حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر العدد الذي تنعقد به الجمعة

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عيرٌ من الشام، فانفتل الناس إليها، حتَّى لم يبقَ إلَّا اثنا عشر رجلًا. فنزلت هذه الآية التي في الجمعةِ: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة ١١].

متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣٦) ومسلم في الجمعة (٨٦٣) كلاهما من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، فذكر الحديثَ.

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عيرٌ من الشام، فانفتل الناس إليها، حتَّى لم يبقَ إلَّا اثنا عشر رجلًا. فنزلت هذه الآية التي في الجمعةِ: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة ١١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النبيَّ ﷺ كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عيرٌ من الشام، فانفتل الناس إليها، حتَّى لم يبقَ إلَّا اثنا عشر رجلًا. فنزلت هذه الآية التي في الجمعةِ: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة: ١١].

1. شرح المفردات:


● يَخْطُبُ قَائِمًا: أي يلقي الخطبة على المنبر وهو واقف، وهي سنة النبي ﷺ في خطبة الجمعة.
● عِيرٌ: قافلة من الإبل محملة ببضائع التجارة.
● انْفَتَلَ: انصرف واتجه مسرعًا.
● انْفَضُّوا: تفرقوا وانتشروا بسرعة، كتفريق القفص عن الطيور.
● تَرَكُوكَ قَائِمًا: تركوك واقفًا على المنبر تخطب.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن واقعة جرت في عهد النبي ﷺ. فبينما كان النبي ﷺ يخطب خطبة الجمعة على المنبر، وكان الناس يستمعون إليه، إذ أقبلت قافلة تجارية (عير) قادمة من الشام محملة بالبضائع والأطعمة، وكانت المدينة تعاني من جوع وشدة في ذلك الوقت.
فلم يتحمل بعض الحاضرين فضولهم وشهوتهم للتجارة والربح، فانصرفوا مسرعين نحو القافلة، تاركين مجلس النبي ﷺ وخطبته، حتى لم يبق في المسجد سوى اثني عشر رجلاً من أصحاب الإيمان الراسخ والصبر العظيم.
فنزلت الآية الكريمة من سورة الجمعة (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) توبيخًا وعتابًا لهؤلاء المنفضين، وبيانًا لتفريطهم في حق الله ورسوله.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● عظمة مقام النبي ﷺ وخطبة الجمعة: فالاستماع إلى الخطبة واجب، والتشاغل عنها بمتاع الدنيا منكر عظيم.
● تفضيل الآخرة على الدنيا: الموقف يعلمنا أن لا نقدم شيئًا من حطام الدنيا الفاني على طاعة الله ورسوله وذكر الآخرة.
● الزهد في الدنيا: المؤمن القوي لا تنازعه الدنيا عن طاعة ربه، بل يصبر ويثبت كما فعل أولئك الاثنا عشر.
● التأديب الإلهي: نزول الآية عتابًا للمنفضين يدل على أن الله يربي عباده وينبههم إلى أخطائهم.
● خطورة التشاغل في المسجد: يحرم الكلام والانشغال أثناء الخطبة، وهذا الموقف أبلغ مثال على ذلك.

4. معلومات إضافية:


- رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- العظة والعبرة ليست مقصورة على من كان حاضرًا ذلك اليوم، بل كل من يشغله شيء عن الصلاة أو الذكر أو العلم فهو داخل في معنى العتاب.
- يستحب للإمام أن يختصر الخطبة ولا يطيلها بما يشق على الناس، ولكن هذا لا يبرر الانفضاض.
- هذا الحديث يبين سبب نزول الآية 11 من سورة الجمعة، وهو ما يعرف بـ "أسباب النزول".
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجمعة (٩٣٦) ومسلم في الجمعة (٨٦٣) كلاهما من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، فذكر الحديثَ. واللفط المسلم، ولفظ البخاري نحوه.
وروى مسلم بإسناده عن كعب بن عُجرة، قال: دخل المسجدَ وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدًا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث! يخطب قاعدًا، وقال الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة ١١].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

  • 📜 حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: انفضاض الناس إلى العير وترك النبي قائمًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب