أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

عن أبي رافع، قال: استخلف مروانُ أبا هريرةَ على المدينةِ، وخرج إلى مكَّةَ، فصلَّى لنا أبو هريرة الجمعةَ فقرأ بعد سورةِ الجمعةِ في الركعةِ الأخيرةِ: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾. قال: فأدركتُ أبا هريرةَ حينَ انصرف فقلتُ له: إنَّك قرأتَ بسورتين كان علي بن أبي طالبٍ يقرأ بهما في الكوفةِ. فقال أبو هريرةَ: إنِّي سمعتُ رسول الله ﷺ يقرأُ بهما يومَ الجمعةِ.

صحيحٌ: رواه مسلم في الجمعةِ (٨٧٧) عن عبد الله بن مَسلَمة، حدَّثنا سليمان (هو ابن بلال) عن جعفر، عن أبيه، عن أبي رافعٍ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه فوائد عظيمة ودروس جليلة، سأشرحها لك على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● استخلف مروانُ أبا هريرةَ على المدينةِ: أي جعله خليفةً ونائبًا عنه في حكم المدينة أثناء غيابه.
● في الركعةِ الأخيرةِ: أي الركعة الثانية من صلاة الجمعة.
● ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾: وهي سورة المنافقون، وهي السورة التي تلي سورة الجمعة في ترتيب المصحف.
● كان علي بن أبي طالبٍ يقرأ بهما في الكوفةِ: أي كان يقرأ بسورة الجمعة في الركعة الأولى، وسورة المنافقون في الركعة الثانية من صلاة الجمعة.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أبو رافع -رضي الله عنه- أن مروان بن الحكم، وهو والي المدينة من قبل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، قد خرج إلى مكة لأمر ما، واستخلف أبا هريرة -رضي الله عنه- على المدينة ليتولى أمورها في غيابه.
وعندما صلى أبو هريرة بالمسلمين صلاة الجمعة، قرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الجمعة، ثم في الركعة الثانية قرأ سورة المنافقون. فلما انتهت الصلاة، لاحظ أبو رافع -وهو من كبار التابعين وموالي النبي ﷺ- أن هذه القراءة هي عين ما كان يفعله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- عندما كان يصلي الجمعة بالكوفة.
فسأله عن سبب هذه القراءة، فأجابه أبو هريرة -رضي الله عنه- بأنه يقتدي في ذلك برسول الله ﷺ، حيث سمعه يقرأ بهاتين السورتين في صلاة الجمعة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- مشروعية القراءة بسورتي الجمعة والمنافقون في صلاة الجمعة: وهذا من السنة الفعلية للنبي ﷺ، وقد نقلها أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث. وهي سنة مستحبة وليست واجبة، ف للإمام أن يقرأ بما تيسر من القرآن.
2- حرص السلف على متابعة السنة واتباعها: حيث بادر أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى تطبيق ما سمعه من النبي ﷺ دون تغيير أو تحريف.
3- توافق علماء الصحابة على السنة: فها هو أبو هريرة في المدينة وعلي في الكوفة يقرآن بالسورتين نفسيهما، مما يدل على أن هذه السنة كانت معروفة ومتواترة بينهم.
4- جواز استخلاف العالم الفقيه على أمور المسلمين: فمروان استخلف أبا هريرة وهو من فقهاء الصحابة وكبار المحدثين.
5- أدب السؤال والاستفادة من العلماء: حيث نرى أدب أبي رافع في سؤاله لأبي هريرة، وأدب أبي هريرة في جوابه.
6- فضل سورتي الجمعة والمنافقون: فإن في سورة الجمعة الحث على صلاة الجمعة وترك البيع عند النداء، وفي سورة المنافقون التحذير من صفات المنافقين وخطرهم على الأمة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم القراءة بهاتين السورتين: هي سنة مستحبة كما ذهب إليه جمهور العلماء، ولو قرأ الإمام بغيرهما من السور فلا حرج، والأمر واسع بحمد الله.
● المرونة في قراءة الصلاة: يجوز للإمام أن يقرأ في صلاة الجمعة بما شاء من القرآن، وإن كانت القراءة بسورتي الجمعة والمنافقون من السنة.
● الحديث يدل على عدالة الصحابة واتباعهم: حيث نقل لنا أبو هريرة -رضي الله عنه- هذه السنة العملية، مما يرد على من يتهم الصحابة بترك السنة أو التحريف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، المتأسين بهدي صحابته الكرام، وأن يفقهنا في ديننا، ويبصرنا في سنة نبينا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعةِ (٨٧٧) عن عبد الله بن مَسلَمة، حدَّثنا سليمان (هو ابن بلال) عن جعفر، عن أبيه، عن أبي رافعٍ، فذكره.
وفي رواية: عن عبد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة: فقرأ بسورة الجمعة في السجدة الأولى، وفي الآخرة: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

📜 حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أبو هريرة يقرأ بسورتين سمع النبي يقرأ بهما يوم الجمعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية