حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقرأ في صلاة الجمعة والعيدين

عن سمرة بن جندب، أنَّ رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: ١] و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ [الغاشية: ١].

صحيح: رواه أبو داود (١١٢٥) والنسائي (١٤٢٢) كلاهما من طريق شعبة، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب، فذكره.

عن سمرة بن جندب، أنَّ رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: ١] و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ [الغاشية: ١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ).
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* يقرأ في صلاة الجمعة: المقصود القراءة في ركعتي صلاة الجمعة، أي في الركعة الأولى والثانية بعد سورة الفاتحة.
* سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى: هي سورة "الأعلى"، وهي من السور المكية التي تُعْلِنُ تنزيه الله تعالى وتوحيده.
* هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ: هي سورة "الغاشية"، وهي من السور المكية التي تصف أهوال يوم القيامة وأحوال الناس فيه.

# 2. شرح الحديث:


يبيّن لنا هذا الحديث الشريف السنة النبوية في القراءة في صلاة الجمعة. فكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة الجمعة بسورة "الأعلى"، وفي الركعة الثانية بسورة "الغاشية".
وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم يدل على عدة أمور:
* مشروعية الإطالة نسبيًا في صلاة الجمعة: حيث إن هاتين السورتين من السور القصيرة ذات المعاني الجليلة، فكان يقرأ بهما ليسمعها المصلون ويفهموا معانيها.
* أن هذا الفعل ليس واجبًا بل هو سنة: فقراءة هاتين السورتين بعينهما سنة، فلو قرأ الإمام بغيرهما من القرآن فصلاته صحيحة، ولكنه قد فَوَّت على نفسه أجر متابعة السنة.
* حكمة اختيار هاتين السورتين: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما لحكمة بالغة، حيث إن سورة الأعلى تذكر أصول العقيدة من تنزيه الخالق وتوحيده ووعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتيسير الأمر وتبليغ الرسالة. أما سورة الغاشية فتُذَكِّر بالمعاد والجزاء، ووصف النعيم لأهل الجنة والعذاب لأهل النار، وتحث على التفكر في مخلوقات الله. فكأن الخطبة والصلاة معًا تجمع بين التذكير بالله واليوم الآخر، وهو الهدف الأسمى من يوم الجمعة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


* اتباع السنة النبوية: ينبغي للأئمة أن يحرصوا على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجمعة بقراءة هاتين السورتين، طلبًا للأجر واقتداءً بهدي المصطفى.
* التنويع في التذكير: جمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بين التذكير بالآخرة وبالرب تعالى، مما يكون له أثر في تزكية النفوس وتطهير القلوب.
* التيسير وعدم التشديد: لو قرأ الإمام بغير هاتين السورتين فصلاته صحيحة، فلا ينبغي الإنكار عليه أو تخطئته، لأن الأمر سنة وليس فريضة.
* الحكمة في اختيار السور القصيرة ذات المعاني العظيمة: حتى لا تُثقل على المصلين، خاصة وأن amongهم قد يكون الضعيف والكبير والصغير، وفي نفس الوقت تحمل معانيَ توقظ القلب.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث دليل على مشروعية الجهر بالقراءة في صلاة الجمعة، لأنها صلاة جهريّة كصلاة الفجر والعيدين.
* يستحب للإمام أن يرفع صوته بالقراءة حتى يسمع المأمومين، لتحصل لهم الفائدة والإنصات.
* يجوز للإمام أن يقرأ أحيانًا بغير هاتين السورتين تنويعًا وترغيبًا للناس، ولكن الأفضل المداومة على ما داوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٢٥) والنسائي (١٤٢٢) كلاهما من طريق شعبة، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب، فذكره.
وإسناده صحيح، وصحَّحه ابن خزيمة (١٨٤٧) وابن حبان (٢٧٩٧) فروياه من طريق شعبة به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

  • 📜 حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قراءة النبي ﷺ في صلاة الجمعة بسورة الأعلى والغاشية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب