حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يُدعى به في قنوت الوتر

عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله ﷺ كَلِمَاتٍ أقولُهنَّ في الوتر: «اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، إنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٣٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي (١٧٤٥)، وابن ماجه (١١٧٨) كلهم من طريق أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي فذكره.

عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله ﷺ كَلِمَاتٍ أقولُهنَّ في الوتر: «اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، إنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث الحسن بن علي رضي الله عنهما من الأحاديث العظيمة التي تحتوي على جوامع الدعاء، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله:
الحديث: عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله ﷺ كَلِمَاتٍ أقولُهنَّ في الوتر: «اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، إنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ».
١. شرح المفردات:
● الوِتر: صلاة الوتر وهي الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، وأقلها ركعة واحدة.
● اهدني: أرشدني إلى الحق والصواب وديني الإسلام.
● عافني: اعفني وأعفني من البلاء والأسقام.
● تولني: تولَّ أمري وكن ناصري وحافظي.
● بارك لي: أنزل البركة والنماء في ما منحتني.
● قني شر ما قضيت: احفظني من شر ما قدَّرته وقضيت به على عبادك.
● تقضي ولا يقضى عليك: أنت الذي تقدر وتقضي ولا يمكن لأحد أن يقضي عليك أو يجبرك.
● لا يذل من واليت: لا يهان أو يخزى من نصرته وأحببته.
● لا يعز من عاديت: لا يعتز أو ينتصر من عاديته وأبغضته.
● تباركت: تعالت بركتك وكمالك.
● وتعاليت: ارتفعت عن كل نقص وعيب.
٢. المعنى الإجمالي للحديث:
هذا الحديث يعلمنا دعاءً عظيمًا كان النبي ﷺ يعلمه لأهل بيته، ويشرع للمسلم أن يدعو به في قنوت الوتر. وهو يتضمن سؤال الله تعالى الهداية والعافية والتولية والبركة والوقاية من الشرور، مع الاعتراف بقدرة الله المطلقة وعدله في نصرة أوليائه وإهانة أعدائه.
٣. الدروس المستفادة منه:
● حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه وأهل بيته: وهذا من تربيته ﷺ وحرصه على هداية أمته.
● فضل هذا الدعاء: لأنه جمع بين سؤال أهم الأمور الدينية والدنيوية.
● التوكل على الله: فالدعاء يعلم العبد أن الهداية والعافية والنصرة بيد الله وحده.
● الإقرار بقدرة الله المطلقة: بقوله "إنك تقضي ولا يقضى عليك" أي أن الله يفعل ما يشاء ولا يُجبر على شيء.
● أن نصر الله وعزه لأوليائه: فمن والاه الله نصرَه وأعزه، ومن عاداه أخزاه وأذله.
● التسبيح والتمجيد لله: بختام الدعاء بـ "تباركت ربنا وتعاليت" وهو إثبات لكمال الله وعظمته.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
● مكانة الدعاء: هذا الدعاء من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي ﷺ.
● وقت الدعاء: يستحب أن يقال هذا الدعاء في قنوت الوتر، سواء في رمضان أو غيره.
● فوائد الدعاء: من داوم على هذا الدعاء فسيجد بركته في هدايته وعافيته وتولي الله له.
● الحديث في المصادر: أخرجه الأربعة (أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) وصححه الترمذي وغيره.
أسأل الله أن يهدينا جميعًا ويوفقنا لطاعته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٣٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي (١٧٤٥)، وابن ماجه (١١٧٨) كلهم من طريق أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٧١٨) عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق عن بُريد بن أبي مريم السلولي به، «علَّمني رسول الله ﷺ كلمات أقولهن في قنوت الوتر» ثم ذكر الكلمات مثله.
وكذا رواه الطبراني (٢٧١٢) وابن نصر في كتاب الوتر (٦٢) من طريق وكيع به. وصحّحه ابن خزيمة (١٠٩٥) ورواه من هذا الطريق.
ولكن رواه شعبة عن بُريد بن أبي مريم به ولم يذكر القنوت ولا الوتر، رواه ابن خزيمة (١٠٩٦)، وابن حبان (٧٢٢، ٩٤٥) كلاهما من طريق شعبة، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال: سَأَلتُ الحسن بن علي علام تذكر من رسول الله ﷺ فقال: كان يُعلمنا هذا الدعاء ... فذكر مثلَ حديث وكيع.
قال ابن خزيمة: «وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يُعلَمُ أَسَمِع هذا الخبرَ من بُرَيد، أو دلَّسه عنه. اللَّهمَّ إلَّا أن يكون كما يدَّعِي بعضُ علمائِنا أنَّ كلَّ ما رواه يونس، عمَّن روى عنه أبوه أبو إسحاق هو ما سمعه يونس مع أبيه ممَّن روى عنه. ولو ثبت الخبر عن النَّبي ﷺ أنَّه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يَجُز عندي مخالفة خبر النَّبيِّ ﷺ.
ولستُ أعلمه ثابتًا. وقد روى الزهري، عن سعيد بن المسيِّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ ﷺ لم يكن يقنتُ إلَّا أن يدعو لقوم على قوم.
فإذا أراد أن يدعو على قوم، أو لقوم قنت حين يرفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الفجر» انتهى.
وأيَّد الحافظ في التلخيص (١/ ٢٤٧) ما قاله ابن خزيمة وابن حبَّان أنَّ قول أبي إسحاق وابنه في ذكر القنوتِ والوتر، تفرُّدٌ بأنَّ الدولابي رواه في «الذرية الطاهرة» له، والطبراني في الكبير من طريق الحسن بن عبيد الله، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء به وفيه: وكلمات علمنيهن فذكرهن. قال بُريد: فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثتُه فقال: صدق أبو الحوراء هنَّ كلمات علَّمناهنَّ، نقولهنَّ في القنوت. وقد رواه البيهقي من طرقٍ قال في بعضها قال بُريد بن أبي مريم: فذكرت ذلك لابن الحنفية فقال: إنَّه للدُّعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر«انتهى ملخَّصًا.
وقد ثبت عن عدد من الصحابة أنَّهم ما كانوا يقنتون في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان منهم علي وأُبيُّ بنُ كعبٍ وابن عمر وغيرهم، بل روي أبو الشعثاء قال: سألت ابن عمر عن القنوت فقال: ما رأيتُ أحدًا يفعله، وعن أبي المهزم: صحبت أبا هريرة عشر سنين. فما رأيتهُ يقنت في وتره.
قال الزعفراني عن الشافعي: أحبُّ إليَّ أن يقنتوا في الوتر في النصف الآخر، ولا يقنتْ في سائر السنة، ولا في رمضان، إلا في النصف الآخر. وروى غيره عن الشافعي أن النبي ﷺ كان يقنت به في الصُّبْحِ.
وقال أبو داود: قلت لأحمد: القنوت في الوتر السَّنِة كلِّها؟ قال: إن شاء.
قال الأعظمي: فما تختار؟ قال: أما أنا فلا أقنت إلَّا في النصف الباقي، إلَّا أن أُصلِّي خلف إمام يقنت فأقنت معه. انظر كتاب الوتر، لمحمد بن نصر (ص ١٢٣، ١٢٤).
وأما ما رواه النسائي (١٧٤٦) من زيادة في آخر الدعاء: «وصلَّى الله على النَّبيِّ محمد» مِن طريق ابن وهبٍ، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله ﷺ هؤلاء الكلمات ... ثم ذكر الدعاء، وزاد في آخره:
الصلاة على النبي ﷺ ففيه انقطاع، فإنَّ عبد الله بن علي وهو: ابن الحسين بن علي لم يلق الحسن بن علي بن أبي طالب، وأمَّا الصلاة على النبي ﷺ في آخر أدعية القنوت عامة فقد ثبتت ذلك في إمامة أُبَيٍّ بن كعب الذي كان يصلي بالناس في عهد عمر بن الخطاب فكان بعد أن يدعو على الكفرة ويلعنهم: «ثم يُصلي على النبي ﷺ ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ..، رواه ابن خزيمة (١١٠٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1052 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

  • 📜 حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب