حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقرأ به في الوتر

عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقرأ في الركعتين التي يُوتر بعدهما: بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ويقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.

حسن: رواه الدارقطني (٢/ ٣٤، ٣٥)، والحاكم (١/ ٣٠٥) وعنه البيهقي (٣/ ٣٧) عن الحسين بن إسماعيل، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا سعيد بن عفير، ثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقرأ في الركعتين التي يُوتر بعدهما: بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ويقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يبين لنا هدي النبي ﷺ في القراءة في صلاة الوتر، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام ابن ماجه في سننه وغيره.
شرح المفردات:
* يُوتر بعدهما: أي الركعتان الخفيفتان اللتان كان يصليهما النبي ﷺ بعد صلاة العشاء وقبل الوتر. فكأنه كان يصلي ركعتين (سنة بعد العشاء) ثم يصلي الوتر.
* الوتر: هي صلاة فردية (ركعة واحدة أو ثلاث أو أكثر) تُصلى بعد صلاة العشاء وقبل طلوع الفجر، وهي سنة مؤكدة.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الحديث عن هدي النبي ﷺ في القراءة في الصلوات المرتبطة بصلاة الليل:
1. في الركعتين الخفيفتين اللتين كان يصليهما بعد صلاة العشاء (قبل أن يوتر)، كان يقرأ في الأولى بسورة الأعلى وفي الثانية بسورة الكافرون.
2. أما في صلاة الوتر نفسها (الركعة الأخيرة منها إذا صلى أكثر من ركعة)، فكان يقرأ بسورة الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس).
الدروس المستفادة والفَوائد:
1- استحباب تخفيف الركعتين بعد العشاء: حيث وصفتهما عائشة بأنهما خفيفتان، مما يدل على استحباب إطالة القراءة في صلاة الوتر مقارنة بهاتين الركعتين.
2- التعليم العملي للسنة: بيان هدي النبي ﷺ التفصيلي في هذه الصلوات ليكون قدوة للمسلمين.
3- اختيار سور تحمل معاني عقدية عظيمة:
* سورة الأعلى: تبدأ بتسبيح الله وتعظيم اسمه، وتذكر بوحدانيته وقدرته على الخلق والتسوية، وتختم بذكر باقيات الصالحات ودار الآخرة، فهي تزكي القلب وتذكره بالله.
* سورة الكافرون: فيها براءة من الشرك وأهله، وتجديد للتوحيد والعبادة الخالصة لله وحده. وقراءتها في الركعة الثانية توافق ختم الصلاة بـ (السلام عليكم) الذي هو تحية للمسلمين فقط، فيكون في ذلك مفارقة للكفار في الاعتقاد والتحية.
* سور الإخلاص والفلق والناس: وهي أعظم سور القرآن في إثبات التوحيد الخالص لله ونفي الشريك عنه (سورة الإخلاص)، والاستعاذة به من كل شر مخلوق، سواء كان من الشرور الظاهرة كالحسد والسحر (سورة الفلق) أو من الشرور الباطنة كوساوس الصدور (سورة الناس). وفي قراءتها في الوتر استعاذة بالله وحده قبل النوم من كل سوء.
4- جواز قراءة أكثر من سورة في الركعة الواحدة: كما فعل النبي ﷺ في ركعة الوتر حيث جمع بين ثلاث سور قصيرة.
5- التنويع في القراءة في النوافل: لا يجب التقييد بهذه السور بعينها، بل هذا من فعل النبي ﷺ الذي كان يكثر من التنويع، ولكن الأفضل للمسلم أن يقتدي به في هذه الصلوات الخاصة اقتداءً كاملاً.
معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الهَدْيُ لا يعني وجوب قراءة هذه السور بعينها، بل هو من السنن المستحبة. فلو قرأ المسلم بغيرها أجزأه، لكن فاته فضل الاقتداء الكامل بالنبي ﷺ.
* إذا أوتر المسلم بثلاث ركعات، فإنه يقرأ هذه السور (الإخلاص والفلق والناس) في الركعة الأخيرة فقط بعد الفاتحة، وهو الأفضل، ويجوز له قراءتها في الركعات الثلاث كلها.
* يجوز للمسلم أن يوتر بركعة واحدة، فيقرأ فيها بهذه السور الثلاث بعد الفاتحة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارقطني (٢/ ٣٤، ٣٥)، والحاكم (١/ ٣٠٥) وعنه البيهقي (٣/ ٣٧) عن الحسين بن إسماعيل، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا سعيد بن عفير، ثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وإسناده حسن، لأن يحيى بن أيوب الغافقي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وثقه البخاري وأبو داود وغيرهما، وتكلم فيه النسائي وابن سعد، واستشهد به البخاري، واحتج به مسلم.
وصحّحه ابن حبان (٢٤٣٢) ورواه من وجه آخر عن سعيد بن عفير به مثله.
والظاهر من قولها: «التي يوتر بعدهما«أنه يصلي ركعة منفصلة عن الثنتين. ولكن رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من وجه آخر عن سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب به وفيه: «وكان يقرأ في الثالثة ... «فذكر بقية الحديث.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وسعيد بن عفير إمام أهل مصر بلا مدافعة، وقد أتى بالحديث مفسرًا مُصَلَّحًا دالًا على أنَّ الركعة التي هي الوتر في الثانية، غير الركعتين اللتين قبلها».
قال الأعظمي: لا يحتاج إلى تخطئة أحدٍ، فإنه ﷺ لعله صلَّى مرَّةً منفَصِلًا، وأخرى متَّصِلًا كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
وهذا الإسناد هو أصح ما رُوي به حديث عائشة، وأشار إليه الترمذي بعد ما روي من طريق خُصَيف هو (٤٦٣)، وأبو داود (١٤٢٤)، وابن ماجه (١١٧٣)، وأحمد (٢٥٩٠٦)، والحاكم (٢/ ٥٢٠، ٥٢١) كلّهم من طريق خُصيف، عن عبد العزيز بن جُريج، قال: سألت عائشة أم المؤمنين بأيِّ شيءٍ كان يوتر رسول الله ﷺ؟ فقالت: فذكر مثل حديث أُبَيِّ بن كعب، وزاد في الثالثة بعد قوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ والمعوذتين.
قال الترمذي: «حسن غريب».
وقال الحاكم: إسناده صحيح.
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن جريج المكي والد عبد الملك قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال العجلي: لم يسمع من عائشة، وأخطأ خُصَيف فصرَّح بسماعه منها. وقال الدارقطني: مجهول.
قال الحافظ في «نتائج الأفكار» (ص ٥١٢) لعل تحسينه بالطريق المتقدمة؛ لأن الحافظ حَسَّن طريق يحيى بن أيوب الغافقي. كما أنَّ النووي أقرَّ بتحسين الترمذي في «الخُلاصة» (١٨٨٣).
والإسنادان يقوي بعضهما بعضًا، فلا نكارة في قراءة المعوذتين في الوتر.
وقد سئل الإمام أحمد عن قراءة المعوذتين في الوتر فقال: «ولم لا يقرأ» ولكن الذي نختار أن يقرأ في الوتر بـ ﴿سَبِّحِ﴾ و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.
وكذلك سئل مالك عن القراءة في الوتر فقال: «ما زال الناس يقرؤون بالمعوذات في الوتر، وأنا أقرأ بها في الوتر».
وفي الباب ما روي عن أبي موسى أنه صلى باصحابه، وهو مرتحل من مكة إلى المدينة، فصلي العشاء ركعتين، وسلم. ثم قام فقرأ مائة آية من سورة النساء في ركعة، فأنكر ذلك عليه، فقال: «ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله ﷺ قدمه، وأن أصنع مثل ما صنع رسول الله ﷺ.
رواه النسائي (١٧٢٨)، وأبو داود الطيالسيّ (٥١٤)، وأحمد (١٩٧٦٠)، والبيهقي (٣/ ٢٥) كلّهم من طريق عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي مجلز قال: صلى أبو موسى بأصحابه، فذكره. وفيه انقطاع بين أبي مجلز وهو لاحق بن حميد فإنه لم يدرك أبا موسى المتوفي سنة (٥٠ هـ) لأن علي بن المديني قال: «لم يلحق سمرة (المتوفى سنة ٥٨ هـ) ولا عمران (المتوفي سنة ٥٢ هـ») انتهى قوله.
وقال يحيى بن معين: «لم يسمع من حذيفة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1050 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

  • 📜 حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يقرأ في الوتر بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب