بكم كان رسول الله يوتر؟

حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

عن عبد الله بن أبي قيس قال: قلتُ لعائشة: بكم كان رسول الله ﷺ يوتر؟ قالت: كان يُوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يُوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة.

صحيح: رواه أبو داود (١٣٦٢) عن أحمد بن صالح ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح. وفيما يلي شرحه وبيان فوائده:

أولاً. شرح المفردات:

● يوتر: يصلي صلاة الوتر، وهي الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، وسميت وتراً لأنها تُصلى وتراً، أي ركعات فردية (واحدة، أو ثلاث، أو خمس... إلخ).
● بأربع وثلاث: أي يصلي أربع ركعات متصلات ثم ثلاث ركعات متصلات، فيصبح المجموع سبع ركعات، لكنه يصليها بصيغة (4 + 3).
● بست وثلاث: أي ست ركعات ثم ثلاث، فيصبح المجموع تسع ركعات (6 + 3).
● بثمان وثلاث: أي ثماني ركعات ثم ثلاث، فيصبح المجموع إحدى عشرة ركعة (8 + 3).
● بعشر وثلاث: أي عشر ركعات ثم ثلاث، فيصبح المجموع ثلاث عشرة ركعة (10 + 3).
● أنقص من سبع: أي أقل من سبع ركعات في المجموع الكلي للوتر.
● أكثر من ثلاث عشرة: أي أكثر من ثلاث عشرة ركعة في المجموع الكلي.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن هذا الحديث الشريف تنوع صلاة النبي ﷺ في الوتر وعدم تمسكه بصيغة واحدة، مما يدل على السعة والمرونة في العبادة. فكان ﷺ يختلف عدد ركعات الوتر عنده، لكن ضمن حدين: أدنى ما كان يوتر به هو سبع ركعات، وأقصى ما كان يوتر به هو ثلاث عشرة ركعة.
وكان طريقته في الصلاة أن يجعل هذه الركعات على شكل مثنى مثنى (أي يصلي ركعتين ركعتين) ثم يختم بواحدة، وهذا هو معنى قولها (أربع وثلاث) وغيرها. فمثلاً "أربع وثلاث" يعني أنه صلى أربع ركعات بتسليمتين (ركعتان ثم ركعتان) ثم صلى ثلاث ركعات متصلات بتسليمة واحدة. وهكذا في بقية الأعداد.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التنوع في العبادة: في الحديث دليل على استحباب التنوع في نوافل العبادة وعدم التقيد بشكل واحد، مما يدفع الملل ويجدد النشاط.
2- السعة واليسر في الشريعة: بين النبي ﷺ لأمته أن صلاة الليل والوتر ليس لها عدد محدد必须必须 (إجباري)، بل فيها سعة، والأفضل أن تكون بين سبع وثلاث عشرة ركعة.
3- مراعاة حال المكلف: تفاوت عدد الركعات يشير إلى أن المسلم يصلي حسب طاقته ونشاطه، ففي بعض الليالي يكون أقوى فأكثر، وفي أخرى يكون أقل.
4- بيان كيفية الصلاة: الحديث يدل على أن الأفضل في صلاة الليل أن تصلى ركعتين ركعتين، كما جاء في حديث آخر: «صلاة الليل مَثْنَى مَثْنَى».
5- الأمر بالوسطية وعدم التشدد: تحديد النبي ﷺ لحد أدنى (7) وحد أعلى (13) يرشدنا إلى الوسطية في العبادة وعدم الإفراط أو التفريط.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- يجوز للمسلم أن يوتر بركعة واحدة فقط، وهذا أقل الكمال، ودليله قوله ﷺ: «الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل» (رواه أبو داود والنسائي). والحديث الذي بين أيدينا يبين الغالب من فعل النبي ﷺ وهو الأكمل، ولا ينفي جواز الأقل.
- الصيغة الأكثر ثبوتاً وأنساً للنبي ﷺ في الوتر هي إحدى عشرة ركعة، يصليها (8 ركعات + 3 ركعات) يسلم بين كل ركعتين، ثم يوتر بواحدة.
- من صلى الوتر أكثر من ركعة واحدة، فالسنة أن لا يجلس للتشهد إلا في الركعة الأخيرة منها فقط، وهو تشهد واحد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على Sunnah نبيه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٣٦٢) عن أحمد بن صالح ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس فذكره.
قال أبو داود: «زاد أحمد بن صالح: ولم يكن يُوتر بركعتين قبل الفجر. قلت: ما يُوتر؟ قالت: لم يكن يدع ذلك. ولم يذكر أحمد (هو ابن صالح): و»ست وثلاث». انتهى
قال الأعظمي: إسناده صحيح.
ورواه الإمام أحمد (٢٥١٥٩) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية به، وفيه: وكان لا يدعُ ركعتين.
قال البيهقي: «وهذا يحتمل أن يريد به ثلاث لا يفصل بينهن بجلوس ولا تسليم، فيكون في معني رواية هشام بن عروة«»السنن الكبرى (٣/ ٢٨).
وهو يقصد به ما رواه مسلم من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله
ﷺ يصلي ثلاث عشرة ركعة، يوتر منها بخمس، ولا يجلس في شيء منها حتى يجلس في آخرهن فيسلم. وسبق ذكره.
وقلت: ويحتمل أن تكون أرادت بثلاث مع أربع، وثلاث مع ست، وثلاث مع ثمان ... الثلاث بتسليمتين الاثنتان خفيفتان، ثم ركعة، وما قبلها أربع، أو ست، أو ثمان طويلة لقولها: فلا تسأل عن حسنهن وطولهن.
وقد يكون المراد بالثلاث بالجلسة والتسليم في آخرهن، كما جاء في بعض طرق حديث سعد بن هشام بن عامر الطويل المذكور في باب جامع صلاة النبي ﷺ في الليل بأنه ﷺ ما كان يُسلم في ركعتي الوتر. إلا أني تتبعتُ طرق حديث سعد بن هشام بن عامر فلم أجد في حديثه أنه أوتر بثلاث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1041 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

📜 حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بكم كان رسول الله يوتر؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية