لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

وعن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «لا تُوتروا بثلاث، أوتروا بخمس أو بسبع، ولا تُشبه بصلاة المغرب».

صحيح: رواه الدارقطني (٢/ ٢٤) والحاكم في المستدرك (١/ ٣٠٤) كلاهما من طريق عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا سليمان بن بلال، عن صالح بن كَيْسان، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

وعن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «لا تُوتروا بثلاث، أوتروا بخمس أو بسبع، ولا تُشبه بصلاة المغرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والدارقطني، وابن حبان، والحاكم وغيرهم، وصححه الألباني.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

● لا تُوتروا بثلاث: النهي عن جعل صلاة الوتر ثلاث ركعات فقط بأدائها متصلة بتشهد واحد.
● أوتروا بخمس أو بسبع: الأمر بأن يصلي المسلم الوتر إما خمس ركعات أو سبع ركعات متصلات لا يفصل بينها إلا بتسليم واحد في النهاية.
● ولا تُشبه بصلاة المغرب: النهي عن أن تكون هيئة صلاة الوتر مشابهة لهيئة صلاة المغرب، والتي هي ثلاث ركعات بتشهد أوسط وتشهد أخير.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن صلاة الوتر ثلاث ركعات متصلات بتشهد واحد في آخرها فقط، كما في صلاة المغرب. ويأمر صلى الله عليه وسلم بأن من أراد أن يوتر بثلاث ركعات، فليفصل بين الشفع والوتر، فيصلي ركعتين ثم يسلم، ثم يصلي ركعة واحدة منفردة. أو أن يزيد على الثلاث فيصلي خمس ركعات أو سبعًا لا يجلس فيهن إلا في الأخيرة.
فالمقصود هو تجنب التشابه في الهيئة بين صلاة الوتر ثلاثًا متصلة وبين صلاة المغرب، والتي هي فرض وليس فيها هذا الخيار.

3. الدروس المستفادة منه:

● التشريع في العبادات توقيفي: يجب الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هيئة العبادات وأعداد ركعاتها، وعدم الابتداع فيها.
● مراعاة الفروق بين الفرائض والنوافل: النهي عن مشابهة النفل للفريضة في الهيئة إذا كان ذلك يؤدي إلى لبس أو اختلاط في الأمور.
● التيسير وفتح أبواب الخير: الحديث لم ينه عن الوتر بثلاث ركعات مطلقاً، بل بيَّن الطريقة المشروعة لأدائها، وهي أن تكون الركعتان منفصلتين عن الواحدة، أو الزيادة إلى خمس أو سبع.
● التنويع في العبادة: إشارة إلى أن للوتر أكثر من صفة، مما يتيح للمسلم التنويع في عبادته واختيار ما يناسب حاله من هذه الصفات.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الوتر: الوتر سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وذهب أبو حنيفة إلى أنه واجب.
● كيفية الوتر بثلاث ركعات بدون تشبه بالمغرب: هناك صورتان مشروعتان:
1- الصورة الأولى (المفضلة): أن يصلي ركعتين ثم يسلم، ثم يصلي ركعة واحدة منفردة. وهذا هو الأفضل والأكمل.
2- الصورة الثانية: أن يصلي ثلاث ركعات متصلات، ولكن بجلوس للتشهد بعد الركعة الثانية (أي يجلس تشهداً أوسطاً)، ثم يقوم للثالثة ويجلس للتشهد الأخير. فتكون بذلك مشابهة لصلاة المغرب في العدد فقط، ولكنها اختلفت عنها بالجلوس للتشهد الأوسط، فزالت المشابهة.
● الوتر بخمس أو سبع: يصليها المسلم متصلات لا يجلس فيها إلا في الأخيرة، فيتشهد ويسلم. وهذا جائز كما في الحديث.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارقطني (٢/ ٢٤) والحاكم في المستدرك (١/ ٣٠٤) كلاهما من طريق عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا سليمان بن بلال، عن صالح بن كَيْسان، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه البيهقي (٣/ ٣١) من وجه آخر عن أحمد بن صالح به مثله.
قال الدارقطني: «رواته كلهم ثقات» ورواه ابن حبان في صحيحه (٢٤٢٩) من طريق عبد الله بن وهب به مثله.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
ورواه محمد بن نصر في كتاب الوتر (٤٥)، وعنه الحاكم في المستدرك من وجه آخر عن عِراك بن مالك، عن أبي هريرة ولفظه: «لا توتروا بثلاث تُشبهوا بالمغرب، ولكن أوتروا بخمس، أو بسبع، أو بتسع، أو بإحدى عشرة، أو أكثر من ذلك» وقد روى البعض حديث عِراك بن مالك، عن أبي هريرة موقوفًا. انظر «السنن الكبرى» (٣/ ٣١، ٣٢).
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (٢/ ١٤) بعد أن عزاه إلى الدارقطني وابن حبان والحاكم: «رجاله كلهم ثقات، ولا يضره وقفُ من أَوقفه».
وقد جاء المنع في هذا الحديث بالثلاث خوفًا من التشيه بصلاة المغرب، مع أن الوتر بالثلاثِ جائز بدون خلاف؛ لما ثبت في الأحاديث الصحيحة، فحمل العلماء النهي عن الثلاثِ إذا كان بالجلستين وتسليمٍ، وأما إذا كان الثلاث بجلسة واحدة وتسليم، أو بتسليمين. ينتفي التشبيه بصلاة المغرب. والله أعلم.
وأما ما رُوي عن ابن مسعود مرفوعًا: «وتر الليل ثلاث كوتر النهار صلاة المغرب» ففي إسناده يحيى بن زكريا، يقال له ابن أبي الحواجب ضعيف، ولم يرو عن الأعمش مرفوعًا غيره، هكذا قال
الدارقطني (٢/ ٢٨) بعد أن رواه من طريق يحيى بن زكريا الكوفي، ثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1045 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

📜 حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية