حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع آداب يوم الجمعة ِ

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «يحضر الجمعة ثلاثةُ نفرٍ: رجلٌ حضرها يلغو، وهو حظُّه منها، ورجلٌ حضرها يدعو، فهو رجلٌ دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصاتٍ وسكوتٍ، ولم يتخطَّ رقبةَ مسلمٍ، ولم يُؤذِ أحدًا، فهي كفَّارةٌ إلى الجمعةِ التي تليها، وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ؛ وذلك بأنَّ الله عز وجل يقول: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام ١٦٠].

حسن: رواه أبو داود (١١١٣) من طريق يزيد، عن حبيبٍ المعلِّم، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «يحضر الجمعة ثلاثةُ نفرٍ: رجلٌ حضرها يلغو، وهو حظُّه منها، ورجلٌ حضرها يدعو، فهو رجلٌ دعا الله ﷿ إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصاتٍ وسكوتٍ، ولم يتخطَّ رقبةَ مسلمٍ، ولم يُؤذِ أحدًا، فهي كفَّارةٌ إلى الجمعةِ التي تليها، وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ؛ وذلك بأنَّ الله ﷿ يقول: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام ١٦٠].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفضله وكرمه.
الحديث الشريف: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ: رَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو، وَهُوَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَدْعُو، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا اللَّهَ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ؛ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: 160]».
رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.


شرح الحديث:
يصنف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حال من يحضر صلاة الجمعة إلى ثلاثة أصناف، لكل صنف جزاؤه بحسب نيته وفعله.

# 1. شرح المفردات:


● يَلْغُو: يشتغل بالكلام الباطل الذي لا فائدة فيه، أو يشغل نفسه بما لا يعنيه أثناء الخطبة.
● حَظُّهُ: نصيبه وجزاؤه.
● يَدْعُو: يرفع يديه بالدعاء أثناء الخطبة أو في أوقات أخرى غير أوقات الاستجابة في الصلاة.
● بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ: أي يصغي للخطيب ويستمع لها باهتمام، ولا يتكلم.
● لَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ: أي لم يتعد على الناس ويجتازهم ليتقدم إلى الصفوف الأولى بإيذاءٍ أو مضايقة، بل يجلس حيث ينتهي به المجلس.
● لَمْ يُؤْذِ أَحَدًا: لم يؤذِ أحداً بأي نوع من الأذى، كالازدحام المؤذي، أو رفع الصوت، أو إزعاج الآخرين.
● كَفَّارَةٌ: تكفر ذنوبه الصغائر.
● إِلَى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا: أي أن أجرها وثوابها يستمر في تكفير الذنوب طوال الأسبوع حتى الجمعة التالية.
● وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ: زيادة على تكفير أسبوع كامل.

# 2. شرح الحديث:


يقسم النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين لصلاة الجمعة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الحاضر الذي يلغو
هو الذي يحضر الجسد ولكن قلبه ولسانه مشغولان بما لا فائدة منه. قد يتحدث مع جاره، أو يلعب بشيء في يده، أو يفكر في أمور الدنيا أثناء الخطبة، فلا ينصت للذكرى. فحظه من هذه الجمعة هو مجرد حضور الصلاة فقط دون أجر الاستفادة أو الإنصات، بل قد يأثم بإضاعته لحق الخطبة والإنصات.
القسم الثاني: الحاضر الذي يدعو
هو الذي ينشغل بالدعاء أثناء الخطبة، طالباً من الله حاجاته. وهذا أفضل من الأول، لأنه مشتغل بطاعة، ولكنّه أضاع فريضة الاستماع للخطبة والإنصات لها، والتي هي واجبة. لذلك، جزاؤه مرتبط بمشيئة الله؛ إن شاء استجاب له دعاءه وأعطاه ما سأل، وإن شاء منعه لحكمة يعلمها سبحانه. وفيه إشارة إلى أن وقت الخطبة ليس وقتاً مخصصاً للدعاء، بل للإنصات.
القسم الثالث: الحاضر المنصت المتأدب
هو الذي يؤدي حق الجمعة كاملاً:
● ينصت للخطيب ويستمع باهتمام.
● لا يتكلم أثناء الخطبة.
● لا يؤذي أحداً من المصلين، لا بجسده ولا بلسانه.
● لا يتخطى رقاب الناس ويتعدى عليهم للوصول إلى الصفوف الأمامية، بل يجلس حيث يوجد مكان دون إيذاء.
فهذا يحصل على الأجر العظيم، وهو تكفير ذنوبه لمدة عشرة أيام: من الجمعة إلى الجمعة التي تليها (7 أيام) وزيادة ثلاثة أيام (3 أيام)، فيصبح المجموع عشرة أيام.
والحكمة في ذلك: أن الله تعالى يضاعف الحسنة بعشر أمثالها، كما ذكر في الآية الكريمة. فالحسنة (وهي حضور الجمعة بهذه الآداب) تُجزَى بعشر أمثالها، فتكون كفارة للذنوب لمدة عشرة أيام.

# 3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب الإنصات للخطبة: الحديث يدل على وجوب الإنصات لخطبة الجمعة وتحريم الكلام خلالها، لأن من تكلم فقد "لغا" وأضاع الأجر.
2- آداب حضور الجمعة: على المسلم أن يتأدب في حضوره، فيجلس حيث ينتهي به المجلس دون إيذاء لأحد، ويحافظ على هدوء المسجد.
3- تفاضل الأعمال عند الله: الأعمال واحدة (حضور الجمعة) ولكنها تتفاضل عند الله تعالى بحسب ما يق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١١٣) من طريق يزيد، عن حبيبٍ المعلِّم، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسنٌ، من أجل عمرو بن شعيب، عن أبيه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فهما صدوقان. وصحَّحه ابن خزيمة (١٨١٣) فأخرجه من طريق حبيب المعلِّم به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

  • 📜 حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو ورجل يدعو ورجل بإنصات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب