ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

عن عائشة قالت: ما رأيت أحدًا أشدَّ عليه الوجع من رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤٦)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٧٠) كلاهما من حديث شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل (هو شقيق بن سلمة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة قالت: ما رأيت أحدًا أشدَّ عليه الوجع من رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من صبر النبي ﷺ وجَلَده، وهو حديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● أشدَّ عليه الوجع: أي أكثر تألُّمًا وتعبيرًا عن الألم عندما يُصيبه المرض.
● الوجع: الألم والمرض.
2. معنى الحديث:
تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما كانت تراه من حال النبي ﷺ عندما كان يمرض، فتقول بأنها لم ترَ أحدًا من الناس يصبر على الألم مثل صبره، ومع ذلك كان يُظهر تأثُّره الشديد بالوجع الذي يُصيبه، وهذا من كمال بشريته ﷺ.
3. الدروس المستفادة:
● كمال بشرية النبي ﷺ: فكان يُصيبه ما يُصيب البشر من الأمراض والأوجاع، مما يدل على أنه بشرٌ مثلنا، لكنه يختلف عنا بوحي الله تعالى له.
● الصبر مع الإظهار المشروع للألم: ليس من الصبر أن لا يشعر الإنسان بالألم، بل الصبر الحقيقي هو التحمل مع وجود الألم، وإظهار الألم لا ينقص من قدر الصبر إذا كان within الحدود الشرعية.
● رفق الله تعالى بنبيه: فكان يمرض ليرفع الله درجاته ويُكفِّر عنه سيئاته، كما في الحديث: «ما يُصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه» (رواه البخاري).
● التعامل مع المرض كابتلاء واختبار: فالنبي ﷺ كان أشد الناس بلاءً، ومرضه كان جزءًا من هذا البلاء الذي رفع به الله قدره.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث لا يتناقض مع الأحاديث الأخرى التي تذكر صبر الأنبياء على البلاء، بل هو يُظهر الجانب الإنساني للنبي ﷺ.
- ينبغي للمسلم عندما يُصاب بالمرض أن يتذكر أن النبي ﷺ قد مرَّ بهذا، فيصبر ويحتسب، ولا يمنعه ذلك من أن يشتكي إلى الله تعالى أو يطلب العلاج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤٦)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٧٠) كلاهما من حديث شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل (هو شقيق بن سلمة.)، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

📜 حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية