حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الاقتراب من الإمام عند الخُطبة

عن سمرة بن جُندب، أنَّ نبيَّ الله ﷺ قال: «احضروا الذكرَ، وادنوا من الإمامِ، فإنَّ الرجلَ لا يزال يتباعد حتَّى يؤخَّر في الجنَّة وإن دخلها».

صحيح: رواه أبو داود (١١٠٨): ثنا علي بن عبد الله، ثنا معاذ بن هشام، قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطِّ يده، ولم أسمعه منه: قال قتادة، عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب، فذكره.

عن سمرة بن جُندب، أنَّ نبيَّ الله ﷺ قال: «احضروا الذكرَ، وادنوا من الإمامِ، فإنَّ الرجلَ لا يزال يتباعد حتَّى يؤخَّر في الجنَّة وإن دخلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أبو داود في سننه، وغيره، عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● احضروا الذكرَ: "الذكر" هنا يعني مجالس العلم والمواعظ، حيث يُذكر الله تعالى، ويُتلى القرآن، ويُشرح الدين. والحضور هو الحضور البدني والقلبي معاً.
● وادنوا من الإمامِ: أي اقتربوا من الإمام في صلاة الجماعة، ولا تقفوا في الصفوف المتأخرة مع القدرة على التقدم.
● يتباعد: أي يبتعد ويتنحى عن مركز الخير ومجالاته.
● يؤخَّر في الجنَّة: أي يُجعل مكانه في الدرجات الدنيا من الجنة، وإن كان داخلاً فيها.

ثانياً. شرح الحديث:


يوجّه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أمته إلى سلوكين مهمين لهما عظيم الأثر في الدنيا والآخرة:
1- الحضور إلى مجالس الذكر والعلم: يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحرص على حضور المجالس التي يُذكر فيها الله، ويتعلم فيها الشرع، ويتدارس فيها القرآن والسنة. هذا الحضور يزيد الإيمان، ويربي النفس، ويُصلح القلب، وهو من أعظم القربات.
2- الاقتراب من الإمام في الصلاة: يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التكاسل والتقاعس عن الصفوف الأولى في الصلاة، بل أن نسارع إلى الصفوف الأمامية ونقترب من الإمام. الصف الأول له فضل عظيم، والملائكة تستغفر لمن في الصفوف المقدمة.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا الأمر، وهي أن عادة الإنسان في الدنيا تنعكس على مكانته في الآخرة. فمن اعتاد في دنياه على التباعد عن مراكز الخير والطاعة، والانزواء والتقصير، فإن هذه العادة ستكون سبباً في تأخره في الآخرة، فينال درجة أقل في الجنة، وإن كان من أهلها. فمن قعد في آخر المسجد مع قدرته على التقدم، وغاب عن حلق الذكر مع تمكنه من الحضور، فإن هذا السلوك الاستهتاري والتهاون بالخير قد يجعل جزاءه من جنس عمله، فيحرم من الدرجات العلى والمنازل الرفيعة في الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحرص على مجالس العلم والذكر: فهي مغناط للقلوب، ومجالات للرحمة، وينابيع للحكمة.
2- السعي للصفوف الأولى في الصلاة: طلباً للأجر العظيم، واقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3- العلاقة بين العمل والجزاء: فكما يعمل المرء في الدنيا يكون جزاؤه في الآخرة. فمن تساهل في الخير، حُرم كمال الثواب.
4- التحذير من التسويف والكسل: في الطاعات والقربات، فإن ذلك قد يجعل المرء يتخلف عن ركب السابقين.
5- أن دخول الجنة ليس درجة واحدة: بل فيها درجات متفاضلة، والعمل الصالح هو الذي يرفع الدرجات.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على فضل الصف الأول في الصلاة، وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة تبين فضله، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا» (متفق عليه).
- الحديث يحث على المبادرة إلى الخيرات وعدم التثاقل عنها، وهو منهج قرآني قائم على المسارعة كما في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الحاضرين لذكره، المقبلين عليه، الساعين إلى مرضاته، وأن يبلغنا أعلى الدرجات في جناته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٠٨): ثنا علي بن عبد الله، ثنا معاذ بن هشام، قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطِّ يده، ولم أسمعه منه: قال قتادة، عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب، فذكره.
وصحَّحه الحاكم (١/ ٢٨٩) فرواه من هذا الوجه، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه».
ورواه الطبراني في «الأوسط» (٩٧٧ - مجمع البحرين) من وجهٍ آخر عن سمرة بن جندب، ولفظه: «احضروا الجمعة وادنوا من الإمام ...» وذكر باقيه.
قال الهيثمي: «فيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيفٌ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

  • 📜 حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احضروا الذكر وادنوا من الإمام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب