حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفة خطبة النبي ﷺ، وما يُقال على المنبر

عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا، فَنَادَي ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ؟ «قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ، فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَايَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَبْصَرَ الْعَدُوَّ، فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَهُمْ، وَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أُتِيتُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ! أُتِيتُمْ» ثَلَاثَ مِرَارٍ.

حسنٌ: رواه أحمد (٢٢٩٤٨) عن أبي نعيم، حدثنا بشير، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا، فَنَادَي ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ؟ «قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ، فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَايَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَبْصَرَ الْعَدُوَّ، فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَهُمْ، وَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أُتِيتُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ! أُتِيتُمْ» ثَلَاثَ مِرَارٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه دور الرسالة التي جاء بها، ويبين مكانته صلى الله عليه وسلم في إنذار الأمة من المخاطر التي تهددها في الدنيا والآخرة. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا وفق ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: خرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، فنادى ثلاث مرار، فقال: «يا أيها الناس! تدرون ما مثلي ومثلكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوًا يأتيهم، فبعثوا رجلاً يترايا لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو، فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس! أُتيتم، أيها الناس! أُتيتم» ثلاث مرار.

1. شرح المفردات:


● يترايا: من الترايا، أي يتطلع وينظر من مكان مرتفع ليرى ما وراءه، كالمراقب أو الحارس.
● أبصر العدو: رأى العدو مقبلاً.
● أقبل لينذرهم: أسرع ليحذرهم من الخطر.
● خشي أن يدركه العدو: خاف أن يلحقه العدو قبل أن يبلغ التحذير.
● أهوى بثوبه: أشار بثوبه أو لوح به ليجذب الانتباه، وهو إشارة إلى الاستعجال والتحذير الشديد.

2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً يوضح به دوره كرسول ومهمته في إنذار الناس من خطر عظيم، وهو خطر الكفر والضلال وعذاب الآخرة.
فالمثل يتحدث عن قوم يخافون هجوم عدو عليهم، فبعثوا رجلاً إلى مكان مرتفع ليراقب ويستطلع قدوم العدو. فلما رأى هذا الرجل العدو مقبلاً، أسرع إلى قومه لينذرهم، ولكنه خاف أن يلحقه العدو قبل أن يبلغهم التحذير، فبدأ يلوح بثوبه ويصرخ: "أيها الناس! أُتيتم" أي: "جاءكم العدو، احذروا!"، وهو يكرر ذلك ثلاث مرات للتأكيد على شدة الخطر واستعجال الإنذار.
وفي هذا المثل:
● القوم: هم الأمة البشرية، وهم معرضون لخطر عظيم هو الكفر والشرك وعذاب الله.
● العدو: هو الشيطان وأعوانه، أو الكفر والضلال، أو عذاب الله في الآخرة.
● الرجل المراقب: هو النبي صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله ليراقب أحوال الناس وينذرهم من خطر الكفر والمعاصي.
● الإنذار: هو تحذير النبي صلى الله عليه وسلم للناس من عذاب الله وسخطه، ودعوتهم إلى الإيمان والتقوى.
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو ذلك المنذر الذي يخاف على أمته من عذاب الله، ويبذل جهده لتحذيرهم، ويستعجل في ذلك لأنه يعلم أن الخطر قريب، وأن الوقت قصير.

3. الدروس المستفادة من الحديث:


● عظم دور النبي صلى الله عليه وسلم: فهو المنذر والبشير، الذي جاء لإنقاذ الناس من الضلال والهلاك.
● شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: فقد كان حريصًا على هدايتهم، ومتحرقًا على إنقاذهم، كما يتحرق ذلك الرجل في المثل لإنقاذ قومه.
● الخطر الحقيقي الذي يهدد الإنسان: ليس هو خطرًا دنيويًا فقط، بل هو خطر الكفر والمعصية وعذاب الآخرة، وهو أخطر من أي عدو دنيوي.
● ضرورة الاستجابة للإنذار: فكما أن القوم في المثل مطالبون بالاستجابة لإنذار الرجل والاستعداد للعدو، فكذلك الناس مطالبون بالاستجابة لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان والعمل الصالح.
● التكرار في الإنذار: تكرار النبي صلى الله عليه وسلم للإنذار ثلاث مرات يدل على شدة الخطر وأهمية التحذير، ويوجب على المسلم أن ينتبه ويأخذ الأمر بجدية.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم يسمى "مثل الترايا"، وهو من الأمثلة النبوية التي توضح الحقائق بالإيضاح الحسي.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر دائمًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وأن الواجب عليه هو الاستجابة لهذا الإنذار بالالتزام بالإسلام وتجنب ما حذر منه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستجيبين لنداء النبي صلى الله عليه وسلم، المهتدين بهديه، السالمين من عذابه وغضبه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٩٤٨) عن أبي نعيم، حدثنا بشير، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشير وهو ابن المهاجر الغنوي الكوفي من رجال مسلم إلا أنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه، فقد قال الأثرم عن أحمد: منكر الحديث،
قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب، ولكن وثقه ابن معين. وقال النسائي: لا بأس به.
وروي عن ابن إسحاق، أنَّه قال: وكانت أوَّل خطبة خطبها رسول الله ﷺ فيما بلغني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن -ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل -أنَّه قام فيهم خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثمَّ قال: «أمَّا بعد، أيها الناس! فقدِّموا لأنفسكم تعلمُنَّ والله ليصعقنَّ أحدكم، ثمَّ ليدعنَّ غنمَه ليس لها راع، ثمَّ ليقولنَّ له ربُّه وليس له ترجمان، ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي، فبلَّغك، وآتيتك مالًا، وأفضلتُ عليك؟ فما قدَّمت لنفسك؟ فلينظرنَّ يمينًا وشمالًا فلا يرى شيئًا، ثمَّ لينظرنَّ قُدَّامه فلا يرى غير جهنَّم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشقِّ تمرةٍ فليفعلْ، ومن لم يجد، فبكلمة طيِّبة، فإنَّ بها تُجزى الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وابن إسحاق رأى أبا سلمة بن عبد الرحمن، ولم يرو عنه؛ ولذا رواه بلاغًا، وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يدرك النبي ﷺ.
الحديث ذكره ابن هشام في «السيرة النبوية» (١/ ٥٠٠، ٥٠١). ثمَّ قال ابن إسحاق: ثمَّ خطب رسول الله ﷺ مرة أخرى، فقال: «إنَّ الحمد لله، أحمده، وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، إنَّ أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زيَّنه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، فاختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنَّه أحسن الحديث، وأبلغه، أحبُّوا ما أحبَّ الله، أحبُّوا الله من كل قلوبكم، ولا تملُّوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم، فإنَّه من كلِّ ما يخلق الله يختار ويصطفي، قد سمَّاه الله خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، واتَّقوه حقَّ تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن يُنكث عهده، والسلام عليكم».
وفي الباب ما روي عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنه كان يخطب يوم الجمعة قائما، ثم يقعد، ثم يقوم فيخطب.
رواه أحمد (٢٣٢٢) والبزار «كشف الأستار» (٦٤٠) وأبو يعلى (٢٦٢٠) والطبراني في الكبير (١٢٠٩٠) كلهم من طريق الحجاج، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.
والحجاج هو: ابن أرطاة مدلس، كان يدلس عن الضعفاء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

  • 📜 حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب