حديث: خرج حين زالت الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت الجمعة

عن الحكم بن عُتَيبة قال: إنَّ الحجَّاج أخَّر الصلاةَ يومَ الجمعة فقال له شيخٌ: والله! لقد رأيت رسول الله ﷺ يصلِّي فما رأيته يصنع كما تصنع أنت. قال: فلمَّا رأيته ذكر رسول الله ﷺ قلتُ له: كيف رأيتَه يصنع؟ قال: رأيته ﷺ خرج حين زالت الشمس، وإذا الرجل أبو جُحيفة رضي الله عنه.

صحيحٌ: رواه أبو يعلى (٢/ ١٨٧، حديث: ٨٨٦)، عن زهير، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سفيان ابن حسين، عن الحكم بن عتيبة، فذكر الحديثَ.

عن الحكم بن عُتَيبة قال: إنَّ الحجَّاج أخَّر الصلاةَ يومَ الجمعة فقال له شيخٌ: والله! لقد رأيت رسول الله ﷺ يصلِّي فما رأيته يصنع كما تصنع أنت. قال: فلمَّا رأيته ذكر رسول الله ﷺ قلتُ له: كيف رأيتَه يصنع؟ قال: رأيته ﷺ خرج حين زالت الشمس، وإذا الرجل أبو جُحيفة ﵁.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح يشهد لصحته روايات أخرى. وسأشرحه لك بفضل الله وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● الحكم بن عُتَيبة: هو الراوي للقصة، وهو تابعي ثقة، من كبار علماء الكوفة.
● الحجَّاج: هو الحجاج بن يوسف الثقفي، والي العراق في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، اشتهر بشدته وقسوته.
● أخَّر الصلاةَ يومَ الجمعة: أي أخر إقامة صلاة الجمعة عن وقتها المشروع.
● زالت الشمس: أي دخل وقت صلاة الظهر، وهو عندما تزول الشمس عن كبد السماء (منتصف النهار).
● أبو جُحيفة: هو صحابي جليل، اسمه وهب بن عبد الله السوائي رضي الله عنه، وهو راوي الحديث الأصلي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2. شرح الحديث:


يخبرنا التابعي الجليل الحكم بن عتيبة عن واقعة حدثت مع الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث أن الحجاج -وهو الوالي- أخر صلاة الجمعة عن وقتها الشرعي.
فأنكر عليه رجل شيخ (وهو الصحابي أبو جحيفة رضي الله عنه) قائلاً: "والله! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فما رأيته يصنع كما تصنع أنت" أي: ما رأيته يؤخر الصلاة عن وقتها كما تفعل أنت.
فلما سمع الحكم بن عتيبة هذا الشيخ يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، سأله عن كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة.
فأجابه أبو جحيفة رضي الله عنه: "رأيته صلى الله عليه وسلم خرج حين زالت الشمس" أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج للصلاة فور دخول وقت الظهر (عند زوال الشمس)، فيصلي الجمعة في أول وقتها.

3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب التبكير بصلاة الجمعة في أول وقتها: وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تأخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي مخالف للسنة.
2- جرأة أهل العلم والصلاح في إنكار المنكر: فقد أنكر الصحابي الجليل على الحجاج مع علمه بقسوته وشدة بطشه، وهذا من تمام الدين والنصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين.
3- فضل الصحابة رضي الله عنهم: حيث كانوا حريصين على اتباع السنة ونقلها للأمة، والذب عنها.
4- أهمية سؤال العلماء عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم: كما فعل الحكم بن عتيبة عندما سمع من أبي جحيفة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فبادر بسؤاله ليعلم السنة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، فيبدأ من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله.
- الأفضل إقامة صلاة الجمعة في أول الوقت، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث.
- هذا الحديث يدل على أن تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر من المنكرات التي يجب إنكارها.
- قول أبي جحيفة "رأيته" يدل على أنه شاهد ذلك بنفسه، مما يزيد الحديث قوة ووضوحاً.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم رداً جميلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٢/ ١٨٧، حديث: ٨٨٦)، عن زهير، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سفيان ابن حسين، عن الحكم بن عتيبة، فذكر الحديثَ.
وهذا إسناد صحيح، رواته ثقات عن آخرهم. قال البوصيري: «رواه أبو يعلى الموصلي ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: وقد فات الهيثمي هذا الحديث؛ فلم أجده في مظانِّه عنده.
وأمَّا ما رُوي عن الزبير بن العوام أنَّه قال: «كنَّا نُصلي مع النبي ﷺ الجمعةَ ثمَّ ننصرف فنبتدر في الآجامِ، فلا نجد إلَّا قدر موضع أقدامنا». فهو ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد (١٤١٢، ١٤٣٦) وابن خزيمة (١٨٤٠) من رواية مسلم بن جندب، عن الزبير بن العوام. ومسلم لم يُدرك الزبير. وفي روايةٍ قال: حدَّثني مَن سمِع الزبيرَ.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ أنَّه كره الصلاة نصف النهار إلَّا يوم الجمعة.
وقال: «إنَّ جهنَّم تُسجر إلَّا يوم الجمعة». فهو ضعيف، رواه أبو داود (١٠٨٣) عن محمد بن عيسى، حدثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، فذكر الحديث.
قال أبو داود: «وهو مرسل؛ ومجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة».
قال الأعظمي: وفيه أيضًا ليثٌ، وهو ابن أبي سُليم، وهو مضطرب الحديث كما قال الإمام أحمد. وضعيف
الحديث كما قال أبو حاتم. وفي «التقريب»: «صدوق، اختلط أخيرًا، ولم يتميَّز حديثه فتُرك».
ولكن قال البيهقي (٢/ ٤٦٤) بعد أن نقل الحديث من طريق أبي داود، ونقل قوله بأنَّه مرسل، قال: «وله شواهد، وإن كانت أسانيدها ضعيفةً». فذكر من شواهده حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله ﷺ نهى عن الصلاة نصف النهار حتَّى تزول الشمس إلَّا يوم الجمعة.
وأخرجه من طريق الشافعي قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن عبد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
قال الأعظمي: فيه إبراهيم بن محمد، وهو ابن أبي يحيي، شيخ الشافعي، وهو ضعيف جدًّا، بل كذَّبه ابن معين، وشيخه إسحاق بن عبد الله، وهو ابن أبي فروة، قال فيه أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني: «متروك». وقال البخاري: «تركوه».
ثمَّ روى البيهقي حديث أبي هريرة من وجهٍ آخر بلفظ: «تحرم -يعني الصلاة- إذا انتصف النهار إلَّا يوم الجمعة». بإسناده عن شيخ من أهل المدينة، يقال له: عبد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة.
ثمَّ قال: «ورُوي في ذلك عن أبي سعيد الخدري، وعمرو بن عبسة، وابن عمر مرفوعًا.
والاعتماد على أنَّ النبي ﷺ استحبَّ التبكير إلى الجمعة، ثمَّ رغَّب في الصلاة إلى خروج الإمام من غير تخصيص ولا استثناء، نذكرها إن شاء الله في كتاب الجمعة».
ثمَّ قال: «وروينا الرخصة في ذلك عن طاوس ومكحول» انتهى.
قال الأعظمي: هذا مذهب الشافعي ومن وافقه، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال الحافظ ابن القيم في «الزاد» (١/ ٣٧٨): أنَّه «لا يُكره فعل الصلاة فيه وقت الزوال عند الشافعي ﵀ ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية. ولم يكن اعتماده على حديث ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ، أنَّه كره الصلاة نصف النهار إلَّا يوم الجمعة، وإنَّما كان اعتماده على أنَّ من جاء إلى الجمعة يُستحب له أن يصلي حتى يخرج الإمام، وفي الحديث الصحيح: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهَّر ما استطاع من طهر، ويدَّهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثمَّ يخرج، فلا يفرِّق بين اثنين، ثمَّ يصلي ما كُتب له، ثمَّ يُنصت إذا تكلَّم الإمام، إلَّا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». رواه البخاري، فندبه إلى الصلاة ما كُتب له، ولم يمنعه عنها إلَّا في وقت خروج الإمام، ولهذا قال غير واحدٍ من السلف، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتبعه عليه الإمام أحمد: خروج الإمام يمنع الصلاةَ، وخطبته تمنع الكلام. فجعلوا المانع من الصلاة خروج الإمام. لا انتصاف النهار.
وأيضًا، فإنَّ الناس يكونون في المسجد تحت السقوف، ولا يشعرون بوقت الزوال، والرجل يكون متشاغلًا بالصلاة لا يدري بوقت الزوال، ولا يمكنه أن يخرج، ويتخطَّى رِقاب الناس، وينظر إلى الشمس ويرجع، ولا يُشرع له ذلك». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خرج حين زالت الشمس

  • 📜 حديث: خرج حين زالت الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خرج حين زالت الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خرج حين زالت الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خرج حين زالت الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب