إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحوَّل من مجلسه ذلك».

حسن: رواه أبو داود (١١١٩) والترمذي (٥٢٦) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحوَّل من مجلسه ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ».
(رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، وهو حسن)

1. شرح المفردات:

* نَعَسَ: النعاس هو مقدمة النوم، وهو حالة من الثقل في الرأس والجفون ورغبة شديدة في النوم.
* يَوْمَ الْجُمُعَةِ: يشمل هذا الوقت الذي يكون فيه الإنسان في المسجد ليصلي الجمعة ويستمع للخطبة.
* فَلْيَتَحَوَّلْ: أي فليغير مكانه ويترك المجلس الذي هو جالس فيه.
* مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: أي من المكان الذي يجلس فيه حين أصابه النعاس.

2. شرح الحديث:

يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أصابه النعاس وهو جالس في المسجد يوم الجمعة – خاصة أثناء خطبة الإمام – أن يغير مكانه ويجلس في موضع آخر.
الحكمة من هذا الأمر:
* لدفع النعاس: لأن تغيير المكان والحركة البسيطة تساعد في طرد النعاس وإعادة النشاط والتركيز.
* للاستفادة من الخطبة: الخطبة جزء من الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ» (رواه مسلم). فالنعاس قد يحول بين المصلي وبين الاستماع والإنصات، وهما واجبان في الخطبة.
* لتجنب الإيذاء: قد يتسبب الشخص الناعس في إزعاج من حوله إن هو غلبه النوم، أو قد يفوت عليه شيء مهم من أمور الصلاة.
* لحفظ الوقار: الجلوس في المسجد، وخاصة أثناء الخطبة، требует الهيئة المناسبة والوقار، والنعاس الشديد قد ينافي هذا المقام.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على الاستفادة الكاملة من صلاة الجمعة: فالحديث يدل على حرص الشريعة على أن يكون المصلي حاضر الذهن، متيقظ القلب، ليستفيد من الخطبة والذكر.
2- استعمال الأسباب المباحة لطرد النعاس: الإسلام يرشدنا إلى الحلول العملية لمشاكلنا اليومية، فبدلاً من الاستسلام للنوم وضياع الفائدة، يأمرنا بفعل بسيط (تغيير المكان) لتحقيق المصلحة.
3- آداب الجلوس في المسجد: على المسلم أن يحافظ على أدب المجلس في بيت الله، ويتجنب كل ما يخل بهيئته أو يشغل غيره.
4- مراعاة الخصوصية الزمانية: الحديث خصص يوم الجمعة بالذكر لما له من فضل عظيم ومكانة خاصة، فينبغي على المسلم أن يكون فيه أكثر يقظة وحرصاً على الطاعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم، حيث يعلم طبيعة البشر وضعفهم، فيأمرهم بما يساعدهم على الطاعة.
* ينطبق هذا الحكم ليس فقط على خطبة الجمعة، بل على كل مجلس علم أو ذكر، فيستحب لمن غلبه النعاس أن يتحول من مكانه لينشط.
* من الأمور التي تساعد على تجنب النعاس يوم الجمعة: النوم المبكر ليلة الجمعة، وعدم الإكثار من الطعام قبل الصلاة، والوضوء، والإنصات الجيد للخطيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١١٩) والترمذي (٥٢٦) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، فذكره.
واللفظ للترمذي، وليس في أبي داود ذكر الجمعة.
وإسناده حسن، من أجل ابن إسحاق؛ فهو صدوق حسن الحديث إذا صرَّح بالسماع، وقد صرَّح بالتحديث عند الإمام أحمد (٦١٨٧) فزالت بذلك شبهة تدليسه. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وصحَّحه ابن خزيمة (١٨١٩) وابن حبان (٢٧٩٢) والحاكم (١/ ٢٩١) فرووه من طرق عن ابن إسحاق، عن نافع به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه».
ورواه البيهقي (٣/ ٢٣٧) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر نحوه مرفوعًا. وهذه متابعة جيِّدة لابن إسحاق.
ورواه البيهقي من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قال: «يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب أن يتحوَّلَ منه».
واختلف العلماء في هذا الحديثِ؛ فذهب الجمهور إلى تصحيحه مرفوعًا.
وقال ابن المديني: «نظرت في كتاب ابن إسحاق، فما وجدتُ عليه إلَّا في حديثين، ومن الممكن أن يكونا صحيحين». هكذا نقل عنه البخاري (كما في تهذيب الكمال: ٦/ ٢٢٤). ونقل عنه يعقوب بن سفيان الفَسوي، قال: «لم أجد لابن إسحاق إلَّا حديثين منكرين ...». فذكر هذا الحديث، وحديثًا آخر، وكذلك ذهب البيهقي إلى إعلال هذا الحديث، فقال: «لا يثبُت رفع هذا الحديث، والمشهور عن ابن عمر من قوله».
وتعقَّبه ابن التركماني قائلًا: «الرفع زيادة ثقة، وقد رُوِيت من وجهين، فوجب الحكم لها ....». انتهى باختصار.
وقد سبق أنَّه صحَّحه كلٌّ من الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، فأقلُّ أحواله أن يكون حسنًا؛ لأنَّ ابن إسحاق قد صرَّح بالتحديثِ، وابن المديني مع أنَّه ممن يرى تعليلَ هذا الحديث لكن أشار إلى أنَّه يمكن أن يكون صحيحًا، كما سبق نقل ذلك عنه. والله أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

📜 حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية