حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت الجمعة

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ إذا اشتدَّ البردُ بكَّر بالصلاةِ وإذا اشتدَّ الحرُّ أبرد بالصلاةِ. يعني الجمعة.

صحيحٌ: رواه البخاري في الجمعةِ (٩٠٦) من طريق أبي خلدةَ -وهو خالد بن دينار-، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكر الحديثَ.

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ إذا اشتدَّ البردُ بكَّر بالصلاةِ وإذا اشتدَّ الحرُّ أبرد بالصلاةِ. يعني الجمعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري في صحيحه، يحمل في طياته حكماً عظيمة ورحمةً بالناس، ودليلاً على سماحة الإسلام ومراعاته لأحوال المصلين.

أولاً. شرح المفردات:


● اشتد البرد: أي قوي وقسا وقوي تأثيره.
● بكَّر بالصلاة: أي عجَّل في إقامة الصلاة في أول وقتها.
● اشتد الحر: أي بلغ ذروته وشدة حره.
● أبْرَدَ بالصلاة: أي أخَّرها حتى تنكسر حدة الحر، والبرودة هنا ليست ضد الحر، بل المقصود وقت انكسار شدة الحر وهجيره.
● يعني الجمعة: هذه العبارة من راوي الحديث (أنس بن مالك) توضيحاً منه أن المقصود بالصلاة في هذا الحديث هي صلاة الجمعة تحديداً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن هدي النبي ﷺ في تأخير صلاة الجمعة أو تعجيلها حسب حالة الطقس.
● في الشتاء (إذا اشتد البرد): كان النبي ﷺ يُعجِّل بإقامة صلاة الجمعة في أول وقتها (وهو وقت الزوال، أي بعد دخول وقت صلاة الظهر مباشرة). والحكمة في ذلك التيسير على الناس ودفع المشقة عنهم، فالمشي إلى المسجد والجلوس فيه والانتظار يكون أشق على الناس في شدة البرد، فتعجيل الصلاة يخفف عنهم هذه المشقة.
● في الصيف (إذا اشتد الحر): كان النبي ﷺ يؤخر إقامة صلاة الجمعة قليلاً عن أول الوقت، بحيث لا يُصلي في ذروة الحر وهجيره، بل ينتظر حتى تنكسر شدة الحر قليلاً ويبدأ الجو في الاعتدال. وهذا من رحمته ﷺ بأمته، حيث يجعل الصلاة في وقت يكون فيه الانتظار والجلوس في المسجد أسهل على الناس، ولا يعرضهم لشدة الحر ومشاقه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة والتيسير على الأمة: الحديث من أظهر الأدلة على رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على تيسير العبادة عليهم ودفع المشقة عنهم. فالشريعة الإسلامية جاءت لرفع الحرج وعدم تكليف الناس ما لا يطيقون.
2- مراعاة أحوال الناس وظروفهم: فيه دليل على أن الإمام والمسؤول يجب أن يراعي أحوال من يتولى أمرهم، ويختار لهم ما هو الأصلح والأرفق بهم، حتى في أداء العبادات.
3- حكمة تشريع أوقات الصلوات: أوقات الصلوات مرنة تتسع لمثل هذه المراعاة، خاصة للصلاة الجهرية الجماعية مثل الجمعة، مما يدل على كمال الشريعة وملاءمتها لكل زمان ومكان.
4- السنة في إقامة الجمعة: يستفاد منه أن تأخير الصلاة في الحر وتعجيلها في البرد هي السنة النبوية التي ينبغي للأئمة والعلماء أن يوجهوا الناس إليها ويعملوا بها.
5- التوازن في العبادة: الإسلام يريد من المسلم عباديةً مقبولةً غير مُكرهة، فيها نشاط وخشوع، وليس عبادَةً يؤديها وهو متبرمٌ متألمٌ من شدة الحر أو البرد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحكم (التعجيل في البرد والإبراد في الحر) خاص بصلاة الجمعة عند جمهور العلماء، وهو قول الأئمة مالك والشافعي وأحمد.
- ذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحكم يشمل أيضاً صلاة الظهر، لاشتراكهما في وقت الأداء، ولكن الراجح التخصيص بالجمعة لحديث أنس هذا.
- الإبراد في الحر لا يعني التأخير لآخر وقت الصلاة، بل يعني التأخير قليلاً حتى تنكسر شدة الحر، وهو ما يعرف بوقت "الإبراد"، وهو أول وقت صلاة الظهر في المذهب الحنفي، ولكنه هنا يؤخر عن أول الوقت قليلاً لصلاة الجمعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعةِ (٩٠٦) من طريق أبي خلدةَ -وهو خالد بن دينار-، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكر الحديثَ.
قال البخاري: «قال يونس بن بُكَير: أخبرنا أبو خلدةَ، قال: صلَّى بنا أميرٌ الجمعةَ ثمَّ قال لأنسٍ رضي الله عنه: كيف كان النبي ﷺ يصلِّي الظهرَ؟».
والأمير هو: الحكم بن أبي عقيل الثقفيّ.
وأخرجه ابن خزيمةَ (١٨٤٢) من طريق حَرَمي بن عُمارةَ، حدَّثني أبو خلدةَ، قال: سمعت أنس
ابن مالكٍ وناداه يزيد الضبِّي يوم الجمعة في زمن الحجَّاج، فقال: يا أبا حمزة! شهدت الصلاة مع رسول الله ﷺ وشهدت الصلاة معنا فكيف كان رسول الله ﷺ يصلِّي؟ قال .. فذكر مثلَه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

  • 📜 حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب