حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من صبر على ذهاب بصره فله الجنة

عن العرباض بن سارية، عن النبي ﷺ، عن ربِّه، قال: «إذا سلبت من عبدي
كريمتيه، وهو بهما ضنين، لم أرض له ثوابًا دون الجنَّة إذا حمدني عليهما».

حسن: رواه ابن حبَّان في «الصحيح» (٢٩٣١) عن يحيى بن محمد بن عمرو -بالفُسطاط- قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال: حدَّثنا عمرو بن الحارث، قال: حدّثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: حدَّثنا لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن العرباض بن سارية، فذكر مثله.

عن العرباض بن سارية، عن النبي ﷺ، عن ربِّه، قال: «إذا سلبت من عبدي
كريمتيه، وهو بهما ضنين، لم أرض له ثوابًا دون الجنَّة إذا حمدني عليهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والوعد الإلهي، يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى، وهو من الأحاديث القدسية. وإليك الشرح الوافي له على منهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● سُلبت: نُزعت وأُخذت قسرًا.
● عبدي: أي المؤمن الذي يعبد الله حق عبادته.
● كريمتيه: هما العينان، وهما من أعز ما يملكه الإنسان وأنفسه.
● ضنين: بخيل بهما شديد الحرص عليهما، يخشى فقدهما.
● لم أرض له ثوابًا دون الجنة: أي لا أقبل له عوضًا أو جزاءً أقل من الجنة.
● حمدني عليهما: أي شكرني ورضي بقضائي عند فقدهما.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه إذا ابتلى عبدًا من عباده المؤمنين بأخذ نعمة عزيزة وغالية عليه، وهما عيناه، وكان هذا العبد شديد الحرص عليهما وخائفًا من فقدهما، ثم صبر واحتسب ورضي بقضاء الله وشكر الله تعالى في هذه المصيبة، فإن الله تعالى يجزيه أعظم الجزاء، وهو الجنة، ولا يرضى له بثواب أقل من ذلك.
وهذا من كرم الله تعالى وجوده، حيث يعوض العبد المؤمن على صبره وحمده بأعظم مما فقده، فبدل عينيه في الدنيا يعطيه الجنة في الآخرة، وهي النعيم المقيم الذي لا يفنى.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظم جزاء الصبر على البلاء: خاصة على فقد أعز النعم.
● الرضا بقضاء الله: من أعلى درجات الإيمان، ويؤجر عليه العبد.
● الحمد والشكر في كل حال: حتى في أوقات المصائب، فهو دليل على كمال الإيمان.
● سعة كرم الله وجوده: حيث يعوض الصابرين بما هو خير مما فقدوا.
● الابتلاء علامة محبة: فالله إذا أحب عبدًا ابتلاه، وكلما كان البلاء أعظم كان الأجر أعظم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني.
- "الكريمتان" قد تطلق على غير العينين، كالولدين أو غير ذلك، ولكن الأكثر أنها العينان.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الحديث عند المصائب، خاصة في فقد الأعزاء أو النعم، ليتعزى ويصبر.
- من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك"، فالنعم قد تزول، ولكن الصبر عليها يوجب نعماً أعظم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للصبر والرضا في جميع أحوالنا، وأن يعوضنا خيرًا مما نفقد، إنه جواد كريم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبَّان في «الصحيح» (٢٩٣١) عن يحيى بن محمد بن عمرو -بالفُسطاط- قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال: حدَّثنا عمرو بن الحارث، قال: حدّثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: حدَّثنا لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن العرباض بن سارية، فذكر مثله.
وإسناده حسن؛ فإنَّ عمرو بن الحارث -وهو ابن الضحاك الزبيدي- وسويد بن جبلة الفزاري، لم يوثقهما إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ في الأول: «مقبول»، أي: حيث يتابع، وقد توبع، فقد رواه البزار (٧٧١ - كشف الأستار) عن الحسين بن مهدي، ثنا عبد القدوس بن الحجاج، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن العرباض بن سارية، فذكر مثله، دون قوله «إذا حمدني عليهما». قال البزار: «لا نعلمه عن العرباض بأحسن من هذا الإسناد».
قال الأعظمي: الإسناد الأول أحسن من هذا؛ لأنَّ أبا بكر بن أبي مريم في إسناد البزار ضعيف، كما في «التقريب»، وبه أعلَّه الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠٨).
وأمَّا ما رُوي عن بريدة، وزيد بن أرقم، ففيهما جابر الجعفي، وفيه كلام كثير، رواه البزار (٧٦٩، ٧٧٠ - كشف الأستار).
وكذلك لا بصح ما رُوي عن عائشة بنت قدامة بن مظعون مرفوعًا: «عزيز على الله عز وجل أن يأخذ كريمتي مسلم ثمَّ يدخله النار».
قال يونس: «يعني عينيه».
رواه الإمام أحمد (٢٧٠٦٣) والطبراني في «الكبير» (٢٤/ ٨٥٦) كلاهما من طريق عبد الرحمن ابن عثمان، قال: حدثني أبي، عن أمه عائشة بنت قدامة، فذكرته.
وعبد الرحمن بن عثمان هو ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب، من رجال «تعجيل المنفعة» قال أبو حاتم: «يهولني كثرة ما يُسنِد». وذكر الذهبي في «الميزان، أنَّ أبا حاتم ضعَّفه. وبه أعله الهيثمي في: المجمع (٢/ ٣٠٨)، وأمَّا الحافظ ابن حبَّان؛ فذكره في كتابه»الثقات (٨/ ٣٧٢) ولم يذكر من روي عنه سوى سعيد بن سليمان الواسطي.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي ظلال القسملي، أنَّه دخل على أنس بن مالك، فقال له: «يا أبا ظلال! متى أُصيب بصرك؟ قال: لا أعقله. قال: ألا أحدثك حديثًا حدثنا به رسول الله ﷺ، عن جبريل عليه السلام، عن ربِّه تبارك وتعالى، قال: «إنَّ الله قال: يا جبريل! ما ثواب عبدي إذا
أخذت كريمتيه إلَّا النظر إلى وجهي، والجوار في داري». ولقد رأيتُ أصحاب النبي ﷺ يكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم».
رواه الطبراني في: الأوسط (٨٨٥٠) عن مقدام بن داود، قال: حدَّثنا أسد بن موسي، قال: حدثنا أشرس بن الربيع أبو شيبان الهذلي، قال: حدَّثنا أبو ظلال القسملي، فذكر مثله.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديثَ عن أشرس إلَّا أسد بن موسي».
وقال الهيثمي في: المجمع (٢/ ٣٠٩): «فيه أشرس بن الربيع، لم أجد من ذكره، وأبو ظلال ضئفه أبو داود، والنسائي، وابن عدي، ووثقه ابن حبان».
قال الأعظمي: أشرس بن الربيع ترجمه البخاري في: التاريخ الكبير (٢/ ٤٢) وابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل (٢/ ٣٢٢) وذكره ابن حبان في: الثقات (٦/ ٨٠) وذكر جماعة من الرواة عنه.
أمَّا أبو ظلال؛ فجاء ذكره في حديث أنس في أوَّل الباب، إلَّا أنَّ البخاري قال فيه: «أبو ظلال ابن هلال، عن أنس، عن النبي ﷺ. وتعقَّبه الحافظ في «الفتح» (١٠/ ١١٧) فقال: أبو ظلال -بكسر الظاء المعجمة، والتخفيف- واسمه هلال. والذي وقع في الأصل: أبو ظلال بن هلال.
صوابه: إما أبو ظلال هلال بحذف «ابن». وإما أبو ظلال بن أبي هلال بزيادة «أبي». واختلف في اسم أبيه، فقيل: ميمون، وقيل: سويد، وقيل: يزيد، وقيل: زيد، وهو ضعيف عند الجميع، إلَّا أنَّ البخاري قال: إنَّه «مقارب الحديث». وليس له في صحيحه غير هذه المتابعة. وذكر المزي في ترجمته أنَّ ابن حبان ذكره في «الثقات»، وليس بجيد؛ لأنَّ ابن حبَّان إنَّما ذكره في «الضعفاء» (١١٤٦) فقال: «لا يجوز الاحتجاج به، وإنَّما ذكر في: الثقات (٥/ ٥٠٤) هلال بن أبي هلال آخر، روى عنه يحيى المتوكِّل. وقد فرق البخاري بينهما، ولهم شيخ ثالث، يقال له: هلال بن أبي هلالي، تابعي أيضًا روى عنه ابنه محمد، وهو أصلح حالًا في الحديث منهما». انتهى.
والخلاصة: أنَّ حديث أبي ظلال ضعيف.
وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عمر، وغيرهما وهي كلها ضعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

  • 📜 حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب