حديث: أخذتك أم ملدم قط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن لم يُصب بأذًى

عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابي على رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «أخذتك أم ملدم قط؟». قال: وما أم ملدم؟ قال: «حر يكون بين الجلد واللحم». قال: ما وجدتُّ هذا قط. قال: «فهل أخذك الصداع قط؟» قال: وما الصداع؟ قال: «عروق تضرب على الإنسان في رأسه». قال: ما وجدت هذا قط. قال: فلمّا ولَّى قال: «من أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النّار فلينظر إلى هذا».

حسن: رواه الإمام أحمد (٨٣٩٥) والبزّار - (٧٧٨ - كشف) كلاهما من طريق محمد بن عمرو ابن علقمة، حَدَّثَنَا أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابي على رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «أخذتك أم ملدم قط؟». قال: وما أم ملدم؟ قال: «حر يكون بين الجلد واللحم». قال: ما وجدتُّ هذا قط. قال: «فهل أخذك الصداع قط؟» قال: وما الصداع؟ قال: «عروق تضرب على الإنسان في رأسه». قال: ما وجدت هذا قط. قال: فلمّا ولَّى قال: «من أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النّار فلينظر إلى هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخل أَعْرَابِيٌّ على رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: «أَخَذَتْكَ أُمُّ مَلْدَمٍ قَطُّ؟». قال: وَمَا أُمُّ مَلْدَمٍ؟ قال: «حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ». قال: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ. قال: «فَهَلْ أَخَذَكَ الصُّدَاعُ قَطُّ؟» قال: وَمَا الصُّدَاعُ؟ قال: «عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ». قال: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ. قال: فَلَمَّا وَلَّى قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا».
[رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني]


1. شرح المفردات:


● أَعْرَابِيٌّ: رجل من سكان البادية، معروف بغلظة الطباع وقلة العلم بالدين.
● أُمُّ مَلْدَمٍ: نوع من الحمى الشديدة التي تؤلم الجسم، وتوصف بأنها نار بين الجلد واللحم.
● الصُّدَاعُ: وجع الرأس المعروف.
● عُرُوقٌ تَضْرِبُ: أي عروق الرأس التي يحدث فيها النبض والألم عند الصداع.
● وَلَّى: انصرف وذهب.
● أَهْلِ النَّارِ: من يستحقون العذاب في النار بسبب كفرهم أو معاصيهم.


2. شرح الحديث:


يدخل أعرابي على النبي ﷺ، فيسأله النبي عن أمرين من أنواع الألم والابتلاءات التي تصيب البشر:
- الأول: أم مَلْدَم (وهي حمى شديدة).
- الثاني: الصداع (ألم الرأس).
فينكر الأعرابي أنه شعر بأي منهما في حياته، مما يدل على أنه لم يُصَبْ بألم يذكِّره بضعفه كعبد لله، ولم يُبتَلَ بما يرقق قلبه ويذكره بالله.
فلما انصرف الأعرابي، أخبر النبي ﷺ أن هذا الرجل من أهل النار؛ لأنه لم يُصَبْ ببلاء في الدنيا يكفر به خطاياه، أو يذكره بربه، فسيحاسب على ذنوبه كاملة في الآخرة دون تكفير، فيدخل النار إلا أن يتغمده الله برحمته.


3. الدروس المستفادة:


● البلاء نعمة تكفيرية: الابتلاء بالأمراض والأوجاع يكفر السيئات ويرفع الدرجات.
● الغفلة عن الله من أسباب الهلاك: عدم الشعور بالضعف أمام الله يؤدي إلى القسوة والغفلة، وهي من صفات أهل النار.
● التذكير بنعمة الصحة: الصحة نعمة عظيمة، ولكن يجب أن تستغل في طاعة الله لا في المعصية.
● الحكمة من الابتلاء: الابتلاء يذكر العبد بربه، ويجعله يتضرع إليه، ويشعر بضعفه وحاجته إلى الله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن من لم يُبتَلَ في الدنيا بشيء من الأمراض أو المصائب، فإنه قد يحرم من تكفير السيئات، فيؤدي ذلك إلى دخول النار إذا مات على المعاصي.
- ليس كل من لم يُبتَلَ يدخل النار، بل المقصود من كان غافلاً عن الله، متكبراً، لم يُذكِّره ألمٌ بضعفه، فاستمر في غفلته.
- ينبغي للمسلم أن يشكر الله على نعمة الصحة، وأن يستغلها في الطاعة، وأن يدعو الله أن يعيذه من الغفلة والقَسوة.

أسأل الله أن يعافينا من كل بلاء، وأن يوفقنا لشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٨٣٩٥) والبزّار - (٧٧٨ - كشف) كلاهما من طريق محمد بن عمرو ابن علقمة، حَدَّثَنَا أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده حسن؛ من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فإنَّه حسن الحديث. وصحَّحه ابن حبَّان (٢٩١٦) والحاكم (١/ ٣٤٧)، وقال: «على شرط مسلم».
معنى الحديث:
قال الحافظ ابن حبَّان: «قوله ﷺ: «من أحبَّ أن ينظر إلى رجلٍ من أهل النّار فلينظر إلى هذا». لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء، وقلة الصبر على ضدّه، وذلك أنَّ الله -جلَّ وعلا- جعل العللَ في هذه الدُّنيا، والغموم، والأحزان، سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد ﷺ إعلام أُمَّته أنَّ المرْءَ لا يكاد يتعرَّى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيَّامه ولياليه، وإيجاب النّار له بذلك إن لم يتفضَّل عليه بالعفو، فكأنَّ كلَّ إنسانٍ مرتهنٌ بما كسبت يداه، والعلل تُكفِّر بعضها عنه في هذه الدُّنيا، لا أنَّ من عوفي في هذه الدُّنيا يكون من أهل النّارِ».
قال الأعظمي: هذا الذي ذكره ابن حبَّان مستقيم على العموم، أمَّا في خصوص هذا الرّجل؛ فلعلَّ النَّبِيّ ﷺ اطَّلع منه على أسبابٍ لإيجاب النّار له. والله أعلم.
وأمّا ما رُوي عن أنس مرفوعًا مثله، وزاد فيه: «أخرجوه عنِّي». فهو ضعيف، رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (٥٩٠٥)، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجُفريّ، جمهور أهل العلم على تضعيفه، قال الحافظ: «ضعيف الحديث مع عبادته وفضله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذتك أم ملدم قط

  • 📜 حديث: أخذتك أم ملدم قط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذتك أم ملدم قط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذتك أم ملدم قط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذتك أم ملدم قط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب