حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تعجيل الظهر في السفر

عن أنس بن مالك يقول: كان رسول الله ﷺ إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يُصلي الظهر. فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.

حسن: رواه أبو داود (١٢٠٥)، والنسائي (٤٩٨) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدثني حمزة العائذي قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك يقول: كان رسول الله ﷺ إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يُصلي الظهر. فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان رسول الله ﷺ إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يُصلي الظهر. فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.


1. شرح المفردات:


● نزل منزلًا: حلَّ في مكان أثناء السفر ووقف فيه للراحة.
● لم يرتحل: لم يغادر ذلك المكان ويواصل السير.
● بنصف النهار: في وقت الظهيرة، أي وقت صلاة الظهر.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن هدي النبي ﷺ في أسفاره، حيث كان إذا توقف هو وأصحابه في مكان للاستراحة أثناء السفر، فإنه كان لا يغادر ذلك المكان حتى يؤدي صلاة الظهر فيه، حتى لو كان وقت النزول قريبًا جدًا من وقت الصلاة، بل وحتى لو كان النزول في وقت الظهيرة نفسه (أي في وقت الصلاة بالضبط). وقد أكد النبي ﷺ هذا المعنى عندما سأله رجل توضيحًا لهذا الأمر.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


● المحافظة على الصلاة في وقتها: الحديث يُظهر حرص النبي ﷺ الشديد على أداء الصلاة في أول وقتها، حتى أثناء مشقة السفر، مما يدل على عظم مكانة الصلاة وأهميتها.
● تعليم الأمة بالأفعال قبل الأقوال: كان هديه العملي ﷺ هو خير موعظة لأصحابه وللأمة من بعده، حيث يرى الناس كيف يحرص على الصلاة فيظنون أن ذلك من شدة التقوى، فيؤكد لهم أنه حتى في أبسط الظروف (كالنزول للراحة لبرهة) لا يؤخر الصلاة.
● استحباب الجمع بين الصلاتين في السفر (جمع التقديم): يفهم من الحديث إشارة إلى سنة الجمع للمسافر. فالنبي ﷺ ينزل منزلاً ويصلي الظهر فيه، وقد يكون هذا النزول قبل وقت العصر، فيجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم، ثم يرتحل. وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على المسافرين.
● التأكيد على السنن بالنفي والاستثناء: عندما قال السائل: "وإن كان بنصف النهار؟" كان يقصد: حتى لو نزلتم في وقت الظهر نفسه، هل ستتوقفون للصلاة؟ فأكد له النبي ﷺ ذلك بقوله: "وإن كان بنصف النهار"، مما يدل على تأكيد هذه السنة وعدم التفريط فيها لأي سبب.
● التيسير لا التعسير: على الرغم من حرصه على الصلاة في الوقت، فإن السفر فيه مشقة، فشرع الله الجمع والقصر تخفيفًا على الأمة. فالنزول للصلاة ثم مواصلة السير هو من التيسير الذي يحقق مقصدي المحافظة على الصلاة والراحة للمسافر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على استحباب أن يجمع المسافر جمع تقديم إذا نزل منزلاً في وقت الأولى (الظهر مثلًا) ثم يصليهما معًا قبل الرحيل.
- كان هذا الهدي النبوي يغرس في نفوس الصحابة قيمة الصلاة وأنها لا تعطل لأجل سفر، ولا تؤجل لأجل راحة، بل هي الراحة الحقيقية للمؤمن.
- ينبغي للمسلم أن يتأسى بهذا الهدي النبوي في أسفاره، فيحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، ويستفيد من رخصة الجمع والقصر التي شرعها الله له تخفيفًا عنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٢٠٥)، والنسائي (٤٩٨) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدثني حمزة العائذي قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.
وإسناده حسن لأجل حمزة العائذي وهو: ابن عمرو الضَبّي البصري وثَّقه النسائي، وقال أبو حاتم: شيخ. وهو من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات.
وصححه ابن خزيمة (٩٧٥)، ورواه الإمام أحمد (١٢٢٠٤) كلاهما من حديث شعبة به مثله.
وجاء الحديث من وجه آخر عن أنس بن مالك قال: كنَّا إذا كنَّا مع رسول الله ﷺ في السفر فقلنا: زالت الشمس أو لم تزُل صلَّى الظهر ثم ارتحل.
رواه أبو داود (١٢٠٤) عن مسدد، حدّثنا أبو معاوية عن المِسْحاج بن موسى، قال: قلت لأنس بن مالك: حدِّثنا ما سمعتَ مِن رسول الله ﷺ فذكره.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٢٠٠) عن أبي معاوية به مثله.
وإسناده حسن لأجل المسحاج بن موسى وثَّقه ابن معين وأبو داود. وقال أبو زرعة: لا بأس به.
والحديث الأول يفسِّر معنى الحديث الثاني في قوله: زالت الشمس أو لم تزل، يعني به تعجيل الظهر عن وقتها المعتاد، بحيث إنَّ بعض الناس لم يظهر لهم زوال الشمس لا قبل وقتها كما فهم ابن حبان فحكم على الحديث بأنه منكر، وقال في مسحاج بن موسى: لا يجوز الاحتجاج به، وبناء عليه أدخله في «المجروحين» (١٠٧٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1103 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

  • 📜 حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب