حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من صبر على ذهاب بصره فله الجنة
حسن: رواه ابن ماجه (١٥٩٧) عن هشام بن عمار، قال: حدَّثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدَّثنا ثابت بن عجلان، عن القاسم، عن أبي أُمامة، فذكر الحديثَ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والوعد الإلهي للمؤمن الصابر، وهو يرويه الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام ابن ماجه في سننه، وهو حسن.
أولاً. شرح المفردات:
● ابن آدم: خطاب من الله تعالى لجميع البشر، لكن المقصود به هنا المؤمن الذي يمتثل لأمر ربه.
● صبرتَ: الصبر هو حبس النفس عن التسخط والجزع، وعن فعل ما لا يليق شرعاً عند نزول المصيبة.
● احتسبتَ: أي طلبت الأجر من الله تعالى، ورضيت بقضائه وقدره، وأخلصت النية له سبحانه.
● الصدمة الأولى: هي اللحظة الأولى للمصيبة، حين يفاجأ الإنسان بها، وهي أشد لحظات الصعوبة والألم.
● لم أرضَ ثوابًا دون الجنَّة: أي لم أقبل أن أجزيك بثواب أقل من الجنة، فثوابك محدد ومضمون وهو الجنة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث القدسي أن الله تعالى يتكلم ويعد عبده المؤمن بوعد عظيم. يقول الله سبحانه: يا ابن آدم، إذا أصابتك مصيبة في نفسك أو مالك أو أهلك، فاستقبلتها بالصبر الحقيقي، فلم تسخط بقلبك أو لسانك أو جوارحك، بل حبست نفسك عن الشكوى لغير الله، وسلمت لأمر الله، واحتسبت الأجر عند الله، ورجوت ثوابه، وخاصة في اللحظة الأولى للمصيبة، التي هي أشد لحظات الصدمة والألم، حيث يكون رد الفعل الطبيعي هو الصراخ والجزع... فإن فعلت ذلك، فإني لا أرضى لك ثواباً أقل من الجنة، بل أجزيك أعلى الدرجات وأعظم المثوبة، وهي دخول جنات النعيم.
والحديث يبرز أهمية اللحظات الأولى للمصيبة، فالصبر فيها هو الأصعب والأثقل على النفس، وهو (لذلك) الأعظم أجراً عند الله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله وفضله: فمن يتصرف تصرفاً واحداً في لحظة صعبة (وهو الصبر والاحتساب) يكافئه الله بأعظم (مكافأة) على الإطلاق، وهي الجنة، التي هي غاية أمل كل مؤمن.
2- بيان قيمة الصبر عند المصيبة: وأنه ليس مجرد كتمان للألم، بل هو عبادة عظيمة يترتب عليها أعلى الثواب.
3- الترغيب في الاستعداد للمصائب: على المسلم أن يستعد نفسياً وشرعياً لمواجهة المصائب بتذكر هذا الوعد العظيم، حتى لا يفاجأ فيسخط.
4- الاحتساب سر قبول العمل: لا يكفي الصبر (ظاهرياً)، بل لابد أن يقترن بنية صادقة وطلب للأجر من الله تعالى (الاحتساب).
5- تفاضل درجات الصبر: الصبر في اللحظة الأولى له مكانة خاصة لا تعادلها مكانة، فهو الاختبار الحقيقي لإيمان العبد.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "الصبر على أقدار الله المؤلمة"، وهو أحد أنواع الصبر الثلاثة (الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المصيبة).
- من الأدعية النبوية التي تعين على الصبر عند الصدمة الأولى: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها" (رواه مسلم).
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن المصائب هي ابتلاء من الله ليميز الصابر من الجازع، ويرفع بها درجات الصابرين ويحط بها خطاياهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يوفقنا لبلوغ جنته دار النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الإمام أحمد (٢٢٢٢٨) عن إبراهيم بن مهدي، عن إسماعيل بن عياش، بإسناده، وزاد فيه: «إذا أخذتُ كريمتيك فصبرتَ».
وإسناده حسن؛ من أجل إسماعيل بن عياش، وهو أبو عتبة الحمصي، في حفظه لين، إلَّا أنَّه صدوق إذا روى عن أهل بلده. وهذا من روايته عن أهل بلده؛ فإنَّ شيخه ثابت بن عجلان الأنصاري، أبا عبد الله، حمصي نزل أرمينية، وهو «صدوق» أيضًا كما قال الحافظ في التقريب.
وشيخه القاسم بن عبد الرحمن شامي أيضًا. وإبراهيم بن مهدي الراوي عن إسماعيل بن عياش هو المصيصي، بغدادي الأصل، وثَّقه أبو حاتم، وذكره ابن حبَّان في «الثقات»، فهو في أقل أحواله لا ينزل عن درجة «صدوق»، غير أنَّ الحافظ جعله في درجة «مقبول»، أي حيث يتابع، وقد تابعه هشام بن عمار في هذا الحديث، وعنه رواه ابن ماجه وهو «صدوق» أيضًا، وقد وثَّقه ابن معين، والعجلي، وغيرهما.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 44 البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله
- 45 الله يبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب
- 46 بعث النبي الحمى إلى الأنصار فصبروا ستة أيام
- 47 لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة
- 48 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم
- 49 الحُمَّى تكون طَهورًا للمؤمن
- 50 من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه
- 51 المؤمن لا يصيبه شوكة إلا كفرت خطاياه
- 52 من يشاك شوكة إلا كُتبت له بها درجة ومُحيت عنه...
- 53 من نوقش الحساب هلك
- 54 الحُمَّى تحطُّ الخطايا كما تحطُّ الشجر ورقها
- 55 إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد
- 56 إن الصالحين يشدَّد عليهم
- 57 ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله عنه...
- 58 مرض المسلم يذهب الله به خطاياه
- 59 مثل المؤمن حين يصيبه الوعك كحديدة تدخل النار
- 60 ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر...
- 61 الأمراض كفارات وإن شوكة فما فوقها
- 62 صداع المؤمن يرفعه الله درجة ويكفر به ذنوبه
- 63 يصب عليهم الأجر صبا حتى يتمنى أهل العافية قرض أجسادهم
- 64 امرأة من أهل الجنة تصبر على الصرع وتطلب دعاء النبي
- 65 امرأة بها لمم تأتي النبي وتصبر على البلاء
- 66 من عبد يُصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها...
- 67 إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة
- 68 من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون...
- 69 ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض...
- 70 إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا...
- 71 إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين
- 72 الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل
- 73 من يرد الله به خيرا يصب منه
- 74 من صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
- 75 عبد أراد الله بك خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه
- 76 إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر
- 77 عجبت من قضاء الله للمؤمن
- 78 عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان...
- 79 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح
- 80 مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع
- 81 مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر وتستقيم
- 82 ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لكِ
- 83 أخذتك أم ملدم قط
- 84 لا حاجة لي في ابنتك
- 85 ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب
- 86 ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ
- 87 مات النبي وهو بين حاقنتي وذاقنتي
- 88 إن من نعم الله علي أن رسول الله ﷺ توفي...
- 89 إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة
- 90 من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة
- 91 من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خرافة الجنة
- 92 من عاد مريضًا كان ضامنًا على الله
- 93 من عاد مريضًا خاض في الرحمة
معلومات عن حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
📜 حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض ثوابا دون الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








