حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بالإنصات للخطبة يوم الجمعة

عن أُبَي بن كعبٍ أنَّ رسول الله ﷺ قرأ يوم الجمعة تبارك، وهو قائم، فذكَّرنا بأيَّام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذرٍّ يغمِزني فقال: متى أُنزلت هذه السورة؟ إنِّي لم أسمعها إلَّا
الآن، فأشار إليه أَن اسكتْ، فلمَّا انصرفوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني؟ فقال أُبَي: ليس لك من صلاتك اليوم إلَّا ما لغوت، فذهب إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وأخبره بالذي قال أُبَي. فقال رسول الله ﷺ: «صدق أُبَي».

حسن: رواه ابن ماجه (١١١١) وأحمد (٢١٢٨٧) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عطاء بن يسار، عن أبي بن كعب، فذكره، واللفظ لابن ماجه.

عن أُبَي بن كعبٍ أنَّ رسول الله ﷺ قرأ يوم الجمعة تبارك، وهو قائم، فذكَّرنا بأيَّام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذرٍّ يغمِزني فقال: متى أُنزلت هذه السورة؟ إنِّي لم أسمعها إلَّا
الآن، فأشار إليه أَن اسكتْ، فلمَّا انصرفوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني؟ فقال أُبَي: ليس لك من صلاتك اليوم إلَّا ما لغوت، فذهب إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وأخبره بالذي قال أُبَي. فقال رسول الله ﷺ: «صدق أُبَي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن أُبَي بن كعبٍ أنَّ رسول الله ﷺ قرأ يوم الجمعة تبارك، وهو قائم، فذكَّرنا بأيَّام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذرٍّ يغمِزني فقال: متى أُنزلت هذه السورة؟ إنِّي لم أسمعها إلَّا الآن، فأشار إليه أن اسكتْ، فلمَّا انصرفوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني؟ فقال أُبَي: ليس لك من صلاتك اليوم إلَّا ما لغوت، فذهب إلى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وأخبره بالذي قال أُبَي. فقال رسول الله ﷺ: «صدق أُبَي».


1. شرح المفردات:


● "تَبَارَكَ": هي سورة المُلك، وسُميت بذلك لأنها تبدأ بكلمة "تَبَارَكَ".
● "يَغمِزُنِي": أي يلمسني أو يدفعني بإصبعه أو يلمسني إيماءً ليلفت انتباهي.
● "مَتى أُنزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟": سؤال عن وقت نزول سورة تبارك.
● "أَشَارَ إلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ": أومأ إليه بالإشارة أن يصمت ولا يتكلم.
● "انصَرَفُوا": أي انتهوا من الصلاة وخرجوا.
● "لَغَوْتَ": اللغو هو الكلام الباطل أو غير المفيد الذي لا ثواب فيه، وهنا يعني أن صلاته قد نقصت بسبب كلامه.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أُبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة، فقرأ سورة "تبارك" (سورة المُلك) أثناء خطبته، وهو قائم على المنبر يذكر الناس بأيام الله (أي نعمه وعطائه وآلائه). وفي أثناء الخطبة، همس أحد الصحابيين - إما أبو الدرداء أو أبو ذر رضي الله عنهما - لأبي بن كعب وسأله: متى نزلت هذه السورة؟ فلم يجبّه أُبي في الحال، بل أشار إليه أن يسكت ولا يتكلم أثناء الخطبة. وبعد انتهاء الصلاة والخطبة، عاد الصحابي وسأل أُبي مرة أخرى: لماذا لم تجبني عندما سألتك؟ فأجابه أُبي قائلاً: "ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت"، أي أنك بسبب كلامك في الصلاة (أثناء الخطبة) نقص أجر صلاتك، ولم يبقَ لك منها إلا الكلام الباطل الذي قلته. فذهب الصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكى له ما قاله أُبي، فأكد النبي صلى الله عليه وسلم صحة كلام أُبي بقوله: "صَدَقَ أُبَي".


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب الإنصات للخطبة: الحديث يؤكد على حرمة الكلام أثناء خطبة الجمعة، وأن المتكلم فيها يلغو ولا يحصل على الأجر الكامل لصلاة الجمعة.
2- عظمة سورة تبارك (الملك): حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوتها في الخطبة لأهميتها وعظمتها.
3- الأدب في المسجد: يجب على المصلي أن يحافظ على الخشوع والسكينة أثناء الصلاة والخطبة، وعدم الانشغال بالكلام أو الأسئلة الجانبية.
4- حرص الصحابة على العلم: رغم أن السؤال كان في غير وقته، إلا أنه يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم القرآن ومعرفة مواضع نزوله.
5- تصويب الأخطاء بلطف: تصرف أُبي بن كعب رضي الله عنه كان حكيماً، حيث لم يرد على سؤال صاحبه في وقت الخطبة حتى لا يشتت الانتباه، ثم بين له خطأه بعد الصلاة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- سورة تبارك (الملك) من السور المكية، وتتحدث عن عظمة الله وقدرته، وتذكر الإنسان بنعم الله وآلائه.
- يستحب للإمام أن يقرأ في خطبة الجمعة بسورٍ تحمل مواعظ وتذكيراً، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث يبين أن الكلام أثناء الخطبة يبطل أجر الصلاة أو ينقصه، وهذا يدل على وجوب الإنصات التام.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنصتين لخطب الجمعة، المستفيدين من مواعظها، وأن يتقبل منا صلاتنا وأعمالنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١١١١) وأحمد (٢١٢٨٧) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عطاء بن يسار، عن أبي بن كعب، فذكره، واللفظ لابن ماجه. وعند أحمد: قرأ يوم الجمعة براءة.
وإسناده حسن؛ لأنَّ الدراوردي، وشريكًا صدوقان، وقال البوصيري: «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات».
وحسَّن إسناده المنذري في الترغيب، ورواه ابن خزيمة (١٨٠٧) والحاكم (١/ ٢٨٧) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، عن شريك، عن عطاء، عن أبي ذر فذكر نحوه، إلَّا أنَّه ذكر سورة براءة أيضا بدل سورة الملك.
وإسناد ابن خزيمة والحاكم صحيح، رجاله كلهم ثقات، قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه».
وقال الذهبي: «ما أحسب عطاء أدرك أبا ذر».
قال الأعظمي: أبو ذر توفي سنة (٣٢)، وكان مولد عطاء سنة (١٩) فلا يبعد إدراكه إياه. والله أعلم.
وقد رُوي هذا الحديث من وجوهٍ أُخرى مُختلفة أشار إليها البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٢٠).
ورُوي من حديث أبي الدرداء، قال: «جلس رسول الله ﷺ يومًا على المنبر، فخطب الناسَ، وتلا آية وإلى جنبي أبي بن كعب ...». فذكر نحوه. وزاد في آخره: فقال: (يعني رسول الله ﷺ): «صدق أبي، فإذا سمعت إمامك يتكلَّم فأنصت حتَّى يفرغَ».
أخرجه الإمام أحمد (٢١٧٣٠): عن مكي، ثنا عبد الله بن سعيد، عن حرب بن قيس، عن أبي الدرداء.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أنَّه منقطع؛ حرب بن قيس لم يسمع من أبي الدرداء، قال أبو حاتم: «لم يدرك أبا الدرداء، وهو مرسل، وهو في سن مالك بن أنس». «تحفة التحصيل: ٦٣».
ولا يصح ما رُوي عن أبي هريرةَ، قال: بينما رسول الله ﷺ يخطب يوم الجمعة إذ قال أبو ذر لأُبي بن كعب ... «وذكر نحوه.
رواه الطيالسي في مسنده (٢٤٨٦) والبزار (٦٤٣ - كشف الأستار) من طريق أسود بن عامر، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرةَ.
والصحيح أنَّ هذا الحديث يرويه أبو سلمة مرسلًا، لا يذكر فيه أبا هريرة. انظر «العلل» للدارقطني (٨/ ٥١).
وأمَّا ما رُوي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنَّه قال: دخل عبد الله بن مسعود المسجد والنبي ﷺ
يخطب، فجلس إلى جنب أبي بن كعب، فسأله عن شيءٍ، أو كلَّمه عن شيءٍ، فلم يرد عليه، فظنَّ ابن مسعود أنَّه موجِدة، فلمَّا انفتل النبي ﷺ من صلاته قال ابن مسعود: «يا أُبي! ما منعك أن تردَّ عليَّ؟ قال: إنَّك لم تحضر معنا الجمعةَ، قال: بمَ؟ قال: تكلَّمت والنبي ﷺ يخطب. فقام ابن مسعود فدخل على رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، فقال له رسول الله ﷺ: «صدق أُبي، أَطع أُبيًّا». فهو ضعيف.
رواه أبو يعلى (٣٦٤ - المقصد العلي) ومن طريقه ابن حبان (٢٧٩٤) والطبراني في «الأوسط» (٩٩٢ - مجمع البحرين) من طريق يعقوب القمي، عن عيسى بن جارية، عن جابر.
قال الهيثمي: «رواه أبو يعلى والطبراني في: الأوسط«بنحوه، وفي «الكبير» باختصار، ورجال أبي يعلى ثقات».
قال الأعظمي: بل مداره على عيسى بن جارية، وهو ضعيف؛ ضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وقال: «منكر الحديث».
وقال ابن عدي: «أحاديثه غير محفوظة».
قال الأعظمي: وهذا الحديث كما قال ابن عدي غير محفوظ؛ لأنَّ هذه القصَّة إنَّما وقعت بين أبي الدرداء وأبي، وذكر ابن مسعود فيه غير محفوظ، والله أعلم.
وقوله: «موجدة»: أي غضبا. كما في «النهاية».
ورُوي أيضا من حديث ابن عباس، وفيه أنَّ القصَّة دارت بين ابن مسعود وبين رجلٍ لم يُسم.
رواه ابن خزيمة (١٨٠٩) وفي إسناده الحسين بن عيسى، وهو ضعيفٌ.
جموع أحكام صلاة الجمعة

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 103 من أصل 138 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

  • 📜 حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب