حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ المنابر في المساجد للخطب

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأةٌ من الأنصار أو رجلٌ: يا رسولَ الله! ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: «إن شئتم». فجعلوا له منبرًا، فلمَّا كان يوم الجمعةِ دُفِع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياحَ الصبي، ثمَّ نزلَ النبيُّ ﷺ فضمَّه إليه، يئنُّ أنينَ الصبيِّ الذي يُسكَّن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.

صحيحٌ: رواه البخاري في المناقب (٣٥٨٤) عن أبي نعيم، ثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأةٌ من الأنصار أو رجلٌ: يا رسولَ الله! ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: «إن شئتم». فجعلوا له منبرًا، فلمَّا كان يوم الجمعةِ دُفِع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياحَ الصبي، ثمَّ نزلَ النبيُّ ﷺ فضمَّه إليه، يئنُّ أنينَ الصبيِّ الذي يُسكَّن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، والذي يظهر معجزة من معجزات النبي ﷺ، ويبرز محبة الجماد له ﷺ.

الحديث بلفظ أوضح:


عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة (أي: كان يقف بجواره ويستند إليه أثناء الخطبة). فقالت له امرأة من الأنصار (وقيل رجل): "يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا تقف عليه؟" فقال النبي ﷺ: "إن شئتم". فصنعوا له منبرًا من خشب.
فلما جاء يوم الجمعة التالي، واقترب النبي ﷺ ليرتقِي المنبر الجديد، سُمِعَ للجذع (جذع النخلة الذي كان يخطب إليه) صوتٌ عالٍ يشبه بكاء الطفل الشديد. فنزل النبي ﷺ من على المنبر وضم الجذع إليه حتى هدأ وسكن، مثلما يُسكّن الأب طفله الذي يبكي. ثم علل النبي ﷺ هذا البكاء بقوله: "كانت (أي النخلة) تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها".


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* يقوم إلى شجرة أو نخلة: أي يقف بجانب جذع نخلة ليتكئ عليه أثناء خطبة الجمعة، إذ لم يكن هناك منبر في بداية الأمر.
* منبرًا: مكان مرتفع يصعد عليه الخطيب ليراه الناس ويسمعوا صوته.
* صَاحَتِ النخلةُ صِيَاحَ الصَّبِيّ: أصدر الجذع صوتًا عاليًا يشبه بكاء الطفل بشدة وحنين.
* يَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ: يخرج منه صوت الأنين والحنين، وهو صوت البكاء مع الشوق والألم.
* يُسَكَّن: يُهدَّأ ويُطمئن.
* الذِّكْر: هنا يشمل كل ما كان يقال عندها من القرآن الكريم، والخطب، والدعاء، والصلاة على النبي ﷺ.

# 2. شرح الحديث:


يصور هذا الحديث المشهد العجيب بحق، حيث تحنّ الجمادات لرسول الله ﷺ وتشتاق إليه. فالنخلة التي كانت تستمع لذكر الله وكلام رسوله ﷺ كل جمعة، لم تستطع تحمل فراقه عندما انتقل إلى المنبر الجديد. فظهرت منها هذه المعجزة التي يسمعها كل الحاضرين، حيث أنَّت وأنّت كما يئن الطفل الحزين.
فلم يتركها النبي ﷺ في حزنها، بل نزل من على المنبر وضمها إليه ضمة الأب الرحيم لولده، حتى هدأت وسكنت. لقد عاملها ﷺ بما يليق بحالها من الشعور والحنين، مما يدل على رقته وشفقته العظيمة، حتى على الجماد.
ثم بين ﷺ سبب هذا البكاء، وهو شوقها إلى ما كانت تسمعه من ذكر الله وتعاليم الإسلام بجوارها.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


* معجزة ظاهرة: هذه الحادثة من أعظم معجزات النبي ﷺ التي أجراها الله على يديه تأييدًا لنبوته، وإظهارًا لصدقه. فهي دليل على أن الله تعالى قادر على إحياء الجماد وإعطائه الإحساس والشعور.
* محبة النبي ﷺ: الحديث يغرس في قلب المسلم محبة عظيمة لرسول الله ﷺ، فإذا كان الجماد يحن إليه هذا الحنين، فحق للمؤمن أن يكون أشوق إليه وأكثر حبًا له.
* فضل ذكر الله: سبب حنين النخلة هو "ما كانت تسمع من الذكر". وهذا أعظم حافز للمسلم ليلازم ذكر الله تعالى في كل وقت، فإن للذكر تأثيرًا عظيمًا حتى على الجماد.
* الرحمة والشفقة: استجابة النبي ﷺ لبكاء الجذع وضمه له درس عظيم في الرحمة والرقة والشفقة، وهي من أبرز أخلاقه ﷺ.
* التواضع: لم يطلب النبي ﷺ لنفسه منبرًا، بل قبل ذلك عندما اقترحه عليه الصحابة، مما يدل على تواضعه الجم ﷺ.

# 4. معلومات إضافية:


* مصير الجذع: ذكر العديد من المؤرخين أن هذا الجذع (يُعرف بـ "الحَنَانَة") قد حفظه الخلفاء من بعد النبي ﷺ، وكان عند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ثم جُعل في مكان آخر، ويقال إنه بقي زمنًا طويلاً.
* إيمان بالغيب: هذه القصة تذكر المسلم بقدرة الله المطلقة، وأن الإيمان بالغيب يشمل الإيمان بأن الله قد يظهر لنا من آياته وعجائب قدرته ما يعلمنا به.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وأن نكون من الذاكرين الله كثيرًا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٨٤) عن أبي نعيم، ثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: سمعتُ جابر بن عبد الله، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

  • 📜 حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النخلة تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب