حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في استحباب القنوت في الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازِلةٌ والجَهْرُ به

عن ابن عمر أنه سمع رسولَ الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: «اللهم العَن فلانًا وفلانًا وفلانًا» بعد ما يقول: «سمع الله لمن حمِده، ربنا ولك الحمد» فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ١٢٨].

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٦٩) عن يحيى بن عبد الله السلمي، أخبرنا عبد الله (وهو ابن المبارك) أخبرنا معمر، عن الزهري، حدثني سالم، عن أبيه فذكره.

عن ابن عمر أنه سمع رسولَ الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: «اللهم العَن فلانًا وفلانًا وفلانًا» بعد ما يقول: «سمع الله لمن حمِده، ربنا ولك الحمد» فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ١٢٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل الكريم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له قصة وموقف مهم في السيرة النبوية، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ: أي عند الرفع من الركوع في الصلاة.
● الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ: أي الركعة الثانية من صلاة الفجر.
● اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا: الدعاء باللعنة، وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله.
● سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ: ثناء المصلي عند الرفع من الركوع.
● رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ: تمام الثناء بعد "سمع الله لمن حمده".

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة الأخيرة من صلاة الفجر، بعد أن قال "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، يدعو على أناس معينين باللعنة (أي الطرد من رحمة الله). وكان هؤلاء هم زعماء قريش الذين آذوا المسلمين وأصحابهم، وكان من بينهم أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وغيرهم من صناديد الكفر.
فنزلت الآية الكريمة: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]، والتي تعني أن الأمر ليس بيد النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو إلى الله تعالى، إما أن يتوب عليهم فيهديهم للإسلام، أو يعذبهم بسبب كفرهم وظلمهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته: كان دعاؤه على هؤلاء المشركين بسبب ما فعلوه بالمسلمين من أذى واضطهاد، مما يدل على شدة تألمه لأذى أصحابه.
● أن الدعاء في الصلاة جائز: خاصة في السجود أو بعد التشهد، لكن هذا الدعاء الخاص باللعنة كان في ظرف خاص ولم يستمر.
● التأدب مع الله تعالى: حيث بينت الآية أن الأمر كله بيد الله، وليس لأحد حتى الأنبياء أن يتحكموا في مقادير الخلق.
● أن الله تعالى يحب العفو والصفح: حتى عن الأعداء، فقد يكون فيهم من سيؤمن ويصبح من خيرة المسلمين.
● الاستسلام لحكمة الله: فالله أعلم بمصالح العباد، وقد يتوب على من نعتقد أنه لا خير فيه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، حتى بعد كل الأذى الذي تعرض له.
- نزلت هذه الآية قبل معركة بدر، ثم أسلم بعض من كان النبي يدعو عليهم لاحقاً، مثل أبي سفيان بن حرب، مما يدل على حكمة الله تعالى.
- يستفاد من هذا الحديث أن الدعاء على الظالمين جائز في حالات الظلم الشديد، لكن الأفضل الدعاء بالهداية كما كان النبي يفعل غالباً.
- هذا الموقف يدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث نزل القرآن مصدقاً له ومبيناً له حكمة الله.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٦٩) عن يحيى بن عبد الله السلمي، أخبرنا عبد الله (وهو ابن المبارك) أخبرنا معمر، عن الزهري، حدثني سالم، عن أبيه فذكره.
ثم قال: وعن حنظلة بن أبي سفيان، سمعتُ سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله ﷺ يدعو على صفوان بن أمية، وسُهيل بن عمرو، والحارث بن هشام. فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
قوله: وعن حنظلة - هو عطف على معمر، والراوي عنه هو عبد الله بن المبارك، إلا أنه مرسل،
فإن سالم بن عبد الله بن عمر لم يدرك النبي ﷺ، والثلاثة الذين سماهم قد أسلموا يوم الفتح، ولعل هذا هو السر في نزول قوله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ انظر: الفتح.
ووصله الترمذي (٣٠٠٤) بذكر «عن أبيه» وذكر فيه «أبا سفيان» بدلًا من «سهيل بن عمرو» ولكن في إسناده عمر بن حمزة الراوي عن سالم، وهو: عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ضعَّفه النسائي وقال: أحمد: أحاديثه مناكير، والخُلاصة كما في التقريب: «ضعيف».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب يُستغرب من حديث عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه.
وقد رواه الزهري عن سالم، عن أبيه، لم يعرفه محمد بن إسماعيل من حديث عمر بن حمزة، وعرفه من حديث الزهري». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1064 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

  • 📜 حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب