حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من قال: إنّ القنوت في الوتر قبل الرّكوع
وقد مضى الحديث في باب ما يقرأ في الوتر.
صحيح: رواه النسائي (١٦٩٩)، وابن ماجه (١١٨٢)، قال النسائي في «الكبرى» (١٤٣٦) «طبعة الرسالة» قد روي هذا الحديث غير واحد عن زبيد، فلم يذكر أحدٌ منهم فيه: «ويقنت قبل الركوع».

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر يتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي مكان قنوت الوتر في الصلاة: هل يكون قبل الركوع أم بعده؟
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث بناءً على كلام أهل العلم المعتمدين:
1. شرح المفردات:
● القنوت في الوتر: القنوت هنا هو الدعاء في الصلاة، والوتر هي صلاة الليل الفردية (ركعة واحدة أو ثلاث أو أكثر).
● قبل الرّكوع: أي أن الدعاء (القنوت) يُؤدى في القيام، قبل أن يركع المصلي.
● من طريق سفيان: سفيان هو الثوري، إمام كبير من أئمة الحديث.
● زبيد: هو زبيد اليامي، ثقة.
● سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى: ثقة.
● عن أبيه: عبد الرحمن بن أبزى، صحابي.
● عن أُبي بن كعب: هو صحابي جليل، من كبار القراء، وموثوق بروايته.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يذكر هذا الأثر – وهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم – أن الصحابي الجليل أُبي بن كعب رضي الله عنه كان يؤم الناس في صلاة الوتر في رمضان، وكان يقنت (يدعو) في الوتر قبل أن يركع، لا بعده.
وهذه الرواية زيادة في حديث طويل مذكور في الباب السابق (باب ما يقرأ في الوتر)، تفيد بيان هيئة القنوت التي كان عليها أبي بن كعب، والذي كان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صلاته.
3. الدروس المستفادة والفقهي في المسألة:
مسألة مكان القنوت في الوتر من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء، وهذا الأثر هو أحد الأدلة في الباب:
● مذهب الحنابلة والشافعية: ذهبوا إلى أن القنوت في الوتر يكون بعد الركوع في الركعة الأخيرة، وهذا هو المشهور في المذهبين.
● مذهب الحنفية: ذهبوا إلى أنه قبل الركوع، وهو ما يوافق رواية أبي بن كعب هذه.
● مذهب المالكية: لا قنوت في الوتر عندهم إلا في النصف الثاني من رمضان، ويكون بعد الركوع.
التوفيق بين الأدلة:
جمهور العلماء على أن القنوت بعد الركوع هو الأكثر ثبوتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء القنوت. أما رواية أبي بن كعب هذه، فلها عدة احتمالات:
- إما أنها بيان للجواز وأن الأمر واسع.
- أو أن أُبي بن كعب فعل ذلك قبل أن يعلم بالسنة الأخرى.
- أو أنه قنوت خاص في رمضان أو في النوازل.
والراجح عند المحققين أن المسألة واسعة، وأن للمصلي أن يقنت قبل الركوع أو بعده، والأمر فيه سعة، وإن كان القنوت بعد الركوع هو الأكثر والأفضل كما دل عليه حديث الحسن بن علي.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- القنوت في الوتر سنة وليس واجباً عند جمهور العلماء.
- يدعو المسلم في قنوته بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، أو يأتي بالدعاء المأثور: "اللهم اهدني فيمن هديت..." كما في حديث الحسن.
- المسألة خلافية واسعة، فلا إنكار على من فعله قبل الركوع أو بعده، ما دامت الأدلة موجودة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*هذا الشرح مستند إلى كتب الحديث وشروحها المعتمدة مثل:*
- *"نيل الأوطار" للشوكاني.*
- *"سبل السلام" للصنعاني.*
- *"فتح الباري" لابن حجر العسقلاني.*
- *وغيرها من أمهات الكتب.*
تخريج الحديث
وقال أبو داود: روي عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب، أنّ رسول الله ﷺ قنت - يعني في الوتر - قبل الركوع.
قال أبو داود: روي عيسى بن يونس هذا الحديث أيضًا عن فطر بن خليفة، عن زُبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، عن النبيّ ﷺ، مثله.
وروي عن حفص بن غياث، عن مسعر، عن زيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب: «أنّ رسول الله ﷺ قنت في الوتر قبل الركوع».
قال أبو داود: وحديث سعيد، عن قتادة رواه يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي ﷺ، لم يذكر القنوت، ولا ذكر أبيًّا.
وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبديّ، وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس، ولم يذكروا القنوت.
وقد رواه أيضًا هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة ولم يذكرا القنوت.
وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلّهم عن زبيد. لم يذكر أحدٌ منهم القنوت إلّا ما رُوي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زيد، فإنه قال في حديثه: «إنه قنت قبل الركوع».
قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر, انتهى كلام أبي داود من سنته (٢/ ١٣٥).
قال الأعظمي: ولكن سبق أن ذكرنا أن النسائي وابن ماجه روياه أيضًا من طريق سفيان، عن زبيد
القنوت قبل الركوع إلا أن النسائي أعلّه بالتفرّد، فلعلّ الخطأ من دون سفيان.
ثم روى البيهقي (٣/ ٤١) من حديث ابن مسعود وابن عباس وضعّفهما.
ثم الصّحيح الثابت من حديث أنس، أنّ النبيّ ﷺ قنت بعد الركوع شهرًا يدعو على حي من أحياء العرب، ثم تركهـ. رواه البخاري (٤٠٨٩)، ومسلم (٦٧٧).
ولكن روى عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أنه سئل عن القنوت بعد الركوع أو عند فراغٍ من القراءة؟ فقال: «لا، بل عند فراغٍ من القراءة». رواه البخاريّ (٤٠٨٨).
قال الأثرم: قلت لأحمد: يقول أحدٌ في حديث أنس: «أنّ النبي ﷺ قنت قبل الركوع«غير عاصم الأحول؟ فقال: ما علمتُ أحدًا يقوله غيره. خالفهم كلّهم: هشام عن قتادة، والتيمي عن أبي مجلز، وأيوب عن ابن سيرين، وغير واحد عن حنظلة السدوسي كلهم عن أنس: «أن النبيّ ﷺ قنت بعد الركوع».
قيل لأحمد بن حنبل: سائر الأحاديث أليس إنما هي بعد الركوع؟ قال: بلى؛ خفاف بن إيماء، وأبو هريرة. قلت: لأبي عبد الله: فلم ترخِّص إذًا في القنوت قبل الركوع، وإنما صحَّ بعده؟ فقال: القنوت في الفجر بعد الركوع، وفي الوتر يختار بعد الركوع، ومن قنت قبل الرّكوع فلا بأس لفعل الصحابة واختلافهم، فأمّا في الفجر فبعد الركوع» ذكره ابن الجوزي في «التحقيق» (٢/ ٤٥١، ٤٥٢).
وقال الحافظ ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ٢٨٢): «أحاديث أنس كلّها صحاح يصدّق بعضها بعضًا، ولا تتناقض. والقنوت الذي ذكره قبل الركوع غير القنوت الذي ذكره بعده، والذي وقّته غير الذي أطلقه. فالذي ذكره قبل الركوع هو إطالة القيام للقراءة، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: «أفضل الصلاة طول القنوت«[رواه مسلم (٧٥٦)]، والذي ذكره بعده: هو إطالة القيام للدعاء، فعله شهرًا يدعو على قوم ويدعو لقوم».
فجعل القنوت قبل الركوع بمعنى إطالة القيام بالقراءة، وجعل القنوت بعد الركوع إطالة القيام بالدعاء، ثم استمر يطيل هذا الركن الدعاء والثناء إلى أن فارق الدنيا، وإليه أشار ثابت في قوله: «كان أنس يصنع شيئًا لم أركم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل: قد نسي، وبين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي». رواه الشيخان: البخاري (٨٢١)، ومسلم (٤٧٢).
ثم قال ابن القيم ﵀: «ولما صار القنوت في لسان الفقهاء وأكثر الناس هو هذا الدعاء المعروف»اللهم اهدني فمين هديت ... إلى آخره«وسمعوا أنه لم يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا، وكذلك الخلفاء الراشدون وغيرهم من الصحابة، حملوا القنوت في لفظ الصحابة على القنوت في اصطلاحهم. ونشأ من لا يعرف غير ذلك، فلم يشك أنّ رسول الله ﷺ وأصحابه كانوا مداومين عليه كلّ غداة. وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهور العلماء وقالوا: لم يكن هذا من فعله الراتب، بل لا يثبت عنه أنه فعله» انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1056 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1031 الركعتان قبل صلاة الغداة
- 1032 صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة
- 1033 الوتر ركعة من آخر الليل
- 1034 ركعة من آخر الليل
- 1035 كان يوتر بإحدى عشرة ركعة ويضطجع على شقه الأيمن
- 1036 يُصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حُسنِهن وطُولِهِن
- 1037 كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى
- 1038 صلاة النبي ﷺ بالليل ثلاث عشرة ركعة
- 1039 كان النبي ﷺ يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا...
- 1040 كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر أوتر...
- 1041 بكم كان رسول الله يوتر؟
- 1042 يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة
- 1043 الوتر حق على كل مسلم بخمس أو ثلاث أو واحدة
- 1044 أوتر بخمس فإن لم تستطع فبثلاث
- 1045 لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع
- 1046 كان يوتر بـ سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها...
- 1047 كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون...
- 1048 كان رسول الله يوتر بثلاث يقرأ في الأولى سبح وفي...
- 1049 أوتر النبي ﷺ بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾
- 1050 كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ...
- 1051 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك
- 1052 اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ
- 1053 قنت رسول الله ﷺ في الصبح بعد الركوع يسيرًا
- 1054 قنت رسول الله ﷺ شهرًا يدعو عليهم
- 1055 من صلى مع النبي صلاة الغداة فرفع رأسه من الركعة...
- 1056 القنوت في الوتر قبل الركوع
- 1057 القنوت في صلاة الصبح قبل الركوع وبعده
- 1058 سبحان الملك القدوس ثلاثًا
- 1059 بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا
- 1060 دعاء النبي على قتلة أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا
- 1061 استمدوا رسول الله فأمدهم بسبعين من الأنصار
- 1062 اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن...
- 1063 اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان
- 1064 دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة
- 1065 اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا
- 1066 يقنتُ في الصبح والمغرب
- 1067 قنت رسول الله شهرًا يدعو على أحياء من العرب
- 1068 اللهم أنج الوليد بن الوليد
- 1069 كانوا يَقْنُتُون؟ قال: أي بُنيَّ محدَثٌ
- 1070 اللهم انج الوليدَ
- 1071 كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 1072 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رِعْل وذكوان وعُصية
- 1073 رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة
- 1074 فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر
- 1075 فرض الله الصلاة في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين
- 1076 صلاة السفر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان
- 1077 صلاة السفر في القرآن
- 1078 عن قصر الصلاة صدقة من الله فاقبلوا صدقته
- 1079 {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} في صلاة العشاء
- 1080 خرج رسول الله ﷺ من المدينة إلى مكة لا يخاف...
معلومات عن حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
📜 حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: القنوت في الوتر قبل الركوع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








