حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير المُوتِر بين الواحدة والثلاث والخمس

عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله ﷺ: «الوتر حقٌّ على كلِّ مسلم، فمن أحبَّ أن يُوتِرَ بخمس فليفعل، ومن أحب أن يُوتِرَ بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يُوتِرَ بواحدةٍ فليفعل».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٢٢) عن عبد الرحمن بن المبارك، حدَّثني قُريش بن حَيَّان العجلي، حدثنا بكر بن وائل، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره.

عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله ﷺ: «الوتر حقٌّ على كلِّ مسلم، فمن أحبَّ أن يُوتِرَ بخمس فليفعل، ومن أحب أن يُوتِرَ بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يُوتِرَ بواحدةٍ فليفعل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ».
أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.
شرح المفردات:
* الوِتْر: صلاة تُصلَّى بعد صلاة العشاء، وتكون ركعاتها فردية (واحدة، أو ثلاث، أو خمس... إلخ)، وهي آخر صلاة الليل.
* حَقٌّ: أي واجب أو مؤكد الاستحباب، وجوبه معنوي وأدبي، وهو عند جمهور العلماء سنة مؤكدة وليس فرضاً.
* عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: الخطاب يشمل الذكور والإناث من المسلمين.
* بِخَمْسٍ... بِثَلَاثٍ... بِوَاحِدَةٍ: أي أن يصليها على هيئات مختلفة: إما خمس ركعات، أو ثلاث ركعات، أو ركعة واحدة.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث مكانة صلاة الوتر وأهميتها في الدين، حيث جعلها حقاً لازماً وعبادة مؤكدة ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يحافظ عليها. ثم يوضح ﷺ سعة رحمة الله ويسر الإسلام، فيفتح باباً للاختيار في كيفية أدائها؛ فمن شاء صلى ركعة واحدة، ومن شاء صلى ثلاثاً، ومن شاء صلى خمساً، كل ذلك جائز ومقبول إن شاء الله.
الدروس المستفادة والفَوائد:
1- مشروعية صلاة الوتر وتأكيدها: الحديث دليل على أن صلاة الوتر من السنن المؤكدة التي حث النبي ﷺ على المحافظة عليها، حتى إن بعض العلماء كالإمام أبي حنيفة رحمه الله رأى وجوبها لشدة تأكيد النبي ﷺ عليها.
2- يُسْرُ الإسلام وسماحته: من أعظم الدروس في هذا الحديث تيسير الشرع على العباد وعدم تكليفهم بما يشق عليهم. فجعل النبي ﷺ هيئات متعددة لأداء هذه السنة لتتناسب مع حال المصلّي وقدرته ونشاطه.
3- مراتب الفضل: وإن كانت الهيئات كلها جائزة، إلا أن الأفضل هو المواظبة على إحدى عشرة ركعة (وهي صلاة الليل التي كان يوتر بها النبي ﷺ غالباً)، ثم إن نقص عنها فإحدى عشرة أو تسع أو سبع أو خمس، وأدناها ركعة واحدة. فالأكثر أفضل لمن قدر عليه.
4- كيفية أداء الركعات: إذا أوتر بثلاث، فالسنة أن يسلم بعد الركعتين ثم يأتي بالثالثة، أو أن يجعلها جميعاً بتسليمة واحدة مع الجلوس للتشهد في الركعة الثانية دون تسليم. أما الخمس أو السبع فيصليها متصلات بتسليمة واحدة، مع الجلوس للتشهد في الركعة قبل الأخيرة ثم القيام لإكمال الباقي.
5- وقت صلاة الوتر: وقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل تأخيرها إلى آخر الليل لمن يتيقن الاستيقاظ، وإلا فالأفضل أن يوتر قبل نومه.
خاتمة:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع بين الحث على عبادة عظيمة هي ختام صلاة الليل، وبين بيان التيسير ورفع الحرج عن الأمة، مما يدل على كمال الشريعة وشمولها، وحرص النبي ﷺ على هداية أمته وسعادتها في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٢٢) عن عبد الرحمن بن المبارك، حدَّثني قُريش بن حَيَّان العجلي، حدثنا بكر بن وائل، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره.
رواه النسائي (١٧١٠، ١٧١١) من طريق دُوَيد بن نافع والأوزاعي، وابن ماجه (١١٩٠) عن الأوزاعي وحده - كلاهما عن الزهري به مثله.
وإسناده صحيح، وقد اختلف على الزهري فرواه عنه بكر بن وائل والأوزاعي ودُوَيد بن نافع مرفوعًا، وتابعهم على رَفعِه سفيان بن حُسَين ويونس وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
ورواه الحاكم (١/ ٣٠٢) من وجه آخر عن الأوزاعي وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد تابعه محمد بن الوليد الزبيدي وسفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين ومعمر بن راشد، ومحمد بن إسحاق وبكر بن وائل على رفعه».
قال الأعظمي: وخالف هؤلاء جماعة فأوقفوه على أبي أيوب، والحُكْمُ لِمَن رفع لأنَّهم أكثر عددًا، وإليه يشير الحاكم بقوله: «لست أشكُّ أنَّ الشيخين تركاهذا الحديث لتوقيف بعض أصحاب الزهري إياه، هذا مما لا يُعَلِّل مثل هذا الحديث».
وهذا الحديث مخرَّج في «المية الكبرى» (٢/ ٣٣٧، ٣٣٨)، انظر للمزيد فيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1043 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

  • 📜 حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب