حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات القدم للَّه ﷿

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجّت الجنَّةُ والنَّار، فقالت النار: أوثرتُ بالمتكبّرين والمتجبّرين» فذكر الحديث إلى قوله: «ولكليكما عليّ ملؤها». ولم يذكرْ ما بعده من الزّيادة.
وفي رواية من الزيادة: «ولكلّ واحدة منكما ملؤها، فأمَّا النّار فيُلقى فيها أهلها فتقول: هل من مزيد؟ ويلقى فيها أهلُها فتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضعُ قدميه عليها، فتنزوي وتقول: قِدْني قِدْني. وأما الجنة فيبقى منها ما شاء اللَّه أن يبقى فينشئُ اللَّه لها خلقًا ممن يشاء».

صحيح: رواها مسلم في صفة الجنة والنار (٢٨٤٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث، ولم يسق مسلمٌ لفظه كاملًا، وإنما أحال على لفظ أبي هريرة إلى قوله: «ولكليكما عليّ ملؤها» ولم يذكر ما بعد من الزيادة.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجّت الجنَّةُ والنَّار، فقالت النار: أوثرتُ بالمتكبّرين والمتجبّرين» فذكر الحديث إلى قوله: «ولكليكما عليّ ملؤها». ولم يذكرْ ما بعده من الزّيادة.
وفي رواية من الزيادة: «ولكلّ واحدة منكما ملؤها، فأمَّا النّار فيُلقى فيها أهلها فتقول: هل من مزيد؟ ويلقى فيها أهلُها فتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها ﵎ فيضعُ قدميه عليها، فتنزوي وتقول: قِدْني قِدْني. وأما الجنة فيبقى منها ما شاء اللَّه أن يبقى فينشئُ اللَّه لها خلقًا ممن يشاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث بلفظه:


عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجّت الجنَّةُ والنَّار، فقالت النار: أوثرتُ بالمتكبّرين والمتجبّرين» فذكر الحديث إلى قوله: «ولكليكما عليّ ملؤها». ولم يذكرْ ما بعده من الزّيادة. وفي رواية من الزيادة: «ولكلّ واحدة منكما ملؤها، فأمَّا النّار فيُلقى فيها أهلها فتقول: هل من مزيد؟ ويلقى فيها أهلُها فتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها ﷲ (سبحانه وتعالى) فيضعُ قدميه عليها، فتنزوي وتقول: قِدْني قِدْني. وأما الجنة فيبقى منها ما شاء اللَّه أن يبقى فينشئُ اللَّه لها خلقًا ممن يشاء».


1. شرح المفردات:


● احتجّت: أي تخاصمت وتنازعت.
● الجنة والنار: المقصود هنا ذات الجنة وذات النار، وقد جعلها الله متكلمتين بحكمته وقدرته.
● أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين: أي خُصصت بي وفضلت عليّ بأن جعل فيّ المتكبرين والمتجبرين. (المتكبر: المتعظم على الخلق، المتجبر: المتعالي الظالم).
● ملؤها: أي أن الله سيملؤهما بما شاء من الخلق.
● هل من مزيد؟: تسأل النار عن زيادة في العدد بعد امتلائها.
● حتى يأتيها الله: المقصود مجيء أمره وقضائه، أو مجيء رب العزة للفصل بين الخلائق يوم القيامة، على ما يليق بجلاله.
● فيضع قدميه عليها: "القدم" هنا تطلق ويراد بها المجيء والحضور، أو هي من الأمور التي نؤمن بها على ما يليق بجلال الله دون تشبيه أو تمثيل.
● فَتَنْزَوِي: أي تنكمش وتجتمع بعضها إلى بعض من شدة الخوف والهول.
● قِدْني قِدْني: أي كُفَّ عني، اكففني، بمعنى توقف عن إلقاء المزيد فيها.
● فيُنشئ الله لها خلقًا: أي يخلق الله خلقًا جديدًا يدخلهم الجنة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة والنار تخاصمتا أمام الله تعالى، فادعت النار أنها فضلت بأن جعل فيها المتكبرين والمتجبرين من الخلق، وهم عادة من أصحاب السلطان والجبروت في الدنيا. فردت الجنة بأنه خصص لها أهل التقوى والطاعة. فحكم الله بينهما بأن لكل منهما ملؤها من الخلق.
ثم في الرواية الزائدة بيان لما يحدث بعد ذلك: أن النار لا تزال تطلب المزيد من المعذبين حتى يأتيها الله تعالى للفصل بين الخلائق، فترتعد وتنكمش خوفًا من جلاله، وتطلب التوقف عن إدخال المزيد فيها. وأما الجنة، فبعد أن يدخلها جميع أهلها الذين سبق في علم الله إدخالهم إياها، يبقى فيها فضل، فيخلق الله تعالى خلقًا جديدًا يدخلهم الجنة كرماً منه وفضلاً.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الله وقدرته: فالحديث يظهر عظمة الخالق الذي ينطق الجماد، ويحاسب ويجازي، ويفعل ما يشاء في ملكه.
2- ذم الكبر والجبروت: إذ أن صاحبهما من أهل النار، وهذا تحذير شديد من التكبر على الخلق والتجبر عليهم.
3- سعة رحمة الله: فبعد أن تمتلئ الجنة بأهلها، يخلق الله خلقًا جديدًا ليدخلهم الجنة، مما يظهر سعة رحمته التي سبقت غضبه.
4- حقارة الدنيا وزينتها: فالمتكبرون والمتجبرون الذين كانوا في الدنيا في أعلى المراتب، يصيرون في الدرك الأسفل من النار.
5- العدل الإلهي: فالله تعالى يحكم بين الجنة والنار بعدل، ويجازي كل إنسان بعمله.
6- الإيمان بالغيب: فالحديث يذكر أمورًا غيبيةً عن يوم القيامة يجب على المسلم أن يؤمن بها.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث صحيح، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- قوله: "حتى يأتيها الله" من الأمور التي تسمى الصفات الخبرية، فنؤمن بها على الوجه اللائق بالله تعالى دون تشبيه أو تعطيل، كما قال أهل السنة: "نمرها كما جاءت بلا كيف".
- استدل العلماء بهذا الحديث على أن النار لا تفنى، وأنها تبقى خالدة لأهلها، لأنها تقول "هل من مزيد" حتى يأتيها الله.
- كما استدلوا به على أن الجنة لا تفنى أيضًا، وأن الله يخلق لأجلها خلقًا جديدًا.
- فيه بيان أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، كما هو اعتقاد أهل السنة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وأهلها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواها مسلم في صفة الجنة والنار (٢٨٤٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث، ولم يسق مسلمٌ لفظه كاملًا، وإنما أحال على لفظ أبي هريرة إلى قوله: «ولكليكما عليّ ملؤها» ولم يذكر ما بعد من الزيادة.
والرواية الثانية عند الإمام أحمد (١١٠٩٩)، وأبي يعلى (١٣١٣) كلاهما من طريق حماد بن
سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث كاملًا.
وصحّحه ابن خزيمة فأخرجه في كتاب التوحيد (١٤٨، ١٦١)، وابن حبان في صحيحه (٧٤٥٤)، وابن أبي عاصم في السنة (٥٢٨) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة.
وهذا إسناد صحيح، عطاء بن السائب ثقةٌ، وثَّقه الأئمة إِلَّا أنه اختلط لكن حمّاد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط كما صرّح بذلك ابن معين وأبو داود وغيرهما. وجعل الطّحاويّ ممن سمع منه قبل الاختلاط أربعة وهم: شعبة، وسفيان الثوريّ، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد. إِلَّا أنّ عبد الحق الإشبيليّ قال في: الأحكام«: «إنّ حماد بن سلمة سمع منه بعد الاختلاط كما قاله العقيليّ في «الضعفاء» وقد تعقَّبه الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن أبي بكر المواق كلام عبد الحقّ وقال: لا نعلم من قاله غير العقيليّ، وقد غلط من قال: إنه قدم في آخر عمره إلى البصرة، وإنَّما قدم عليهم مرتين، فمن سمع منه القدمة الأولى صحَّ حديثه منها. انظر للمزيد: «الكواكب النيرات» (ص ٣١٩ - ٣٢٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 333 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

  • 📜 حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب