الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

عن سهلٍ قال: ما كنَّا نقيل ولا نتغدَّى إلَّا بعد الجمعة.
وفي رواية: على عهد رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣٩) ومسلم في الجمعة (٨٥٩) كلاهما من حديث عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهلٍ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن سهلٍ قال: ما كنَّا نقيل ولا نتغدَّى إلَّا بعد الجمعة.
وفي رواية: على عهد رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبيِّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في يوم الجمعة.

شرح الحديث:

الرواية الأولى: "ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة"
الرواية الثانية: "على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"

١. شرح المفردات:

● نقيل: أي نأخذ القيلولة، وهي النوم في وقت الظهيرة.
● نتغدى: أي نتناول وجبة الغداء.
● إلا بعد الجمعة: أي بعد انتهاء صلاة الجمعة.

٢. شرح الحديث:

كان الصحابة رضي الله عنهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون تناول وجبة الغداء وأخذ القيلولة حتى ينتهوا من صلاة الجمعة. وهذا يدل على أنهم كانوا مشغولين بالاستعداد للصلاة وسماع الخطبة، فلم يكونوا يتفرغون للأكل أو النوم قبل الذهاب إلى المسجد.
وقد جاء هذا الحديث في سياق بيان حرص الصحابة على التبكير للجمعة وعدم الانشغال بأمور الدنيا قبل الصلاة، مما يعكس أهمية الجمعة في حياتهم ومدى تقديمهم للعبادة على حاجاتهم الدنيوية.

٣. الدروس المستفادة:

١- تقديم العبادة على الشهوات: يؤكد الحديث على وجوب تقديم الصلاة والعبادة على متطلبات الجسد من طعام ونوم، خاصة في يوم الجمعة الذي له مكانة عظيمة.
٢- التبكير للجمعة: كان الصحابة يحرصون على التبكير للصلاة، مما يعني أنهم لم يكونوا ينشغلون بأي شيء قد يؤخرهم عن المسجد.
٣- تنظيم الوقت: يعلمنا الحديث تنظيم الوقت بحيث لا تطغى الحاجات الدنيوية على العبادات، خاصة في الأوقات المهمة مثل يوم الجمعة.
٤- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: ينبغي للمسلم أن يقتدي بهدي النبي وصحابته في كيفية إدارة الوقت وإعطاء الأولوية للعبادة.

٤. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا يجوعون أحياناً حتى ينتهوا من الصلاة، مما يعكس قوة إيمانهم وصبرهم على الطاعة.
- يستحب للمسلم أن يتفرغ لصلاة الجمعة ويقلل من الانشغال بالطعام والشراب وغيرها قبل الصلاة، إلا إذا كان في حاجة ماسة لذلك.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على كراهية الأكل والشرب قبل صلاة الجمعة إذا كان يشغل عن التبكير للصلاة، لكن إن لم يشغل فلا بأس.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقدرون حق الجمعة ويعظمون شعائر الله، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩٣٩) ومسلم في الجمعة (٨٥٩) كلاهما من حديث عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهلٍ، فذكره. ولفظهما سواء، إلَّا أنَّ الرواية الثانية رواها مسلم وحده عن علي بن حجر، عن عبد العزيز به.
وذكر البخاري في روايةٍ أخرى (٩٣٨) عن أبي غسَّان قال: حدثني أبو حازم، عن سهلٍ قال: «كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصولَ السلق فتجعله في قدرٍ، ثمَّ تجعل عليه قبضة من شعيرٍ تطحنها، فتكون أصول السلق عرقة، وكنَّا ننصرف من صلاة الجمعة فسلِّم عليها، فتقرِّب ذلك الطعام إلينا فنعلقه، وكنَّا نتمنَّى يوم الجمعة لطعامها ذلك». وزاد في رواية (٢٣٤٩): «وما كنَّا نتغدَّى ولا نقيل إلَّا بعد الجمعة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 105 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

📜 حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصحابة لا يتغدون ولا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية