حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تمني الخير
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٢٢٢)، (٢٥٤٩٢)، والبغويّ في شرح السنة (١٦٥٨) وصحّحه ابن حبان (٣٢١٢) كلّهم من طرق عن محمد بن عمرو، قال: حدّثني أبو سلمة، قال: قالت عائشة (فذكرته)،
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة اللّيثيّ، وهو صدوق، حسن الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه الكريم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من أخلاق النبي ﷺ وتقواه وورعه، حتى في أحلك الظروف وأشد اللحظات.
أولاً. شرح المفردات:
● الذهبُ: المقصود هنا قطع من الذهب كانت عند السيدة عائشة رضي الله عنها، لم تُنفَق في سبيل الله بعد.
● ما فعلت: أي أين ذهبت، وما هو مصيرها.
● فجاءت به: أي أحضرت السيدة عائشة قطع الذهب.
● يقلبها بيده: يتفحصها ويحركها بين أصابعه.
● ما ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده؟: استفهام إنكاري، أي أي ظن سيظنه الله بي، وأي مصير سألقاه وأنا لم أتصدق بهذا المال وأنا قادر على ذلك.
● أنفقيها: أمر بالتصدق بها وإنفاقها في وجوه الخير.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن موقفٍ جليلٍ وقصّةٍ عظيمة حدثت في أيام النبي ﷺ الأخيرة، أثناء مرضه الذي توفي فيه.
● السياق: في لحظات الضعف والمرض، حيث يكون الإنسان في أمسّ الحاجة إلى الراحة والرعاية، وكان همُّ النبي ﷺ الأول هو التخفُّف من أي شيء قد يثقله في لقاء ربه. فسأل زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن قطع الذهب التي كانت عندها، والتي بقي منها شيء لم يُنفَق في سبيل الله.
● الفعل: لم يكتفِ بالسؤال، بل طلب رؤيتها وتفحصها بيده الشريفة، مما يدل على اهتمامه البالغ بأمرها ورغبته في التأكد من التخلُّص منها قبل لقاء الله.
● العظة والعبرة: ثم وجه لنفسه الكريمة هذا السؤال التأملي العميق: "ما ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده؟!". إنه سؤال يُجسِّد كمال التقوى والورع. فهو لا يخاف من ذنب عظيم، بل يخاف أن يلقى ربه وفي بيته مالٌ قليل لم يخرج لله، مع علمنا بأن النبي ﷺ كان أزهد الناس في الدنيا ولم يترك عند موته ديناراً ولا درهماً.
● الحل: كان الحل الوحيد والأمر الحتمي هو "أنفقيها"، أي تخلصي منها بالتصدق بها على الفقراء والمحتاجين.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الورع والتقوى في كل الأحوال: النبي ﷺ يعلمنا أن يكون المؤمن على أعلى درجة من التقوى والورع، خاصة عند الاحتضار واقتراب الأجل. فالمرء يُحاسَب على ما خلفه من مال لم يُخرِج حق الله فيه.
2- الاستعداد للقاء الله: اللحظات الأخيرة من العمر هي لحظات مصيرية، وكان شغل النبي ﷺ الشاغل هو كيف يلقى ربه وهو في أطهر حالة وأزكاها.
3- الزهد في الدنيا وعدم التعلق بها: حتى وهو على فراش الموت، لم تكن الدنيا تساوي عنده شيئاً، فما بالنا ونحن في صحة وعافية؟!
4- مخافة الله حتى مع العصمة: النبي ﷺ معصوم من الكبائر والمعاصي، ومع ذلك كان يخاف من التقصير في حق الله، فكيف بنا نحن الذين نذنب ونقصّر؟!
5- الحث على الصدقة وإخراج الزكاة: الحديث يحثنا على المبادرة إلى إنفاق المال في الطاعات وعدم التأخير، فالأجل يأتي بغتة.
6- محاسبة النفس: هذا الموقف هو أعلى درجات محاسبة النفس، حيث يحاسب الإنسان نفسه قبل أن يحاسبه ربه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الموقف يدل على أن ما كان عند السيدة عائشة من الذهب كان قليلاً (بين 5 إلى 9 قطع)، ومع قلة مقداره، فقد اهتم النبي ﷺ بأمره، مما يعلمنا أن نحرص على إخراج حقوق الله حتى من القليل.
- المرض والموت من أكبر المواعظ، وفي ساعة الاحتضار يتبين للإنسان حقيقة الدنيا وزينتها.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يخلف بعد موته مالاً طيباً، وأن يوصي بما يجب إنفاقه، حتى يلقى الله وهو خفيف المحمل.
أسأل الله تعالى أن يتوفانا على التقوى والورع، وأن نلقاه وهو راض عنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة اللّيثيّ، وهو صدوق، حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 97 أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى...
- 98 من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره
- 99 انطلق أبا مسعود ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك...
- 100 اتق الله لا تأت يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء
- 101 بعير له رغاء
- 102 أنا ممسك بحجزكم عن النار وأنتم تهافتون فيها
- 103 من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك...
- 104 كتاب من رسول الله لا يُتَعَدَّى علينا في صدقاتنا
- 105 المعتدي في الصدقة كمانعها
- 106 اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
- 107 أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي
- 108 ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان
- 109 أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض
- 110 إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو راض
- 111 من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة وخادما ومسكنا
- 112 إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 113 صاحب المكس في النار
- 114 تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد
- 115 رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
- 116 لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل...
- 117 لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن ورجل...
- 118 لا حسد إلا في اثنتين
- 119 ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
- 120 لو كان عندي أحد ذهبًا أحببت أن لا يأتي ثلاث
- 121 ما يسُرُّني أنَّ عندي مثل أُحُدٍ هذا ذهبا
- 122 ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
- 123 ما يسرني أن أحدا يُحول لآل محمد ذهبا أنفقه في...
- 124 قد سمعت ما قلت فيه وإني أرى أن تجعلها في...
- 125 من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب
- 126 إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا
- 127 الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو...
- 128 يتلقى الله الصدقة بيده ويربيها كما يربي أحدكم فلوّه
- 129 من جمع مالًا حرامًا ثم تصدق به لم يكن له...
- 130 لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون
- 131 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
- 132 من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنى...
- 133 الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان
- 134 ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو...
- 135 ما نقص مال عبد من صدقة
- 136 رأيت وجه رسول الله ﷺ يتهلل كأنه مذهب
- 137 من تحامل في الصدقة فتصدق بمد
- 138 لا توعي فيوعي الله عليك
- 139 أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا...
- 140 تصدقت عائشة فقال النبي: لا تحصي فيحصى عليك
- 141 كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس
- 142 ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان
- 143 القليل الكافي خير من الكثير المشتت
- 144 البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد
- 145 «افعل ولك بها نخلة في الجنة»
- 146 كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
معلومات عن حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
📜 حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








