حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنّ الله لا يقبل الصّدقة إلّا من الكسب الطّيّب

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من تصدَّق بعدل تمرةٍ من كسبٍ طيِّب -لا يقبل الله إلا الطيب- إن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربِّي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل».

صحيح: أخرجه البخاري (1410).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من تصدَّق بعدل تمرةٍ من كسبٍ طيِّب -لا يقبل الله إلا الطيب- إن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربِّي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم من الأحاديث العظيمة التي تبين عظمة الصدقة وشرفها عند الله تعالى، وإليك شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● بِعَدْلِ تَمْرَةٍ: بقيمة تمرة واحدة، أي ولو كانت صدقته قليلة القيمة.
● مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ: من مال حلال خالص من الشبهات والحرام.
● يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ: صفة فعلية لله تعالى تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
● ثُمَّ يُرَبِّيهَا: ينميها ويكثر أجرها وثوابها.
● فَلُوَّهُ: المهر الصغير الذي يفطم عن اللبن، ويضرب به المثل في العناية والتربية.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من تصدق بقيمة تمرة واحدة -وهي من أيسر ما يتصدق به- من مال حلال طيب، فإن الله تعالى يتقبل هذه الصدقة ويتفضل بقبولها، ثم ينميها لصاحبها ويكثر ثوابها، حتى تصبح في الميزان كالجبل العظيم في عظمته وكبره.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- قبول الصدقة مشروط بطيبها: فلا يقبل الله إلا الطيب من الأقوال والأعمال والأموال.
2- عدم احتقار القليل من الصدقة: فالله تعالى يعظم الأجر على القليل ويجازي عليه بالكثير.
3- عظمة كرم الله تعالى: حيث يقبل القليل من العمل الصالح ويضاعف أجره إلى أضعاف كثيرة.
4- الحث على الصدقة ولو بالقليل: لتحصيل هذا الأجر العظيم والثواب الجليل.
5- الترغيب في الاكتساب الحلال: لأن العمل الطيب لا يقبل إلا من كسب طيب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى يتفضل على عباده بقبول أعمالهم الصالحة ويثيبهم عليها بأضعاف مضاعفة.
- فيه إثبات صفة اليد لله تعالى على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تعطيل.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الصدقة ولو بشيء قليل، ولا يحتقر من المعروف شيئاً.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري (1410).
عبد الرحمن - هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البخاريّ: «تابعه سليمان، عن ابن دينار. وقال ورقاء: عن ابن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ.
ورواه مسلم بن أبي مريم، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ» انتهى قول البخاريّ.
قال الأعظمي: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٤) من وجه آخر عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا هريرة يقول (فذكره). ورواه أيضًا من حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه أيضًا من حديث زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وألفاظ مسلم نحو ألفاظ البخاريّ إلا أن البخاريّ لم يسق اختلاف الألفاظ في المتابعات بخلاف مسلم فإنه ساقها.
ومن الذين تابعوه أيضًا القاسم بن محمد قال: سمعت أبا هريرة، قال رسول الله ﷺ «إنّ الله يقبل الصّدقة ويأخذها بيمينه، فيربّيها لأحدكم كما يربّي أحدكم مُهْره، حتى إنّ اللّقمة لتصير مثل أحد. وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾ [سورة التوبة: ١٠٤﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [سورة البقرة: ٢٧٦]».
رواه الترمذيّ (٦٦٢) عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبّاد بن منصور، حدّثنا القاسم بن محمد، فذكره. قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح.
قال الأعظمي: وهو كما قال غير أن ذكر الآية تفرّد به عباد بن منصور، عن القاسم، فقد رواه الإمام أحمد (٩٢٤٥) من طريق عبد الواحد بن صبرة، وقرنه بعباد بن منصور كلاهما سمعا القاسم بن محمد بإسناده، فذكره ولم يذكر فيه قوله: «تصديق ذلك في كتاب الله ...».
وكذلك رواه أيوب، عن القاسم بن محمد. ومن طريقه رواه الإمام أحمد (٧٦٣٤)، وابن خزيمة (٢٤٢٦) كلاهما عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، بإسناده.
وعبّاد بن منصور، ضعف، تغيّر بأخره؛ ولذا قالوا: إنّ هذه الزّيادة منكرة، فلعلْ تلاوة هذه الآية من كلام أبي هريرة.
بل قد وقع التصريح في رواية ابن جرير بأنّ تلاوة الآية من كلام أبي هريرة. ذكره الحافظ في الفتح (٣/ ٢٨٠) ولم يعلّه بشيء.
وأما الترمذيّ فقال عقبه: «هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي عن عائشة، عن النبي ﷺ». قلت: حديث عائشة سيأتي.
ثم قال الترمذي: «وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرّبّ تبارك وتعالى كل ليلة إلى السّماء الدّنيا، قالوا: قد تثبت
الروايات في هذا، ويؤمن بها، ولا يتوهّم، ويقال: «كيف». هكذا رُوي عن مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنّهم قالوا في هذه الأحاديث: «أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية: فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه!
وقد ذكر الله تبارك وتعالى في غير موضع من كتابه (اليد) و(السمع والبصر) فتأوّلت الجهمية هذه الآيات، ونشروها على غير ما فسّر أهل العلم وقالوا: إنّ الله لم يخلق آدم يده، وقالوا: إنّما معني اليد: القوّة.
وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، فهذا تشبيه.
وأما إذا قال كما قال الله: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشيهًا، وهو كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشوري: ١١]». انتهى كلام الترمذيّ ﵀.
قوله: «فَلُوَّه» بفتح الفاء وضمّ اللّام وتشديد الواو - أي المهر، سُمّي بذلك لأنّه فَلِي عن أمّه أي عزل وفصل. وفي رواية عند مسلم: «فلُوّه أو فصيله».
وفي رواية أخرى: «فَلُوَّه أو قَلُوصَه». والفصيل: ولد النّاقة إذا فصل من إرضاع أمِّه. والقلوص: هي الناقة الفتية، ولا تطلق على الذّكر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

  • 📜 حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب