حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الضّحك
وفي لفظ: «ضحك ربُّنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة».
متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٢٨) عن أبي الزّناد، عن الأعرج عن أبي هريرة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2826) ومسلم (رقم 1890) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث عظيم المعنى، غريب الظاهر، يظهر فيه سعة رحمة الله تعالى وعفوه.
وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
● يَضْحَكُ اللَّهُ: المقصود به الرضا والقبول، أو إظهار الرحمة واللطف، وليس الضحك الذي يعرفه البشر. فهو من صفات الله تعالى التي يجب إثباتها بلا تشبيه ولا تعطيل، على ما يليق بجلاله وعظمته.
● يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَر: أي أن أحدهما هو القاتل، والآخر هو المقتول.
● في سَبِيلِ اللَّهِ: أي في الجهاد الشرعي لإعلاء كلمة الله.
● يُقْتَل: أي يُقتل في المعركة فيصبح شهيداً.
● ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِل: أي يقبل توبته ويمحو ذنبه.
● فيُقَاتِلُ فَيُسْتَشْهَدُ: أي يعود فيجاهد مرة أخرى فيُقتل فيصبح شهيداً.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ عن رحمة الله الواسعة وعفوه، فيقول: إن الله يرضى ويرحم حال رجلين، كان أحدهما قد قتل الآخر في معركة سابقة، ثم دخل كلاهما الجنة.
القصة المُفْتَرَضة في الحديث على التريب:
● الرجل الأول: مجاهد صالح، خرج للجهاد في سبيل الله، فقُتِلَ في ساحة القتال، فنال فضل الشهادة ودخل الجنة.
● الرجل الثاني (القاتل): كان هذا الرجل يقاتل في صف الكفار (أو في فتنة بين المسلمين) فقَتَلَ ذلك المجاهد المسلم.
- ثم هداه الله تعالى للإسلام أو للتوبة النصوح (إن كان مسلماً مقصّراً)، فندم على ما فعل.
- فخرج مجاهداً في سبيل الله، يُريد أن يَكفِّر عن ذنبه، أو يطلب الشهادة ليموت على خير، فقُتِلَ في المعركة، فنال الشهادة ودخل الجنة.
فاجتمع الرجلان في الجنة: الأول كشهيد، والثاني كتائب مقبل على ربه، قُتِلَ شهيداً.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سعة رحمة الله وعفوه: الحديث من أعظم الأدلة على أن مغفرة الله تعالى تتسع لكل ذنب، حتى لو كان كبيراً كقتل نفس مؤمنة متعمدة، إذا تاب العبد توبة نصوحاً صادقة.
2- فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله: الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو مما يكفر الذنوب والخطايا، ويُرفع به العبد في الدرجات.
3- أن التوبة تهدم ما قبلها: لا ييأس عبد من رحمة الله أبداً، مهما عظم ذنبه. فالتوبة الصادقة تمحو الذنوب كلها، ويخرج الإنسان منها كمن لا ذنب له.
4- النية والعمل الخالص لله: دخل القاتل الجنة لأنه تاب توبة صادقة، وخرج مجاهداً يريد وجه الله، فمحا الله ذنبه بفضله وكرمه.
5- إثبات صفة الضحك لله تعالى: على الوجه اللائق به سبحانه، من غير تشبيه ولا تعطيل، وهو ضحك رحمة ورضا عن عبده التائب.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في "باب فضل الجهاد والشهادة" و "باب فضل التوبة".
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن قاتل النفس يمكن أن تكفر توبته ذنبه، ولا يلزمه القصاص إذا تاب قبل أن يُقدر عليه، لأن الله قبل توبته دون ذكر للقصاص.
- القصة توضح الفرق بين "القصاص" في الدنيا و"المغفرة" من الله في الآخرة. فالتوبة لا تسقط حق الآدمي في القصاص أو الدية في الدنيا إذا طُلب، ولكنها تمحو الإثم عند الله تعالى إذا كانت خالصة.
- فيه بيان لحكمة الله تعالى، حيث جعل من أسباب مغفرة الذنب الكبير (القتل) أن يموت التائب ميتة حسنة (الشهادة).
أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعاً، وأن يجعلنا من المتقين الأبرار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٢٦) عن عبد اللَّه بن يوسف، عن مالك، بإسناده.
ورواه مسلم في الإمارة (١٨٩٠) من وجه آخر عن سفيان، عن أبي الزّناد، بإسناده مثله. ورواه أيضًا من وجه آخر عن همَّام بن منبّه، وهو في صحيفته (١١١).
والرّواية الثانية أخرجها ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٥٦)، وابن حبان في صحيحه (٤٦٦٦) كلاهما من حديث مؤمّل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
ومؤمّل بن إسماعيل سيء الحفظ إِلَّا أنه توبع.
ورُوي مثله عن أنس بن مالك، رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٦٠) من طريق بشر بن الحسين أبي محمد الأصبهانيّ، قال: حدثنا الزبير بن عديّ، عن أنس، فذكر الحديث مثله.
وبشر هذا ضعيف جدًّا، بل قال الدّارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: يكذب على الزّبير. ترجمه الذّهبي في الميزان (١/ ٣١٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 317 اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة
- 318 الصدقة من كسب طيب تربيها الرحمن حتى تعود مثل الجبل
- 319 يُمسك السماوات يوم القيامة على إصبع
- 320 النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"
- 321 قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 322 ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 323 يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
- 324 نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا
- 325 إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه
- 326 قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 327 يد الله ملآى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار
- 328 يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى
- 329 اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
- 330 حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط
- 331 لا تزال جهنم تقول هل من مزيد
- 332 أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي
- 333 احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين
- 334 فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره
- 335 رجل وثور تحت رجل يمينه والنّسر للأخرى وليث مرصَّد
- 336 يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة
- 337 يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون
- 338 يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا
- 339 هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا: لا يا...
- 340 إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
- 341 إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا
- 342 ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
- 343 فلا يزال يدعو اللَّه حتى يضحك اللَّه منه
- 344 أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟
- 345 فيتجلى لهم يضحك
- 346 إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ويضحك أحسن الضحك
- 347 أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون...
- 348 لن نعدم من رب يضحك خيرا
- 349 عجب الله من عبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب...
- 350 عجب اللَّه من قوم يدخلون الجنة في السلاسل
- 351 إذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفيء السراج
- 352 راعي الغنم يؤذن ويصلي في رأس الجبل فيغفر الله له
- 353 إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة
- 354 ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته
- 355 المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه
- 356 الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره
- 357 الله أشد فرحا بتوبة عبده من الضال ببعيره
- 358 قأخطأ من شدّة الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك
- 359 الله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل وجد بعيره الضال
- 360 الله أشد فرحًا بتوبة عبده من الرجل براحلته
- 361 أعرض فأعرض الله عنه
- 362 يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردّهما صفرًا
- 363 يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع...
- 364 سبب تحريم الفواحش غيرة الله تعالى
- 365 وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك...
- 366 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
معلومات عن حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
📜 حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








