حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات القدم للَّه ﷿

عن أنس بن مالك، قال: قال النبيّ ﷺ: «لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد حتى يضع ربُّ العزّة فيها قدمه، فتقول: قطْ قطْ وعزّتِك، ويُزْوى بعضُها إلى بعض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأيمان والنّذور (٦٦٦١)، ومسلم في كتاب الجنة (٢٨٤٨) كلاهما من شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.

عن أنس بن مالك، قال: قال النبيّ ﷺ: «لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد حتى يضع ربُّ العزّة فيها قدمه، فتقول: قطْ قطْ وعزّتِك، ويُزْوى بعضُها إلى بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك، قال: قال النبيّ ﷺ: «لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد حتى يضع ربُّ العزّة فيها قدمه، فتقول: قطْ قطْ وعزّتِك، ويُزْوى بعضُها إلى بعض».


1. شرح المفردات:


● "لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد": أي أن النار لا تكف عن طلب المزيد من المعذَّبين.
● "حتى يضع ربُّ العزّة فيها قدمه": أي حتى يتدخل الله تعالى بقدرته وسلطانه.
● "فتقول: قطْ قطْ": كلمة تعني الاكتفاء والكفّ عن الطلب، أي "كفى كفى".
● "وعزّتِك": أي بقوة وعظمة الله تعالى وجلاله.
● "ويُزْوى بعضُها إلى بعض": أي تتقارب أجزاؤها وتنضغط بعضها إلى بعض.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أن نار جهنم لا تكف عن طلب المزيد من المعذَّبين لدخولها، حتى يتدخل الله تعالى فيضع فيها قدمه -عز وجل- على الوجه الذي يليق به دون تشبيه أو تكييف، فحينئذٍ تمتلئ النار وتضيق بمن فيها، فتقول: "كفى كفى بعزتك وجلالك"، فتنضغط أجزاؤها ويتقارب بعضها إلى بعض.


3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة الله وقدرته: فالحديث يظهر سُلطان الله تعالى وقهره، حتى النار التي هي أشد العذاب تخضع لإرادته.
● التحذير من عصيان الله: فالنار لا تشبع من المعذَّبين، مما يدل على خطورة المعصية وعظم خطر النار.
● الاعتقاد الصحيح في صفات الله: يجب الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. فقوله: "يضع فيها قدمه" من الصفات التي يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به دون تشبيه بخلقه.
● الرجاء في رحمة الله: فالله تعالى هو الذي يحدد قدر العذاب ومدته، وهو القادر على أن يخففه أو يرفعه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بالصفات، ويجب الإيمان بها دون تأويل أو تحريف، مع الاعتقاد أن الله لا يشبه شيئًا من خلقه.
- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وتلقيه بالقبول.
- فيه بيان أن النار مخلوقة لها شعور وإدراك، كما قال تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30].
- يُستفاد منه أن عذاب النار شديد، وأنها تتسع لعدد لا يحصى من الخلوق، ولكنها تمتلئ وتنضغط بأمر الله.

أسأل الله تعالى أن يُجيرنا من النار، وأن يُدخلنا جنات النعيم برحمته وكرمه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأيمان والنّذور (٦٦٦١)، ومسلم في كتاب الجنة (٢٨٤٨) كلاهما من شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
قال البخاريّ: رواه شعبة عن قتادة.
قال الأعظمي: وهو ما رواه البخاريّ (٤٨٤٨٠) عن عبد اللَّه بن أبي الأسود، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، بإسناده وفيه: «حتى يضع قدمه».
وكذلك رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٨٤) بالإسناد نفسه، وليس في رواية شعبة بيان من يضع قدمه.
ثم قال البخاريّ: وقال لي خليفة، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس. وعن معتمر، سمعت أبي، عن قتادة، عن أنس، عن النبيّ ﷺ قال: «لا يزال يُلْقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع ربُّ العالمين قدمه فينزوي بعضُها إلى بعض. ثم تقول: قد قد، بعزّتك وكرمك. ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ اللَّه لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنّة».
وتبيّن من هذا أن واضع القدم هو اللَّه سبحانه وتعالى.
وقوله: «قَط قَط» وفي رواية «قد قد» وقطْ بالتخفيف ساكنًا، ويجوز الكسر (قِط) بغير إشباع، و«قد» هي لغة أيضًا، وكلّها بمعنى يكفي وحسبي.
قال ابن خزيمة: اختلف رواةُ هذه الأخبار في هذه اللّفظة في قوله: «قَط» أو «قِط» فروى بعضهم بنصب القاف، وبعضهم بخفضها، وهم أهل اللّغة، ومنهم يقتبس هذا الشأن، ومحال أن يكون أهل الشّعر أعلم بلفظ الحديث من علماء الآثار الذين يعنون بهذه الصّناعة يروونها، ويسمعونها من ألفاظ العلماء، ويحفظونها، وأكثر طلاب العربية إنّما يتعلّمون العربية من الكتب المشتراة أو المستعارة من غير سماع، ولسنا ننكر أن العرب تنصب بعض حروف الشيء، وبعضها يخفض ذلك الحرف لسعة لسانها. قال المطلبيّ (أي الشَّافعيّ) ﵀: «لا يُحيط أحدٌ علمًا بألسنة العرب جميعًا غيرُ نبيّ». انتهى. كتاب التوحيد (١/ ٢٢٦ - ٢٢٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

  • 📜 حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب