حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بلوغ الدرجات بالابتلاء
حسن: رواه أبو يعلى (٦٠٦٩) عن أبي كريب، حدَّثنا يونس بن بكير، حدَّثنا يحيى بن أيوب، حدَّثنا أبو زرعة، حدَّثنا أبو هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تبين حكمة الله تعالى في ابتلاء عباده.
شرح المفردات:
● المنزلة: المكانة الرفيعة والدرجة العالية في الجنة.
● ما يبلغها بعمل: لا يستطيع الوصول إليها بأعماله الصالحة وحدها.
● يبتليه: يختبره ويصيبه.
● بما يكره: بالمصائب والمكاره في الدنيا من مرض أو فقر أو غير ذلك.
شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن للعبد عند الله منزلة عالية ومكانة رفيعة في الآخرة، لكنه بقدر أعماله الصالحة لا يستطيع بلوغ تلك المنزلة. فيبتليه الله تعالى في الدنيا بالمصائب والمكاره، من مرض أو فقر أو خوف أو غير ذلك من أنواع البلاء، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر عند الله، فيرفعه الله بتلك المصائب إلى المنزلة التي أعدها له.
الدروس المستفادة:
1- حكمة الله في الابتلاء: فالله تعالى يبتلي عباده لحكم عظيمة، منها رفع درجاتهم وتكفير سيئاتهم.
2- الصبر على البلاء: على المسلم أن يصبر على ما يصيبه من مصائب، ويحتسب الأجر عند الله، فإن في الصبر على البلاء أجرًا عظيمًا.
3- الابتلاء علامة محبة: فالله إذا أحب عبدًا ابتلاه، كما في الحديث: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم".
4- التفاؤل في الشدائد: لا ينبغي للمسلم أن يقنط من رحمة الله عند نزول المصيبة، بل يتذكر أن فيها خيرًا له ورفعة في الدرجات.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على البلاء" و"الرضا بقضاء الله وقدره".
- ينبغي للمسلم عند نزول المصيبة أن يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها" كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.
- من أعظم الثمار الإيمانية لهذا الحديث: الطمأنينة القلبية عند نزول المصائب، والثقة بحكمة الله تعالى ورحمته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يرزقنا حسن الظن به في السراء والضراء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٩٢) وقال: «رواه أبو يعلى وفي رواية له: «يكون له عند الله المنزلة الرفيعة«، ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه ابن حبَّان في الصحيحه (٢٩٠٨) عن محمد بن العلاء بن كريب (وهو أبو كريب الكوفي المشهور بكنيته)، والحاكم (١/ ٣٤٤) من طريق أحمد بن عبد الجبار - كلاهما عن يونس بن بكير بإسناده مثله.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ولكن رده الذهبي فقال: «يحيي وأحمد ضعيفان، وليس يونس بحجَّة».
قال الأعظمي: يحيى هذا هو ابن أيوب بن أبي زرعة البجلي، وثَّقه أبو داود، والبزار، وقال ابن معين: «ليس به بأس». فمثله يحسن حديثه، ولا يُضعَّف، وإن كان ابن معين قد ضعَّفه في رواية عنه؛ ولذا قال فيه الحافظ: «لا بأس به».
وأحمد بن عبد الجبار (وهو العُطاردي) وإن كان ضعيفًا؛ فقد قال فيه الدارقطني: «لا بأس به، على أنَّه لم ينفرد كما رأيتَ.
وأمَّا يونس بن بكير (وهو الشيباني) فهو وإن لم يكن حجَّة، فإنَّه لا ينزل عن مرتبة الحسن؛ وقد قال الذهبي نفسه في: الميزان«في ترجمته: «أحد أئمة الأثر والسير». ثمَّ قال: وقد أخرج مسلم ليونس في الشواهد، لا في الأصول، وكذلك ذكره البخاري مستشهدًا به، وهو حسن الحديث».
واكتفى الحافظ في «التقريب» بقوله: «يخطئ». والله أعلم.
وفي الباب ما رُوي عن محمد بن خالد السلمي، عن أبيه، عن جدِّه -وكانت له صحبة من رسول الله ﷺ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله؛ ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثمَّ صبَّره على ذلك حتَّى يُبَلِّغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالي».
رواه أبو داود (٣٠٩٠) من طريقين، عن أبي المليح، عن محمد بن خالد بإسناده، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٢٣٣٨) وابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (٣٩) والطبراني في «الكبير» و«الأوسط» كما في «الترغيب» (٤/ ٢٨٣) وقال: «ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي، ولم يرو عن خالد إلَّا ابنه محمد».
وقال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٩٢): «رواه الطبراني في الكبير» و«الأوسط»، وأحمد، وفيه قصة، ومحمد بن خالد وأبوه لم أعرفهماء. فهذا يعني أنَّ محمدًا وأباه مجهولان.
وكذا قال الحافظ في «التقريب».
وهو محمد بن خالد بن اللَّجْلاج السلمي، قال الحافظ في ترجمة خالد بن اللجلاج: «أخرج له أبو داود، ولم يُسمِّ أباه، لكن سمَّاه ابن منده».
قال الأعظمي: وكذلك سمَّاه أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (٥/ ٢٤٢٦) بأنَّه: «اللجلاج بن حكيم السلمي». وأخرج حديثه هذا، وقال الذهبي في «الميزان» في ترجمة محمد بن خالد، عن
أبيه، عن جدِّه أبي خالد السلمي: «لا يُدري من هؤلاء، روى عنه أبو المليح الرقي».
والقصة التي أشار إليها الهيثمي هي أنَّ جدّه خرج زائرًا لرجل من إخوانه فبلغه أنه شاكي قبل أن يدخل عليه، فدخل عليه فقال: «أتيتك زائرًا، وأتيتك عائدًا، ومبشِّرًا. قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال: خرجت وأنا أُريد زيارتك فبلغني شكايتك فكانت عيادة، وأُبشِّرك بشيءٍ سمعته من رسول الله ﷺ، فذكر الحديث.
وفي الباب أيضًا عن عائشة مرفوعًا: «إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها من العمل، ابتلاه الله عز وجل بالحزن ليكفرها عنه».
رواه الإمام أحمد (٢٥٢٣٦)، والبزار (٣٢٦٠ - كشف) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
وليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 47 لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة
- 48 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم
- 49 الحُمَّى تكون طَهورًا للمؤمن
- 50 من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه
- 51 المؤمن لا يصيبه شوكة إلا كفرت خطاياه
- 52 من يشاك شوكة إلا كُتبت له بها درجة ومُحيت عنه...
- 53 من نوقش الحساب هلك
- 54 الحُمَّى تحطُّ الخطايا كما تحطُّ الشجر ورقها
- 55 إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد
- 56 إن الصالحين يشدَّد عليهم
- 57 ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله عنه...
- 58 مرض المسلم يذهب الله به خطاياه
- 59 مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار
- 60 ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر...
- 61 الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها
- 62 صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه
- 63 يصب عليهم الأجر صبا حتى يتمنى أهل العافية قرض أجسادهم
- 64 امرأة من أهل الجنة تصبر على الصرع وتطلب دعاء النبي
- 65 امرأة بها لمم تأتي النبي وتصبر على البلاء
- 66 من عبد يُصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها...
- 67 إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة
- 68 من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون...
- 69 ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض...
- 70 إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا...
- 71 إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين
- 72 الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
- 73 من يرد الله به خيرا يصب منه
- 74 من صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
- 75 عبد أراد الله بك خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه
- 76 إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر
- 77 عجبت من قضاء الله للمؤمن
- 78 عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان...
- 79 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح
- 80 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع
- 81 مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر وتستقيم
- 82 ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لكِ
- 83 أخذتك أم ملدم قط
- 84 لا حاجة لي في ابنتك
- 85 ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب
- 86 ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ
- 87 مات النبي وهو بين حاقنتي وذاقنتي
- 88 إن من نعم الله علي أن رسول الله ﷺ توفي...
- 89 إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة
- 90 من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة
- 91 من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة
- 92 من عاد مريضًا كان ضامنًا على الله
- 93 من عاد مريضًا خاض في الرحمة
- 94 اتبعوا الجنائز وعودوا المريض وأجيبوا الداعي وانصروا المظلوم
- 95 حق المسلم على المسلم خمس
- 96 من أصبح صائما وتبع جنازة وأطعم مسكينا وعاد مريضا دخل...
معلومات عن حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
📜 حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








