حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بدءِ القنوت

عن أنس قال: بعث النبي ﷺ سبعين رجلًا لحاجةٍ، يقال لهم القُرَّاء، فعرض لهم حيَّان من بني سُليم: رِعْلٌ وذَكْوان عند بئرٍ يُقال لها بئرُ مَعونة، فقال القومُ: والله! ما إيَّاكُم أردنا، إنَّما نحن مجتازون في حاجة للنبي ﷺ فقتلوهم، فدعا النبي ﷺ عليهم شهرًا في صلاة الغَداة، وذلك بَدْؤُ القُنوتِ وما كنا نَقنُتُ.
قال عبد العزيز: وسأل رجل أنسًا عن القنوت: أبعد الركوع، أو عند فَراغٍ من القراءة؟ قال: لا بل عند فَراغٍ من القراءةِ.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٨٨) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: بعث النبي ﷺ سبعين رجلًا لحاجةٍ، يقال لهم القُرَّاء، فعرض لهم حيَّان من بني سُليم: رِعْلٌ وذَكْوان عند بئرٍ يُقال لها بئرُ مَعونة، فقال القومُ: والله! ما إيَّاكُم أردنا، إنَّما نحن مجتازون في حاجة للنبي ﷺ فقتلوهم، فدعا النبي ﷺ عليهم شهرًا في صلاة الغَداة، وذلك بَدْؤُ القُنوتِ وما كنا نَقنُتُ.
قال عبد العزيز: وسأل رجل أنسًا عن القنوت: أبعد الركوع، أو عند فَراغٍ من القراءة؟ قال: لا بل عند فَراغٍ من القراءةِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد، باب القنوت في الصلاة.

ثانيًا. شرح المفردات:


● القُرَّاء: هم حفظة القرآن العارفون به، وكانوا نخبة الصحابة.
● رِعْل وذَكْوان: قبيلتان من بني سليم.
● بئر معونة: بئر بين أرض بني عامر وحرة بني سليم.
● صلاة الغداة: صلاة الفجر.
● القنوت: الدعاء في الصلاة مع الخضوع والطول.

ثالثًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سبعين من خيار الصحابة الذين كانوا حفاظًا للقرآن الكريم في مهمةٍ ما، فتعرض لهم قبيلتان من بني سليم هما رعل وذكوان عند بئر معونة. فأخبرهم الصحابة أنهم ليسوا هدفًا لهم، وإنما هم مسافرون في مهمةٍ للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنهم غدروا بهم وقتلوهم. فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا ودعا على هاتين القبيلتين بالهلاك والدمار شهرًا كاملاً في صلاة الفجر. وكان هذا الحادث الأليم هو أول مرة يقنت فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ولم يكن الصحابة يقنتون قبل ذلك.
ثم يروي لنا أنس رضي الله عنه أن عبد العزيز (أحد رواة الحديث) أخبره أن رجلاً سأل أنسًا عن توقيت هذا القنوت: هل كان بعد الركوع أم بعد الانتهاء من القراءة (أي بعد الرفع من الركوع وقبل السجود)؟ فأجاب أنس رضي الله عنه بأنه كان بعد الفراغ من القراءة، أي في القيام قبل الركوع.

رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- شناعة الغدر وخسة الخيانة: الحادثة تظهر بشاعة الغدر وخسة الخيانة، حيث قُتل دعاة السلام وهم في مهمة سلمية.
2- مكانة الدعاء والقنوت: بيان مشروعية القنوت في النوازل والكرب الشديد، وأنه من أسباب النصر على الأعداء.
3- مكانة حملة القرآن: الحديث يظهر المكانة الرفيعة لحفاظ القرآن الكريم والعلماء في الأمة، وحزن النبي صلى الله عليه وسلم على فقدهم.
4- التوقيت الشرعي للقنوت: بيان أن القنوت في صلاة الفجر يكون بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع، كما هو مذهب الجمهور.
5- جواز الدعاء على الكفار المعتدين: مشروعية الدعاء على الكفار المحاربين المعتدين الذين يقتلون المسلمين غدرًا وخيانة.

خامسًا. معلومات إضافية مفيدة:


- استشهد في هذه الحادثة جميع السبعين إلا ثلاثة، وكان من بينهم الصحابي الجليل عامر بن فهيرة.
- نزل في شأنهم قرآن يتلى، حيث قال تعالى: *{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}* [الشعراء: 214]، وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم فيهم.
- دعا النبي صلى الله عليه وسلم على رعل وذكوان، فاستجاب الله دعاءه، حيث جاءت ريح شديدة في ديارهم أيامًا فدمرت ممتلكاتهم وأموالهم.
أسأل الله تعالى أن يتقبل شهداءنا، وأن يحفظ دعاة الإسلام من كل سوء، وأن ينصر الإسلام وأهله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٨٨) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، عن أنس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1059 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

  • 📜 حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب