشاطه البدني.
● أَوْتَرَ بِسَبْعٍ: أي جعل صلاة الوتر سبع ركعات لا يفصل بينها إلا بتسليمة واحدة في النهاية، أو بتسليم بعد ست ركعات ثم ركعة الوتر.


# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن هذا الحديث الشريف أن النبي ﷺ كان يحافظ على صلاة الليل بإحدى عشرة ركعة (ركعتان ركعتان ثم يوتر بواحدة)، وهذا العدد (11 ركعة) هو الأكثر ثبوتًا في سنته. وقول أم سلمة "بثلاث عشرة" يحتمل أنها كانت تحسب الركعات التي كان يصليها قبل الوتر وبعده، أو أن هذا كان في وقتٍ ثم خفّف إلى إحدى عشرة، وهو الأكثر.
فلما كبر سنُّه ﷺ وضعف بدنه، خفف العدد إلى سبع ركعات، يصليها متصلة أو بسلام واحد بعد الست ثم الوتر، تيسيرًا على نفسه وتخفيفًا للجهد.


# 3. الدروس المستفادة منه:


● مراعاة حال المكلَّف: الحديث دليل على أن العبادة تختلف بحالة الإنسان، فالنبي ﷺ خفف الصلاة عندما كبر وضعف، مما يدل على مراعاة الإسلام للظروف البدنية للإنسان ورفع الحرج عنه.
● التيسير وعدم التشديد: النبي ﷺ هو القدوة، وقد بيّن للأمة أن الدين يسر، وأنه يجوز تخفيف العبادة عند الحاجة كمرض أو كبر سن أو تعب.
● فضل المداومة على القليل: المهم في العبادة الاستمرار ولو كان القليل، فخير الأعمال أدومها وإن قلّ. فالنبي ﷺ لم يترك الوتر بل خففه ليواظب عليه.
● تنوع العبادات: سنة النبي ﷺ في قيام الليل متنوعة؛ فمن الناس من يوتر بثلاث، ومنهم بخمس، ومنهم بسبع، ومنهم بإحدى عشرة، والأمر فيه سعة.
● التدرج في العبادة: ينبغي للمسلم أن يراعي نفسه ولا يُثقِل عليها في العبادة، لئلا يملّ أو يتركها.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- صلاة الوتر سنة مؤكدة، وأقلها ركعة واحدة، وأكثرها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة.
- يجوز صلاة الوتر متصلة بسلام واحد، أو بسلامين (مثلاً: تسلم بعد الشفع ثم تصلي الوتر).
- من صلى الوتر أول الليل ثم استيقظ آخر الليل، فإنه يصلي شفعًا (ركعتين ركعتين) ولا يعيد الوتر.
- وقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

الخاتمة:
هذا الحديث يظهر لنا سماحة الإسلام ويسره، وحرص النبي ﷺ على هديٍ وسط بين العبادة وقدرة البدن، ليكون قدوة لأمته في التوازن والاستمرارية في الطاعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٤٥٧)، والنسائي (١٧٠٩) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن يحيى بن الجزار، عن أمِّ سلمة فذكرته.
قال الترمذي: «حديث حسن».
قال الأعظمي: وهو كذلك فإن يحيى بن الجزار العرني كما سبق «صدوق»، ورواه الحاكم (١/ ٣٠٦) من هذا الوجه وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وهذا وهم منه فإن يحيى بن الجزار روي له مسلم وحده وقد سبق قول الدارقطني بأن حديث عائشة أشبه بالصّواب من حديث أمِّ سلمة.
قال الأعظمي: ولكن لا يمنع هذا من صحة الحديثين، وإن كان حديث عائشة أصح لأن أبا معاوية وهو: محمد بن خازم ثقة، حافظ، وأحفظ الناس لحديث الأعمش فلا يُضعف لمخالفة غيره.
ثم قال الترمذي: «وقد رُوي عن النبي ﷺ الوتر بثلاث عشرة، وإحدى عشرة، وتسع، وسبع، وخمس، وثلاث، وواحدة». ثم قال: قال إسحاق بن إبراهيم: «معني ما رُوي أن النبي ﷺ كان يُوتر بثلاث عشرة قال: معناه أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، فنُسبت صلاة الليل إلى الوتر. واحتج بما رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: «أوتروا يا أهل القرآن«قال: إنما عني به قيام اللَّيل، يقول: إنما قِيام اللَّيل على أصحاب القرآن». انتهى
قال الأعظمي: وليس قوله هذا يُحمل على الإطلاق فقد ثبت أنَّ النبي ﷺ صلى الوتر من واحدة إلى سبع بتسليم واحد، وقال محمد بن نصر في «كتاب الوتر»: الأمر عندنا أنَّ الوتر بواحدة وبثلاث وخمس وسبع وتسع، كل ذلك جائز حسن على ما روينا من الأخبار عن النبي ﷺ وأصحابه من بعده. وقال سفيان: إن شئت أوترت بخمس، وإن شئت أوترت بثلاث، وإن شئت أوترت بركعة، وقال محمد بن سيرين: «كانوا يوترون بخمس، وبثلاث، وبركعة، ويرون كل ذلك حسنًا». انتهى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1040 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

  • 📜 حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر بسبع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب