حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النزول من المنبر لأمر يحدث

عن بُريدة بن الحُصَيِّب قال: خطبنا رسول الله ﷺ فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعِد بهما المنبرَ، ثمَّ قال: «صدقَ الله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ رأيتُ هذين فلم أصبر». ثمَّ أخذ في الخطبة.

حسن: رواه أبو داود (١١٠٩) والترمذي (٣٧٧٤) والنسائي (١٤١٣) وابن ماجه (٣٦٠٠) من طرق عن حسين بن واقد، أخبرني عبد الله بن بُريدة، قال: سمعتُ أبي يقول، فذكره.

عن بُريدة بن الحُصَيِّب قال: خطبنا رسول الله ﷺ فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعِد بهما المنبرَ، ثمَّ قال: «صدقَ الله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ رأيتُ هذين فلم أصبر». ثمَّ أخذ في الخطبة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام الترمذي في سننه، وهو حسن، وهو من الأحاديث التي تُظهر مدى حب النبي ﷺ لحفيديه وشفقته عليهما، وفيما يلي شرحه مفصلاً:

1. شرح المفردات:


● بُريدة بن الحُصَيب: صحابي جليل، راوي الحديث.
● يعثران: يمشيان متعثرين في مشيتهما لصغرهما.
● يقومان: يقعان ويقومان مرة أخرى.
● فصعِد بهما المنبر: حملهما معه وصعد بهما إلى مكان الخطبة.
● فِتْنَة: اختبار وامتحان من الله تعالى للعبد.

2. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب ﷺ مشهداً مؤثراً حدث mientras كان النبي ﷺ يخطب في الناس، فجاء الحسن والحسين -ابنا ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين- وهما صغيران، يرتديان قميصين أحمرين، يمشيان متعثرين في مشيتهما بسبب صغر سنهما، ويقعان أحياناً ثم يقومان.
فلما رآهما النبي ﷺ، لم يتمالك نفسه من الشفقة والحب لهما، فنزل من على المنبر -ومعنى هذا أنه قطع خطبته مؤقتاً- وأخذهما وحملهما، ثم صعد بهما مرة أخرى إلى المنبر ليُتم خطبته، وهو يحمل حفيديه.
ثم علَّق على هذا الموقف بقوله: «صدق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [سورة التغابن: 15], رأيتُ هذين فلم أصبر». أي: صدق الله تعالى في قوله أن الأولاد (والأموال) هم اختبار للعبد، يمتحن الله بهما قلبَ العبد، هل سيشغله حبه لهم عن طاعة ربه أم لا؟ يقول النبي ﷺ: نظرت إلى هذين الولدين (الحسن والحسين) وما استطعت أن أتحمل مشقة فراقهما ومشقة رؤيتهما يتعثران، فتركت الخطبة مؤقتاً لأحملهما وأريحهما.
ثم بعد هذا الموقف العاطفي العميق، استأنف النبي ﷺ خطبته وكملها.

3. الدروس المستفادة منه:


● عاطفة الأبوة والرحمة صفة نبيلة: الموقف يُظهر الجانب الإنساني الرقيق للنبي ﷺ، فهو القائد والمعلم، لكنه أيضاً جدٌ حنون، لا يمنعه مقام الخطبة والتدريس من إظهار الرحمة والشفقة للصغار.
● الأولاد فتنة واختبار: يذكرنا النبي ﷺ بالآية الكريمة التي تحذر من أن يكون حب الأولاد سبباً في صد الإنسان عن ذكر الله أو التهاون في الطاعات. حبهما ليس عيباً، ولكن الامتحان هو هل هذا الحب يتجاوز حدوده فيصبح شغلاً عن الله؟ موقف النبي ﷺ كان توازنًا رائعاً؛ فقد جمع بين الرحمة بهما وإكمال خطبته.
● تقديم الرحمة والعطف في التربية: فعل النبي ﷺ درس عملي للمربين والآباء في أهمية الرقة والشفقة بالصغار وملاطفتهم، حتى في أحلك الظروف وأهم المواقف.
● جواز قطع الخطبة لأمر مهم: بيان أن الإمام يقطع خطبته لأمر مهم ومصلحة راجحة، كحمل طفل أو إنهاء منكر.
● منقبة عظيمة للحسن والحسين: فيه دليل على مكانتهما الرفيعة عند النبي ﷺ، وسبب من أسباب محبة أهل السنة لآل البيت وتوقيرهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث من الأحاديث التي استدل بها العلماء على جواز نزول الإمام من المنبر لحاجة ثم عوده لإكمال الخطبة.
- استدل به بعض العلماء أيضاً على جواز لبس الصبيان للثياب الحمراء إذا كانت كما في هذا الحديث (أي غير مشوبة بالشهرة أو التشبه بالكفار)، إذ لم ينكر عليهما النبي ﷺ ذلك.
- الموقف يعلمنا التوازن بين الحقوق؛ حق الله في الاستماع للخطبة، وحق الصغير في الرحمة والرعاية. فالنبي ﷺ لم يهملهما ولم يقطع الخطبة كاملة، بل جمع بين المصلحتين.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب النبي ﷺ واتباع هديه في الرحمة والموازنة بين حقوق الله وحقوق العباد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٠٩) والترمذي (٣٧٧٤) والنسائي (١٤١٣) وابن ماجه (٣٦٠٠) من طرق عن حسين بن واقد، أخبرني عبد الله بن بُريدة، قال: سمعتُ أبي يقول، فذكره.
وإسناده حسن؛ من أجل الحسين بن واقد؛ فإنَّه حسن الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، إنَّما نَعرِفه من حديث الحسين بن واقد». وصحَّحه ابن خزيمة (١٤٥٦) وابن حبان (٦٠٣٩) والحاكم (١/ ٢٨٧) فرووه من طريق حسين بن واقد.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، وهو أصلٌ في قطع الخطبة، والنزول من المنبر عند الحاجة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

  • 📜 حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يصبر على الحسن والحسين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب