الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

عن جابر بن عبد الله، قال: كان جِذعٌ يقوم إليه النبيُّ ﷺ، فلمَّا وُضِع له المنبرُ سمِعنا للجِذع مثلَ أصواتِ العِشار، حتَّى نزلَ النبيُّ ﷺ فوضعَ يدَه عليه.

صحيح: رواه البخاري في الجمعة (٩١٨) عن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: أخبرني ابن أنس، أنَّه سمع جابرًا، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من معجزات النبي ﷺ التي أيده الله بها، وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له:

الحديث:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كَانَ جِذْعٌ يَقُومُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمَّا وُضِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ سَمِعْنَا لِلْجِذْعِ مِثْلَ أَصْوَاتِ الْعِشَارِ، حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ".

1. شرح المفردات:

● جِذع: هو عمود من خشب النخل كان النبي ﷺ يخطب عليه قبل صنع المنبر.
● يقوم إليه: أي يعتمد عليه أو يخطب عنده.
● المنبر: هو المكان المرتفع الذي صنع للنبي ﷺ ليراه الناس أثناء الخطبة.
● أصوات العشار: العشار هي النوق الحوامل التي اكتمل حملها (عشراء)، وأصواتها تشبه الأنين أو الحنين بسبب شدة حملها.
● فوضع يده عليه: أي مسح النبي ﷺ بيده الشريفة على الجذع ليهدئه.

2. شرح الحديث:

كان النبي ﷺ في مسجده الشريف يخطب على جذع نخلة، لأنه لم يكن هناك منبر. فلما صنع له الصحابة منبرًا من خشب وارتقى عليه للخطبة، حنَّ الجذع حنينًا شديدًا كحنين الناقة الحامل التي تفتقد ولدها، حتى سمع الصحابة صوتًا يشبه أنين الإبل. فلم يهدأ الجذع حتى نزل النبي ﷺ من على المنبر ووضع يده الشريفة عليه فسكن.

3. الدروس المستفادة منه:

● إثبات معجزة للنبي ﷺ: هذه الحادثة من معجزاته ﷺ التي أيده الله بها، حيث أنطق الله الجماد فحنَّ إلى النبي ﷺ، مما يدل على صدق نبوته.
● محبة النبي ﷺ: حتى الجماد يحنُّ إلى قرب النبي ﷺ ويفتقد وجوده، فكيف بقلوب المؤمنين التي يجب أن تكون أشد حبًّا له.
● بركة الصحبة: الجذع حنَّ لأنه كان ملاصقًا للنبي ﷺ أثناء خطبته، مما يدل على بركة القرب منه ﷺ.
● التواضع والرحمة: نزول النبي ﷺ من على المنبر ومسحه على الجذع يدل على تواضعه ورحمته حتى بالجماد.
● الإيمان بقدرة الله: الله قادر على كل شيء، حتى إحياء الجماد وإلهامه المشاعر.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث المتواترة المعروفة.
- استمر الجذع في مكانه في المسجد النبوي فترة ثم اختفى، وقيل إنه دفن تحت المنبر أو أُبعد.
- هذه المعجزة تشبه معجزة انشقاق القمر وحنين الجذع، كلها أدلة على نبوة محمد ﷺ.
- يستحب للمسلم أن يزيد من محبته للنبي ﷺ ويقتدي بأخلاقه، خاصة التواضع والرحمة.
أسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩١٨) عن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني يحيى بن سعيد، قال: أخبرني ابن أنس، أنَّه سمع جابرًا، فذكره.
وخرَّج الحديثَ في المناقب (٣٥٨٥) من طريق سليمان بن بلالٍ، عن يحيى بن سعيد به.
ولفظه: «كان المسجد مسقوفًا على جذوعٍ من نخلٍ، فكان النبيُّ ﷺ إذا خطبَ يقومُ إلى جذعٍ منها، فلمَّا صُنِعَ له المنبر، فكان عليه، فسمعنًا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار، حتَّى جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها، فسكَنَت».
قوله: «مثل أصوات العشار»: العِشار: بالكسرِ، جمع عُشَراء، كفقهاء، وهي الناقة التي أتي عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهرٍ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 79 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

📜 حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الجذع يحن إلى النبي حتى وضع يده عليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية