حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ المنابر في المساجد للخطب

عن سهل بن سعد الساعدي، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبةٍ ذات فُرضَتين، قال: أُراها من دَومٍ، وكانت في مُصلَّاه، فكان يتَّكئ إليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله! إنَّ الناسَ قد كثروا، فلو اتَّخذتَ شيئًا تقوم عليه إذا خطبتَ، يراك الناسُ؟ فقال: ما شئتم، قال سهلٌ: ولم يكن بالمدينة إلَّا نجَّارٌ واحدٌ، فذهبتُ أنا وذاك النجار إلى الخافقين، فقطعنا هذا المنبر من أثلةٍ، قال: فقام عليه النبي ﷺ، فحنَّت الخشبة، فقال النبي ﷺ: «ألا تَعجبون لحنين هذه الخشبة!؟» فأقبل الناسُ، وفرِقوا من حنينها حتَّى كثُر بكاؤهم، فنزل النبي ﷺ حتَّى أتاها فوضع يده عليها فسكنت، فأمر النبي ﷺ بها فدُفِنت تحت مِنبره، أو جُعِلت في السقف.

حسن: رواه ابن سعد في «الطبقات» (١/ ٢٥٠)، والبيهقي في «الدلائل» (٢/ ٥٥٩) عن أبي بكر ابن أبي أُويس، حدَّثني سليمان بن بِلالٍ، عن سعد بن سعيد بن قيسٍ، عن عبَّاس بن سهل بن سعد، عن أبيه، فذكره.

عن سهل بن سعد الساعدي، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبةٍ ذات فُرضَتين، قال: أُراها من دَومٍ، وكانت في مُصلَّاه، فكان يتَّكئ إليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله! إنَّ الناسَ قد كثروا، فلو اتَّخذتَ شيئًا تقوم عليه إذا خطبتَ، يراك الناسُ؟ فقال: ما شئتم، قال سهلٌ: ولم يكن بالمدينة إلَّا نجَّارٌ واحدٌ، فذهبتُ أنا وذاك النجار إلى الخافقين، فقطعنا هذا المنبر من أثلةٍ، قال: فقام عليه النبي ﷺ، فحنَّت الخشبة، فقال النبي ﷺ: «ألا تَعجبون لحنين هذه الخشبة!؟» فأقبل الناسُ، وفرِقوا من حنينها حتَّى كثُر بكاؤهم، فنزل النبي ﷺ حتَّى أتاها فوضع يده عليها فسكنت، فأمر النبي ﷺ بها فدُفِنت تحت مِنبره، أو جُعِلت في السقف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● خشبة ذات فُرضَتين: أي عمودًا أو سارية من الخشب لها شعبتان أو فرعان، يتكئ عليهما.
● من دَومٍ: الدوم هو نوع من الشجر المعروف بقوته ومتانته، يشبه النخل لكنه لا يُثمر.
● في مُصلَّاه: في مكان صلاته أي المسجد النبوي.
● الخافقين: جهتي الشرق والغرب، والمقصود هنا أنه ذهب إلى مكان بعيد.
● أثلة: نوع من الشجر الطويل الذي يصنع منه الأخشاب الجيدة.
● حنَّت الخشبة: أي صوتت وصدر منها صوت يشبه الأنين أو البكاء.
● فرِقوا: خافوا وذُعروا.

2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم في بداية أمره في المدينة يخطب يوم الجمعة متكئًا على جذع نخلة أو خشبة (من شجر الدوم) في المسجد النبوي. فلما كثر عدد المسلمين وصاروا لا يرونه جيدًا أثناء الخطبة، اقترح عليه أصحابه أن يصنعوا له منبرًا يرتفع عليه حتى يراه الجميع. فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
فذهب سهل بن سعد رضي الله عنه مع النجار الوحيد في المدينة آنذاك، وجلبوا خشبة من شجر الأثلة في مكان بعيد، وصنعوا منها منبرًا له ثلاث درجات (كما في روايات أخرى). فلما صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر لأول مرة وخطب عليه، سمع الصحابة صوت أنين coming من الجذع الذي كان يتكئ عليه سابقًا؛ لأنه افتقد النبي صلى الله عليه وسلم. فتعجب الناس من ذلك وخافوا، حتى بكى بعضهم. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده الشريفة على الجذع فسكن، ثم أمر إما بدفنه تحت المنبر أو وضعه في سقف المسجد.

3. الدروس المستفادة منه:


● معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أيده الله بها، حيث أنَّت الخشبة حنينًا إليه، وهذا دليل على صدق نبوته، وأن الله تعالى قد أجرى على يديه الخوارق.
● محبة النبي صلى الله عليه وسلم: حتى الجمادات تحن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتشتاق إليه، فكيف بالبشر؟ وهذا يذكرنا بواجب محبته صلى الله عليه وسلم وتقديمه على كل شيء.
● التواضع: موافقة النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الصحابة دليل على تواضعه وحسن خلقه، مع أنه رسول الله.
● الإيمان بالغيب: هذا الحديث يذكرنا بقدرة الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم، ويجعل الجمادات تتكلم وتتحرك بإذنه.
● التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: ينبغي للمسلمين أن يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في خطبهم وصلاتهم، وألا يتجاوزوا هديه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بفضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته.
- المنبر النبوي بقي في المسجد النبوي حتى احترق في الحريق الذي حدث في المسجد النبوي سنة 654 هـ، ثم جُدِّد بعد ذلك.
- يستحب للخطيب أن يخطب على منبر مرتفع؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد في «الطبقات» (١/ ٢٥٠)، والبيهقي في «الدلائل» (٢/ ٥٥٩) عن أبي بكر ابن أبي أُويس، حدَّثني سليمان بن بِلالٍ، عن سعد بن سعيد بن قيسٍ، عن عبَّاس بن سهل بن سعد، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسنٌ؛ من أجل سعد بن سعيد بن قيس، فإنَّه صدوق سيِّء الحفظ، لكن تابعه عُمارة ابن غزية، عن عبَّاس بن سهل، أخرجه الطحاوي في «المشكل» (٤١٩٦) من طريق ابن لهيعة،
حدَّثني عُمارة بن غَزيَّة به ولكن قوله: «فدُفِنت تحت مِنبره، أو جُعِلت في السقف» فيه نكارة؛ والصحيح ما سيأتي في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
قوله: «فذهبت أنا وذلك النجار إلى الخافقين». الخافقان: أُفقا المشرق والمغرب؛ لأنَّ الليل والنهار يخفقان فيهما.
وقوله: «فقطعنا هذا المنبر من أَثَلَةٍ». الأَثَلَة: واحدة الأَثلِ، وهو شجرٌ من الطَّرفاء، والجمعُ: أَثلاتٌ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يتكئ على خشبة في خطبة الجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب