حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك التطوع في السفر

عن عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبتُ ابن عمر في طريق مكة، قال: فصلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أَقبل وأَقبلنا معه حتى جاء رحلَه (أي منزلَه) وجلس وجلسنا معه. فحانت منه التِفاتةٌ نحوَ حيث صلَّى. فرأى ناسًا قيامًا. فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يُسبِّحون. قال: لو كنتُ مسبِّحًا لأتممتُ صلاتي. يا ابن أخي! إني صَحِبتُ رسول الله ﷺ في السفر. فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله، وصَحِبتُ أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله، وصَحِبتُ عمر فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله. ثم صَحِبتُ عثمان فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله. وقد قال الله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [سورة الأحزاب: ٢١].

متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١٠٢)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٨٩) كلاهما من حديث عيسى بن حفص به، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصرًا ومجملًا.

عن عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبتُ ابن عمر في طريق مكة، قال: فصلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أَقبل وأَقبلنا معه حتى جاء رحلَه (أي منزلَه) وجلس وجلسنا معه. فحانت منه التِفاتةٌ نحوَ حيث صلَّى. فرأى ناسًا قيامًا. فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يُسبِّحون. قال: لو كنتُ مسبِّحًا لأتممتُ صلاتي. يا ابن أخي! إني صَحِبتُ رسول الله ﷺ في السفر. فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله، وصَحِبتُ أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله، وصَحِبتُ عمر فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله. ثم صَحِبتُ عثمان فلم يزد على ركعتين حتَّى قبضه الله. وقد قال الله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [سورة الأحزاب: ٢١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يوضح فيه سنة النبي ﷺ وأصحابه في قصر الصلاة في السفر، وينكر على من يخالف ذلك. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● صحبتُ ابن عمر: رافقته وكنت معه في السفر.
● فصلَّى لنا الظهر ركعتين: أي صلى صلاة الظهر قصرًا فأداها ركعتين بدل أربع.
● رحلَه: مكان نزوله وإقامته في السفر، مثل الخيمة أو المكان الذي أعد للنوم والراحة.
● حانت منه التفاتة: نظر نظرة خفيفة أو التفت بسرعة.
● يُسبِّحون: هنا يقصد أنهم يصلون النوافل أو يتنفلون بعد الفريضة.
● لو كنت مسبحًا لأتممت صلاتي: أي لو كنت أريد أن أتنفل أو أزيد في الصلاة، لاستكثرت من الفريجة فأتممتها أربعًا بدل قصرها.
● لم يزد على ركعتين: لم يصل أكثر من ركعتين في الفريضة أثناء السفر، أي كان يقصر الصلاة.
● أسوة حسنة: قدوة ومثال طيب يُقتدى به.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي الراوي أنه كان يصحب عبد الله بن عمر في طريق مكة، فصلى بهم الظهر ركعتين (أي قصر الصلاة)، ثم ذهبوا إلى مكان راحته، فلما التفت رأى قومًا يصلون بعد الفريضة (نوافل)، فاستنكر فعلهم وقال: لو كنت أريد التنفل والزيادة في الصلاة، لاستكثرت من الفريضة نفسها فأتممتها أربعًا ولم أقصرها. ثم بين ابن عمر أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقصرون الصلاة في السفر ولم يزيدوا عليها، واستدل بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، أي أن الاقتداء برسول الله أولى من الابتداع في الدين.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


● مشروعية قصر الصلاة في السفر: وهو رخصة من الله تعالى، والسنة أن تقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين.
● الاقتداء بالنبي ﷺ والخلفاء الراشدين: فهم القدوة في كل شيء، ولا يجوز مخالفتهم في السنن الثابتة.
● ذم الابتداع في الدين: وأنه لا ينبغي للمسلم أن يزيد في العبادة على ما شرعه الله ورسوله، ولو كان ظاهره الخير.
● الفهم الصحيح للعبادة: فابن عمر رضي الله عنه بين أن من أراد زيادة الخير فليستكثر من الفريضة نفسها بإتمامها، لا أن يترك السنة ويأتي ببدعة.
● الأخذ بالرخصة: فلا ينبغي للمسلم أن يشق على نفسه ويترك الرخصة الشرعية، بل يأخذ بها اقتداءً بالنبي ﷺ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم قصر الصلاة في السفر: هو سنة مؤكدة عن رسول الله ﷺ، وهو من رخص السفر التي جاءت بها الشريعة.
● الفرق بين القصر والجمع: القصر هو تخفيف عدد الركعات، أما الجمع فهو جمع صلاتين في وقت إحداهما.
● هل يقصر المسافر إذا صلى خلف مقيم؟: الجمهور على أنه يقصر وإن صلى خلف مقيم، لكن الأفضل له أن يتم إذا صلى خلف إمام يتم.
● النهي عن التنفل بعد الفريضة في أوقات النهي: لكن الحديث هنا لا يتناول النوافل المطلقة، بل ينكر على من يترك السنة (القصر) ويأتي بزيادة لم تشرع.

فهذا الحديث يدعو إلى التمسك بالسنة، وذم البدعة، والاقتداء برسول الله ﷺ وأصحابه، وهو منهج أهل السنة والجماعة في فهم الدين وتطبيقه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١٠٢)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٨٩) كلاهما من حديث عيسى بن حفص به، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصرًا ومجملًا.
ورويا أيضًا من حديث عمر بن محمد، عن حفص بن عاصم قال: مرضتُ مرضًا. فجاء ابن عمر يعودُني. قال: وسأله عن السُبحة في السفر فقال: صَحِبتُ رسول الله ﷺ فما رأيتُه يُسَبِّح، ولو كنتُ مسبحًا لأتممت. وقد قال الله تعالى: واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصرًا.
وعمر بن محمد هو: ابن زيد بن عبد الله بن عمر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1104 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

  • 📜 حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب