قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

عن ابن عباس أنَّ النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ [السجدة: ١ - ٢]. و﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان: ١]. وأنَّ النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الجمعةِ سورة الجمعة والمنافقين.

صحيحٌ: رواه مسلم في الجمعة (٨٧٩) من طرق عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يوضح لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاتي الفجر والجمعة يوم الجمعة، وهو من الأحاديث التي تبين سنته في الصلاة، وفيما يلي شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:

● يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: أي في الركعتين المفروضتين من صلاة فجر يوم الجمعة.
● ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾: وهي سورة السجدة، وتبدأ بأحرف مقطعة ثم قوله تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}.
● ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾: وهي سورة الإنسان، وتسمى أيضًا سورة الدهر.
● في صلاة الجمعة: أي في ركعتي صلاة الجمعة المفروضة.
● سورة الجمعة والمنافقين: أي يقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقون.

ثانيًا. شرح الحديث:

هذا الحديث يبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاتين من الصلوات المفروضة يوم الجمعة:
1- في صلاة الفجر يوم الجمعة:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى سورة السجدة، وفي الركعة الثانية سورة الإنسان.
- وسبب ذلك - كما ذكر العلماء - أن هاتين السورتين تحتويان على ذكر خلق آدم وذكر يوم القيامة، وذلك لأن يوم الجمعة هو اليوم الذي خلق فيه آدم وفيه تقوم الساعة، فكأنه يذكر المصلي بأصل خلقه وبالمصير إلى الله تعالى.
2- في صلاة الجمعة نفسها:
- كان يقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقون.
- وسورة الجمعة تحث على المسارعة إلى ذكر الله وترك البيع وقت النداء للصلاة، وتذكير المؤمنين بفضل الله عليهم.
- وسورة المنافقون تذكر بصفات المنافقين وتحذر من سلوكهم، وتدعو إلى الاستغفار والتوبة.

ثالثًا. الدروس المستفادة منه:

1- استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجر الجمعة: وهذا سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب للإمام أن يفعله تيمنًا بسنته.
2- التذكير بيوم الخلق ويوم القيامة: وذلك لأن يوم الجمعة هو يوم مبارك، وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة، فتذكير المؤمن بهذا يزيده إيمانًا ويقينًا.
3- الاهتمام بموضوعات السور المناسبة للمناسبات: ففي صلاة الجمعة، ناسب أن يقرأ سورتي الجمعة والمنافقون؛ لأمرهما باجتماع الناس وتحذيرهم من النفاق.
4- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: فيستحب للمصلي أن يحرص على الاقتداء بهدي النبي في الصلاة، سواء في القراءة أو غيرها.
5- تنويع القراءة في الصلوات: لتعليم الناس وعدم مللهم، ولتضمن المعاني المختلفة التي تفيد المؤمن.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجر الجمعة: سنة مؤكدة، ولو لم يقرأهما فلا حرج، لكن الأفضل المحافظة على ذلك.
● السجود في سورة السجدة: إذا قرأ الإمام أو المنفرد سورة السجدة في الصلاة، فإنه يسجد لله تعالى في موضع السجدة، وهذا سجود تلاوة.
● هل يشرع للإمام الجهر بالقراءة في صلاة الفجر والجمعة؟: نعم، وذلك لأنها من الصلوات الجهرية.
● فوائد أخرى: في قراءة هذه السور تذكير بالآخرة، وتحذير من الغفلة، وتنبيه إلى أهمية الاجتماع على الطاعة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمحافظين على الصلوات، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٧٩) من طرق عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
ورُوي مثله من حديث ابن مسعود، ولا يصحُّ. رواه الطبراني في الأوسط (٩٥٨ - مجمع البحرين). وفيه شيخ الطبراني محمد بن بشر بن يوسف الأموي الدمشقي، لم أقف على توثيق فيه ولا جرح، وفيه أيضًا الوليد بن مسلم، وهو مشهور بتدليس التسوية، ولم يُصرِّح في جميع الإسناد، وأبو إسحاق السبيعي أيضًا مدلِّس، وقد عنعن. والله أعلم.
وأمَّا ما رواه البيهقي في «السنن الكبرى» (٣/ ٢٠١) من طريق سعيد بن سماك بن حربٍ، حدَّثني أبي، لا أعلمه إلَّا عن جابر بن سمرةَ قال: كان رسول الله ﷺ يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين. فهو ضعيفٌ جدًّا؛ فإنَّ سعيد بن سماك متروك الحديثِ، وأبوه سماك بن حرب صدوقٌ تغيَّر بآخره، وكان يتلقَّن. انظر للمزيد «المنة الكبرى» (٢/ ٢٢٥).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

📜 حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية