حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الضّحك
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٤٧٦)، وأبو يعلى (٦٨٥٥)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢٢٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٨٦)، والآجريّ في الشريعة (٦٥٠) كلّهم من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن نعيم بن همَّار رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبيَّ ﷺ: أيُّ الشهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يُلْقَوا في الصف لا يلفتون وجوهَهم حتى يُقتَلوا، أولئك يتلبَّطون في الغُرف العُلى من الجنة، ويضحك إليهم ربُّك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه».
(رواه أحمد في مسنده، وصححه الألباني)
1. شرح المفردات:
● يُلْقَوا في الصف: يُوضَعوا ويُرتَّبوا في صفوف القتال في سبيل الله.
● لا يَلْفِتون وجوهَهم: لا يلتفتون عن مواجهة العدو يمينًا أو شمالاً، بل يثبتون في أماكنهم.
● يَتَلَبَّطُون: يتمرغون ويتقلبون بنعيمٍ وسرور. وهي صورة حية تدل على التمتع الكامل بالنعيم.
● الغُرف العُلى: الحُجر العالية الرفيعة في الجنة، وهي من أفضل الدرجات.
● يضحك إليهم ربك: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله، نؤمن بها بلا كيفٍ ولا تمثيل، ومعناها الرضا والقبول والإنعام عليهم.
● فلا حساب عليه: أي أنه يدخل الجنة بغير حسابٍ ولا عذاب، وهذا من أعظم المنازل.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يجيب النبي ﷺ سائلًا سأله عن أفضل أنواع الشهداء، فيبيّن أن أفضـلهم من يقاتل في سبيل الله في الصف الأول، ثابت القلب، شجاعًا، لا يفرّ من الميدان، ولا يلتفت عنه خوفًا أو ترددًا، بل يواجه العدو بكل شجاعة وإقدام حتى يستشهد على هذه الحال. وهؤلاء هم الذين ينالون أعلى الدرجات في الجنة، ويُنعم عليهم برضا الله تعالى وفضله العظيم، حتى إنهم يكونون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- تفاضل درجات الشهداء: الشهادة في سبيل الله لها درجات، وأعلاها لمن ثبت في ساحة القتال ولم يفرّ، مما يحفز المسلم على طلب الأعلى والأفضل دائمًا.
2- الثبات في المواقف الصعبة: الحديث يربي في المسلم صفة الثبات والاستعداد للتضحية، وعدم الالتفات للوراء عند مواجهة الأخطار في سبيل الحق.
3- علو الهمة وطلب المعالي: بيان أن أعلى منازل الجنة («الغرف العلى») تُنال بالثبات على الحق والتضحية في سبيله، مما يشحذ همم المؤمنين لطلب هذه المنازل الرفيعة.
4- فضل رضا الله تعالى: أعظم ما يناله العبد هو رضا الله تعالى وضحكه إليه، وهو نعيمٌ أعظم من كل نعيم، وهو علامة القبول والأمن من الحساب.
5- بيان كرم الله وعطائه: أن الله تعالى يجزي المحسنين إحسانًا، وأن الثبات على الحق في الدنيا سببٌ لنيل أعلى الدرجات في الآخرة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب فضائل الجهاد والثبات فيه، وهو من الأحاديث التي ترفع المعنويات وتثبت قلوب المجاهدين والصالحين.
● الغرف العلى من الجنة هي منازل خاصة لأهل الدرجات العالية،如 الأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
- إثبات صفة الضحك لله تعالى كما يليق بجلاله من أصول أهل السنة والجماعة، يؤمنون بها بلا تشبيه ولا تعطيل.
- هذا الفضل العظيم (دخول الجنة بلا حساب) ليس مقصورًا على الشهيد فقط، بل ذكر العلماء أنه قد يناله غير الشهيد ممن غلب عليه الخير والاستقامة، لكن الشهيد من أبرز من يحصل على هذه المنزلة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن الشاميين من أهل بلده، وهذا منها فإنّ بحير -بفتح الباء وكسر المهملة- ابن سعيد هو أبو خالد حمصيّ، ولكن قال البخاريّ في التاريخ الكبير (٨/ ٩٥) بعد أن روى من هذا الطريق: «وقال محمد بن المثنى، عن عبد الوهّاب، نا برد -وهو ابن سنان- عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذاميّ، عن نعيم بن همّار الغطَفانيّ (فذكر الحديث)».
فأدخل بين كثير بن مرة، وبين نعيم بن همّار «قيس الجذاميّ». وقد أثبت البخاريّ سماع كثير ابن مرة من نعيم بن همّار وهو ممن سمع من النبيّ ﷺ، فيكون كثير بن مرة روى هذا الحديث من وجهين كلاهما صحيحان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 347 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 322 ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 323 يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
- 324 نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا
- 325 إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه
- 326 قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 327 يد الله ملآى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار
- 328 يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى
- 329 اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
- 330 حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط
- 331 لا تزال جهنم تقول هل من مزيد
- 332 أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي
- 333 احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين
- 334 فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره
- 335 رجل وثور تحت رجل يمينه والنّسر للأخرى وليث مرصَّد
- 336 يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة
- 337 يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون
- 338 يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا
- 339 هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا: لا يا...
- 340 إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
- 341 إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا
- 342 ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
- 343 فلا يزال يدعو اللَّه حتى يضحك اللَّه منه
- 344 أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟
- 345 فيتجلى لهم يضحك
- 346 إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ويضحك أحسن الضحك
- 347 أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون...
- 348 لن نعدم من رب يضحك خيرا
- 349 عجب الله من عبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب...
- 350 عجب اللَّه من قوم يدخلون الجنة في السلاسل
- 351 إذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفيء السراج
- 352 راعي الغنم يؤذن ويصلي في رأس الجبل فيغفر الله له
- 353 إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة
- 354 ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته
- 355 المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه
- 356 الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره
- 357 الله أشد فرحا بتوبة عبده من الضال ببعيره
- 358 قأخطأ من شدّة الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك
- 359 الله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل وجد بعيره الضال
- 360 الله أشد فرحًا بتوبة عبده من الرجل براحلته
- 361 أعرض فأعرض الله عنه
- 362 يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردّهما صفرًا
- 363 يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع...
- 364 سبب تحريم الفواحش غيرة الله تعالى
- 365 وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك...
- 366 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
- 367 المؤمن يغار، والله أشد غيرًا
- 368 لا شيء أغير من الله
- 369 تعجبون من غيرة سعد واللَّه لأنا أغير منه
- 370 يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله
- 371 يا آدم: إن اللَّه يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا...
معلومات عن حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
📜 حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








