قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

عن عاصم بن سليمان الأحول قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت، فقال: قد كان القنوتُ. قلت: قبل الركوع أو بعده، قال: قبله .. قال: فإن فلانًا أخبرني عنك قلت: بعد الركوع، فقال: كذَب، إنما قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرًا، أراه بعث قومًا يقال لهم: القُرَّاء زُهاء سبعين رجلًا إلى قوم من المشركين دون أولئك. وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد: «فقنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الوتر (١٠٠٢)، ومسلم في المساجد (٦٧٧/ ٣٠١) كلاهما من طريق عاصم به واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الذي ذكرته، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● القنوت: في اللغة: الطاعة والخشوع والدعاء. وفي الاصطلاح الفقهي: الدعاء في الصلاة في قيام خاص، وهو في صلاة الفجر عند الشافعية، وفي الوتر عند الحنفية، وفي النوازل عند الجمهور.
● قبل الركوع أو بعده: أي مكان القنوت في الصلاة، هل يكون قبل الركوع في القيام، أم بعده في الاعتدال قبل السجود.
● كذَب: أي أخطأ في النقل أو قال غير الصحيح.
● القُرَّاء: هم حفظة القرآن والعلماء من الصحابة، وكانوا نخبة المجتمع الإسلامي.
● زهاء سبعين رجلًا: أي قرابة سبعين رجلًا.
● كان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد: أي كان هناك ميثاق وهدنة بين المسلمين وهؤلاء المشركين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن هذا الحديث موقفًا خاصًا من مواقف الدعاء في الصلاة (القنوت) الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم. فقد سأل عاصم بن سليمان الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن مكان القنوت في الصلاة، فأخبره أنس أن القنوت كان قبل الركوع. ثم ذكر أن بعض الناس نقل عنه أنه قال إنه بعد الركوع، فأنكر أنس ذلك بشدة، وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت إلا بعد الركوع في حالة خاصة، وهي عندما قُتل القراء السبعون في حادثة بئر معونة، فدعا عليهم شهرًا في صلاة الصبح.

3. الدروس المستفادة منه:

● مرونة الشريعة: بيان أن القنوت في النوازل سنة ثابتة، وأنه يجوز الدعاء على الكفار إذا نقضوا العهد واغتالوا المسلمين.
● الدفاع عن السنة: حرص الصحابة على تصحيح الأخطاء في نقل السنة، كما فعل أنس رضي الله عنه عندما أنكر القول الخطأ الذي نُسب إليه.
● مكانة الدعاء في الصلاة: بيان أن الدعاء في الصلاة (القنوت) له مواضع مختلفة بحسب الحاجة والسبب.
● تفصيل المسائل الفقهية: أن القنوت له حالان: قنوت النوازل (وهو ما حدث هنا) والقنوت في الصلوات الأخرى مثل الوتر والفجر، ولكل أحكامه.
● التثبت في نقل العلم: التحذير من نقل العلم دون تثبت، وبيان خطورة الكذب أو الخطأ في النقل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حادثة القراء: هي حادثة بئر معونة، حيث غدر المشركون بسبعين من قراء الصحابة فقتلوهم، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا ودعا على القبائل الغادرة شهرًا في القنوت.
● الخلاف الفقهي في القنوت: اختلف العلماء في موضع القنوت، فمنهم من قال قبل الركوع (كالحنابلة في بعض الروايات)، ومنهم من قال بعده (كالمالكية والشافعية)، والحديث يبين أن الأمر واسع، وأن الأصل في القنوت في النوازل أنه بعد الركوع.
● أنس بن مالك: هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أكثر الصحابة رواية للحديث، وهو من أهل المدينة، وتوفي سنة 93 هـ.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوتر (١٠٠٢)، ومسلم في المساجد (٦٧٧/ ٣٠١) كلاهما من طريق عاصم به واللفظ للبخاري.
وقوله: كذب بمعنى أخطأ

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1054 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

📜 حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية