حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تمني الخير

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه: «يا عائشة! ما فعلت الذَّهبُ». فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة فجعل يقلبها بيده ويقول: «ما ظنُّ محمد الله عز وجل لو لقيه وهذي عنده؟ ! أنفقيها».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٢٢٢)، (٢٥٤٩٢)، والبغويّ في شرح السنة (١٦٥٨) وصحّحه ابن حبان (٣٢١٢) كلّهم من طرق عن محمد بن عمرو، قال: حدّثني أبو سلمة، قال: قالت عائشة (فذكرته)،
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة اللّيثيّ، وهو صدوق، حسن الحديث.

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه: «يا عائشة! ما فعلت الذَّهبُ». فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة فجعل يقلبها بيده ويقول: «ما ظنُّ محمد الله ﷿ لو لقيه وهذي عنده؟ ! أنفقيها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه الكريم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من أخلاق النبي ﷺ وتقواه وورعه، حتى في أحلك الظروف وأشد اللحظات.

أولاً. شرح المفردات:


● الذهبُ: المقصود هنا قطع من الذهب كانت عند السيدة عائشة رضي الله عنها، لم تُنفَق في سبيل الله بعد.
● ما فعلت: أي أين ذهبت، وما هو مصيرها.
● فجاءت به: أي أحضرت السيدة عائشة قطع الذهب.
● يقلبها بيده: يتفحصها ويحركها بين أصابعه.
● ما ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده؟: استفهام إنكاري، أي أي ظن سيظنه الله بي، وأي مصير سألقاه وأنا لم أتصدق بهذا المال وأنا قادر على ذلك.
● أنفقيها: أمر بالتصدق بها وإنفاقها في وجوه الخير.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقفٍ جليلٍ وقصّةٍ عظيمة حدثت في أيام النبي ﷺ الأخيرة، أثناء مرضه الذي توفي فيه.
● السياق: في لحظات الضعف والمرض، حيث يكون الإنسان في أمسّ الحاجة إلى الراحة والرعاية، وكان همُّ النبي ﷺ الأول هو التخفُّف من أي شيء قد يثقله في لقاء ربه. فسأل زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن قطع الذهب التي كانت عندها، والتي بقي منها شيء لم يُنفَق في سبيل الله.
● الفعل: لم يكتفِ بالسؤال، بل طلب رؤيتها وتفحصها بيده الشريفة، مما يدل على اهتمامه البالغ بأمرها ورغبته في التأكد من التخلُّص منها قبل لقاء الله.
● العظة والعبرة: ثم وجه لنفسه الكريمة هذا السؤال التأملي العميق: "ما ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده؟!". إنه سؤال يُجسِّد كمال التقوى والورع. فهو لا يخاف من ذنب عظيم، بل يخاف أن يلقى ربه وفي بيته مالٌ قليل لم يخرج لله، مع علمنا بأن النبي ﷺ كان أزهد الناس في الدنيا ولم يترك عند موته ديناراً ولا درهماً.
● الحل: كان الحل الوحيد والأمر الحتمي هو "أنفقيها"، أي تخلصي منها بالتصدق بها على الفقراء والمحتاجين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الورع والتقوى في كل الأحوال: النبي ﷺ يعلمنا أن يكون المؤمن على أعلى درجة من التقوى والورع، خاصة عند الاحتضار واقتراب الأجل. فالمرء يُحاسَب على ما خلفه من مال لم يُخرِج حق الله فيه.
2- الاستعداد للقاء الله: اللحظات الأخيرة من العمر هي لحظات مصيرية، وكان شغل النبي ﷺ الشاغل هو كيف يلقى ربه وهو في أطهر حالة وأزكاها.
3- الزهد في الدنيا وعدم التعلق بها: حتى وهو على فراش الموت، لم تكن الدنيا تساوي عنده شيئاً، فما بالنا ونحن في صحة وعافية؟!
4- مخافة الله حتى مع العصمة: النبي ﷺ معصوم من الكبائر والمعاصي، ومع ذلك كان يخاف من التقصير في حق الله، فكيف بنا نحن الذين نذنب ونقصّر؟!
5- الحث على الصدقة وإخراج الزكاة: الحديث يحثنا على المبادرة إلى إنفاق المال في الطاعات وعدم التأخير، فالأجل يأتي بغتة.
6- محاسبة النفس: هذا الموقف هو أعلى درجات محاسبة النفس، حيث يحاسب الإنسان نفسه قبل أن يحاسبه ربه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الموقف يدل على أن ما كان عند السيدة عائشة من الذهب كان قليلاً (بين 5 إلى 9 قطع)، ومع قلة مقداره، فقد اهتم النبي ﷺ بأمره، مما يعلمنا أن نحرص على إخراج حقوق الله حتى من القليل.
- المرض والموت من أكبر المواعظ، وفي ساعة الاحتضار يتبين للإنسان حقيقة الدنيا وزينتها.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يخلف بعد موته مالاً طيباً، وأن يوصي بما يجب إنفاقه، حتى يلقى الله وهو خفيف المحمل.
أسأل الله تعالى أن يتوفانا على التقوى والورع، وأن نلقاه وهو راض عنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٢٢٢)، (٢٥٤٩٢)، والبغويّ في شرح السنة (١٦٥٨) وصحّحه ابن حبان (٣٢١٢) كلّهم من طرق عن محمد بن عمرو، قال: حدّثني أبو سلمة، قال: قالت عائشة (فذكرته)،
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة اللّيثيّ، وهو صدوق، حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

  • 📜 حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب