حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقرأ في صلاة الجمعة والعيدين

عن أبي هريرةَ: كان رسول الله ﷺ مما يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة، فيحرض به المؤمنين، وفي الثانية بسورة المنافقين، فيقرع به المنافقين.

حسنٌ: رواه الطبراني في الأوسط (٩٩٤ - مجمع البحرين): حدثنا الوليد بن أبان، ثنا محمد ابن عمَّار الرازي، ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرةَ: كان رسول الله ﷺ مما يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة، فيحرض به المؤمنين، وفي الثانية بسورة المنافقين، فيقرع به المنافقين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، يروي لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاة الجمعة، وهو من الأحاديث التي تظهر حكمة التشريع وعظيم عناية النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، مؤمنيها ومنافقيها.

أولاً. شرح المفردات:


● يقرأ في صلاة الجمعة: أي في الركعتين اللتين هما فرض صلاة الجمعة.
● بالجمعة: أي بسورة الجمعة (السورة رقم 62 في المصحف).
● يحرض به المؤمنين: أي يثير حماسهم وحبهم للخير، ويحثهم ويرغبهم في الطاعات والمسارعة إلى ذكر الله وترك البيع.
● بسورة المنافقين: أي بسورة المنافقون (السورة رقم 63 في المصحف).
● يقرع به المنافقين: أي يوبخهم ويخزيهم ويظهر صفاتهم الذميمة تحذيراً للمؤمنين منهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في صلاة الجمعة، حيث كان يقرأ في الركعة الأولى منها سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقون.
* الحكمة من قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى:
تحتوي سورة الجمعة على خطاب مباشر للمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}. فكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بها ليحث المؤمنين على المسارعة إلى صلاة الجمعة وترك الانشغال بالدنيا及其 متعها، فيثير غيرتهم الإيمانية ويحرضهم على الطاعة والمسارعة إلى الخير.
* الحكمة من قراءة سورة المنافقين في الركعة الثانية:
أما سورة المنافقون فتكشف عن صفات المنافقين وأخلاقهم الذميمة، مثل كذبهم في أقوالهم {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} وحبهم للقعود والتخلف عن الصلاة والجهاد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ}. فكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بها "يقرع" بهم، أي يوبخهم ويخزيهم بهذه الصفات علناً في الملأ، ليس مجرد توبيخ لهم، بل أيضاً تحذيراً للمؤمنين من سلوك طريقهم والتشبه بهم، وحثاً للمنافقين themselves على التوبة والرجوع إلى الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والتعليم: فهو يستخدم المواقف والمناسبات لأجل غرس المعاني الإيمانية في النفوس، فيحث المؤمنين ويحذر المنافقين في أبلغ وأوقع أسلوب.
2- مراعاة حال المصلين: الإمام لا يقرأ لمجرد القراءة، بل ينبغي أن يكون له هدف ومراعاة لحال الناس، فيختار من الآيات ما يناسب المقام ويؤثر في القلوب.
3- فضيلة هاتين السورتين في صلاة الجمعة: الحديث دليل على استحباب قراءة سورتي الجمعة والمنافقون في صلاتي الجمعة والعيد، وهذا من السنة النبوية، وإن كان الأمر على الاستحباب وليس الوجوب، فلو قرأ الإمام بغيرهما أجزأته الصلاة.
4- التحذير من صفات النفاق: النفاق هو أخطر الأمراض على الفرد والمجتمع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من التحذير منه، وهذه إحدى الصور العملية لذلك التحذير.
5- المسارعة إلى طاعة الله: التذكير الدائم للمؤمن بضرورة المسارعة إلى الخيرات واغتنام أوقات الطاعات، وترك ما يشغلها من أمور الدنيا.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، وهو حديث صحيح بشواهده.
- هذا الفعل النبوي (قراءة هاتين السورتين) هو من السنة الفعلية، يعني أنه سنة مستحبة وليست واجبة. فلو صلى الإمام بالجمعة وقرأ في الركعتين بغير هاتين السورتين، فصلاته صحيحة، ولكنه قد فوت على نفسه أجر متابعة السنة.
- يستحب للإمام أن يرفع صوته بالقراءة حتى يسمع المأمومين، لتحقيق المقصود من التذكير والوعظ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من النفاق وسوء الأخلاق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٩٩٤ - مجمع البحرين): حدثنا الوليد بن أبان، ثنا محمد ابن عمَّار الرازي، ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الهيثمي: «إسناده حسنٌ». وهو كما قال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 120 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

  • 📜 حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب