حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من قول اللَّه تعالى في الحديث القدسي: «إن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».

وعن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ يقول: «يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منه، وإن تقرَّب إليَّ بشبر تقرّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٥)، ومسلم في الذكر والدّعاء (٢٦٧٥) كلاهما من حديث الأعمش، سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

وعن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ يقول: «يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منه، وإن تقرَّب إليَّ بشبر تقرّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله. هذا حديث عظيم من أحاديث القدسي، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل بكلمات تفيض رحمة وأملاً، تبين قرب الله من عبده وسعة كرمه.

أولاً. شرح المفردات:


● أنا عند ظن عبدي بي: أي أني أعامله حسب ما يظنه بي، فإن ظن خيراً فله، وإن ظن سوءاً فعليه.
● وأنَا معهُ إذا ذَكَرَنِي: أي بقربي ورقابتي وحفظي ومعونتي.
● في مَلأ: أي في جماعة من الناس.
● شِبْر وذِراع وبَاع: مقاييس للطول، والشبر ما بين طرف الإبهام والخنصر عند بسط الكف، والذراع من أطراف الأصابع إلى المرفق، والباع ضعف ذلك (من أطراف أصابع اليد اليمنى إلى أطراف أصابع اليد اليسرى عند بسطهما).
● أتَاهُ هرولة: صفة من صفات الله تعالى تليق بجلاله، لا تشبه هرولة المخلوقين، ومعناها الإسراع في الإجابة والقبول والإثابة، على الوجه الذي يليق به سبحانه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الله تعالى في هذا الحديث القدسي عن عظيم فضله وكرمه مع عباده، وأنه سبحانه يعامل العبد وفق ظنه به، فإن ظن أن الله يرحمه ويغفر له ويتقبل منه، كان الله له عند ذلك الظن، وإن ظن غير ذلك كان له ما ظن. ويؤكد الله على قربه من عبده حين يذكره، ويكافئه على ذكره بمزيد من القرب والذكر في الملأ الأعلى. ثم يبين سبحانه أن مضاعفة الثواب على العمل الصالح تتضاعف بشكل هائل، فالقليل من الطاعة يقابله الكثير من القبول والثواب، ومن سار إلى الله بخطوات الطاعة، أقبل الله عليه مسرعاً بالرحمة والقبول.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حسن الظن بالله: وهو من أعظم أبواب الخير، فيجب على المسلم أن يظن بربه خيراً في كل شيء،尤其在 أوقات الشدة والضيق وعند الدعاء، فالله كريم يحب من عباده أن يطلبوا فضله.
2- فضيلة ذكر الله: والمداومة عليه في كل حال، في الخلوة والجلوة، فإنه سبب لعون الله وقربه وذكر الله للعبد بين الملائكة المقربين.
3- سعة كرم الله وجوده: فالله تعالى يضاعف الحسنات أضعافاً كثيرة، ولا يضيع أجر من أحسن عملاً، والقليل من العمل مع الإخلاص يرفع العبد عند الله درجات.
4- الحث على الإقبال على الله: والمسارعة في الخيرات، فمن تقرب إلى الله نال رضاه وقربه، ومن سار إلى الله بجد وجد منه سبحانه إقبالاً ومكافأة تفوق عمله بكثير.
5- التيسير ورفع الحرج: فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ويقبل اليسير من العمل ويكافئ عليه بالكثير.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الرجاء التي تزرع في قلب المسلم التفاؤل وحسن الظن بالله، وتدفعه إلى العمل والإقبال على الطاعة دون يأس أو قنوط.
● حسن الظن بالله لا يعني الأمن من مكر الله، بل يجمع بين الخوف والرجاء، فيخاف العبد ذنوبه ويرجو رحمة ربه.
● الذكر يشمل كل أنواع الطاعات من تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء وقراءة قرآن وصلاة وغيرها.
- مضاعفة الله للثواب تختلف عن المضاعفة الحسابية المحدودة، فهو سبحانه يعطي على القليل الكثير، ويغفر الكبير من الذنوب بالتوبة النصوح.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يظنون به خيراً، ويذكرونه في كل حال، ويتقربون إليه بما يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٥)، ومسلم في الذكر والدّعاء (٢٦٧٥) كلاهما من حديث الأعمش، سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم عن محمد بن رافع، حدّثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة عن رسول اللَّه ﷺ، فذكر أحاديث منها، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه قال: إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيتُه بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع جئتُه أتيته بأسرع».
قال الذّهبيّ في «العلو» (١/ ٤٧٤) بعد ذكر الحديث: «هذا حديث صحيح، وفيه تفريق بين كلام النّفس، والكلام المسموع، فهو تعالى متكلم بهذا، وبهذا، وهو الذي كلّم موسى تكليمًا، وناداه من جانب الطّور، وقرَّبه نجيًّا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

  • 📜 حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب